التقارير

بوكا.. المكان الذي شهد أكبر جريمة في تاريخ العراق


قناة العالم :

يقال ان كل ما شهده العراق بعد عام 2003 كان عبارة عن ردة فعل "للاقلية السنية" ضد "الاكثرية الشيعية" التي استلمت الحكم بعد ان حكموا العراق على مدى عقود طويلة، او قيل انه ردة فعل لضباط الجيش الصدامي الذي خسروا مراكزهم وارادوا الانتقام من النظام الجديد، الا ان الوقائع والحقائق وسير تطورات الاوضاع في العراق منذ عام 2003 وحتى اليوم تؤكد خلاف ما يقال بهذا الشأن، فكل الذي حدث ويحدث هو بإشراف امريكي كامل عبر استخدام ادوات بعثية وتكفيرية.

صحيفة "الحياة" اللندنية نقلت في عددها الصادر في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015 مقتطفات للقاء اجراه الصحافي في جريدة "غارديان" مارتن غولوف، مع احد قياديي "داعش" الارهابي اسمه "ابو احمد" وتحدث معه عن تاريخ تاسيس "داعش" وعن شخصية الارهابي ابو بكر البغدادي الذي اصبح زعيما ل"داعش" فيما بعد، الا ان الذي يستوقف المتابع في هذا اللقاء المعلومات التي كشف عنها "ابو احمد" دون ان يقصد عن سجن "بوكا" الامريكي في البصرة، وكيف تحول الى "مدرسة" تخرج منها كل سفاحي الجماعات التكفيرية وعلى راسهم "الدواعش" تقريبا.

سجن "بوكا" ( وهو اسم جندي يدعى رونالد بوكا قتل في هجمات 11 ايلول/ سبتمبر 2001)، معسكر الاعتقال الذي أنشأته امريكا في محيط مدينة أم قصر في محافظة البصرة، أثار اهتمام الصحفيين والباحثين ، لان إبراهيم عواد البدري السامرائي الذي اصبح فيما بعد زعيم "داعش" واختار اسم "ابو بكر البغدادي" ، كان احد نزلائه عام 2004.

اهتمام الصحفيين بسجن بوكا مرده ليس فقط لان البغدادي كان من نزلائه ، بل لوجود الكثير من قياديي هذا التنظيم من امثال البعثي الدموي الارهابي سمير عبد محمد الخليفاوي والمعروف باسمِ "حجي بكر" وهو ضابط كبير في جيش الدكتاتور صدام حسين ، وقتل في سوريا عام 2014 ، كان من بين نزلائه ايضا ، والملفت انه تم اطلاق سراح اغلب هؤلاء السجناء رغم خطورتهم.

الملفت ايضا في لقاء "ابو احمد" مع صحيفة "الغاردين" اشارته الى الظهور القوي ل"ابو بكر البغدادي" كمساعد وفي ل"أبو عمر البغدادي" خليفة الزرقاوي، ويقول ابو احمد بالحرف الواحد: ""بدأ التنظيم في الاتصال بالعناصر البعثية في النظام السابق".

هذه الاشارة السريعة تؤكد ان "زواج" التكفيريين بالبعثيين تم تحت اشراف الامريكيين في سجن بوكا، بعد ان جمعوا عتاة البعثيين المجرمين من ضباط وقوات خاصة وحرس جمهوري الى التكفيريين الوهابيين والساديين والسفاحين، في مكان واحد ، فولدت "داعش" ، والتي كثفت فكرة الزرقاوي القائلة باستهداف المسلمين الشيعة والمسيحيين والاقليات الدينية والقومية ، بدلا من المحتل الامريكي، وهو حصل بعد مقتل "ابو عمر البغدادي" ( حامد داود محمد خليل الزاوي) وابو ايوب المصري ( او ابو حمزة المهاجر) عام 2010 قرب تكريت، وانتقال قيادة التنظيم الوهابي التكفيري "دولة العراق الاسلامية" الى "ابو بكر البغدادي" التي اطلق عليها اسم "دولة العراق والشام الاسلامية" (داعش) ومن ثم "تنظيم الدول الاسلامية".

وحول الاجواء التي وفرتها القوات الامريكية في سجن بوكا بهدف التحضير لصناعة تنظيم متوحش يجمع وحوش البعثيين والتكفيريين يقول غولوف ، لم يكن هناك أي بطالة، فالجميع لديهم معلمون جيدون داخله ، وكانت هناك مساحة صغيرة للتعديل والتفكير، فانجرف ابو احمد خلال الاحداث مثل عدد من أصدقائه، في المسير الذي تم تحديده لهم داخل السجن ، كما انجرف اليه الاخرون ، وفي هذا الشان يقول ابو احمد :"هؤلاء اشخاص بدأوا في بوكا مثلي وبعدها أصبح الأمر أكبر وأقوى منهم. لا نستطيع التوقف الآن. كل شيء خارج عن إرادتنا وخارج عن إرادة البغدادي أو أي قيادي آخر في هذا التنظيم".

ويضيف ابو احمد :"كان السجن هو البيئة المثالية للتفكير والتخطيط، واتفقنا على أن نجتمع بعد إطلاق سراحنا وكانت عملية الاتصال سهلة. كتبنا أرقامنا على ملابسنا الداخلية، وعندما خرجنا من السجن اتصلنا ببعضنا. كان عندي ارقام هواتف وعناوين كل الأشخاص المهمين بالنسبة إلي. وفي العام 2009 عاد الكثير منا ليقوم بما كان يفعله قبل القبض علينا. إلا اننا أصبحنا نقوم به بطريقة أفضل".

وفي ختام اللقاء يقول غولوف انه بعد الإفراج عن البغدادي، أُفرِجَ عن أبي أحمد، واصطحبه عناصر من التنظيم الوليد لدى وصوله مطار بغداد الى بيت في غرب العاصمة، وهناك انضم ثانية ل"المجاهدين" الذين حولوا المعركة من مقاومة الاحتلال، الى حرب دامية ضد العراقيين الشيعة.

وليس بمحض الصدفة ان الرجل الذي سيخلف "ابو بكر البغدادي" بعد مقتله ، هو ايضا بعثي وضابط سابق في الجيش الصدامي ومن خريجي بوكا وكان مع البغدادي في نفس الزنزانة ، وهو عبدالله قرداش ، المعروف بدمويته حتى لقب ب"المدمرة"، ولا هم له الا قتل الشيعة والمسيحيين والاقليات الدينية والقومية، و لا يحتل الامريكا او الصهاينة اي اهمية في سلم اولوياته.

هذه الحقيقة يجب ان يعرفها كل الذين غرر بهم الامريكيون من العراقيين، عن طبيعة التنظيمات التي صنعتها امريكا في العراق بعد الغزو عام 2003 ، واطلقت عليها اسماء براقة مثل "الجهاد" و "جيش أهل السنة والجماعة" و "الدول الاسلامية" و.. ، وجعلت مرتزقتها وعملائها وصعاليكها، "قادة" و "زعماء" و"امراء" و"خلفاء"و..، ليخربوا العراق وليقتل اهله بعضهم بعضا خدمة لأمن "اسرائيل" والمصالح غير المشروعة للامريكي المحتل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك