طالب النواب الديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي بالحصول على تسجيلات من رودي جولياني، المحامي الشخصي للرئيس دونالد ترامب، في أحدث خطوة ضمن الجهود التي يبذلها الديمقراطيون لعزل الرئيس من منصبه.
وقد اعترف جولياني بأنه طلب من المسؤولين الأوكرانيين التحقيق في مزاعم الفساد ضد جو بايدن، المنافس الديمقراطي لترامب في انتخابات الرئاسة المقبلة.
وأصدر المشرعون الديمقراطيون مذكرة استدعاء للحصول على تلك التسجيلات من جولياني.
ويعد هذا الطلب جزءا من إجراءات محاكمة ترامب، وهو مدفوع بشكوى تقدم بها شخص للإبلاغ عن المخالفات التي ارتكبها الرئيس.
وكشف هذا الشخص (المخبر)، الذي يُقال بأنه ضابط بوكالة الاستخبارات المركزية (سي آى اية)، عن مخاوف بين عدد من مسؤولي البيت الأبيض من أن ترامب حاول الضغط على زعيم أجنبي (رئيس أوكرانيا فلوديمير زيلينسكي) للتحقيق مع منافس سياسي ديمقراطي.
وتم الكشف الأسبوع الماضي، عن نسخة من تلك المكالمة الهاتفية بين ترامب وزيلينسكي، وأكد هذا المخبر أن ترامب حث زيلينسكي على التحقيق في الادعاءات المشكوك فيها ضد بايدن، وهو مرشح ديمقراطي لإنتخابات الرئاسة عام 2020، وكذلك التحقيق في مزاعم تتعلق بنجله.
وأصبحت هذه المكالمة الهاتفية محركا رئيسيا لتحقيق يهدف إلى عزل ترامب من جانب الديمقراطيين، وهي الجهود التي قد تتسبب في طرد الرئيس الأمريكي من منصبه، ولكن هذا الإجراء يتطلب موافقة أعضاء من حزبه الجمهوري للوقوف ضده.
ماذا حدث مؤخرا؟
أرسل ثلاثة من رؤساء اللجان الرئيسية في مجلس النواب، وهي لجان الاستخبارات، والشؤون الخارجية، والرقابة، مذكرة الاستدعاء إلى المحامي جولياني، الاثنين.
وكان هذا الاستدعاء متوقعا لشخصية هامة في القضية، وقال الديمقراطيون في وقت سابق إنهم يريدون استجواب جولياني.
وفي المكالمة الهاتفية مصدر الأزمة، طلب ترامب من الرئيس الأوكراني التنسيق مع محاميه بشأن أي تحقيق في اتهامات فساد ضد بايدن وابنه هانتر.
خلال ظهوره في 19 سبتمبر/ أيلول على شبكة سي إن إن، قال جولياني "لقد طلبت من أوكرانيا النظر في الادعاءات المتعلقة بموكلي، والتي تزعم تورط جو بايدن بشكل عرضي في مخطط رشوة ضخم".
وفي خطاب الاستدعاء لجولياني، قال رؤساء اللجان الديمقراطيون: "بالإضافة إلى هذا الاعتراف الصارخ، صرّحت مؤخرا أنك بحوزتك أدلة، رسائل نصية وتسجيلات هاتفية ورسائل أخرى، تشير إلى أنك لم تتصرف بمفردك. وأن مسؤولين آخرين في إدارة ترامب ربما شاركوا في هذا المخطط أيضا".
وطلب النواب الديمقراطيون من جولياني تقديم جميع المراسلات ذات الصلة بحلول 15 أكتوبر/تشرين أول الجاري.
ولم يرد جولياني والبيت الأبيض على المذكرة حتى الآن، على الرغم من أن جولياني قال يوم الأحد، إنه لن يتعاون مع النائب الديمقراطي آدم شيف.
حول ماذا يدور تحقيق إقالة ترامب؟
قدم مخبر سري من المخابرات الأمريكية شكوى، الشهر الماضي، قال فيها إن لديه "مخاوف ملحة" من أن ترامب قد استخدم مكتبه "لطلب تدخل دولة أجنبية" في الانتخابات الرئاسية المقبلة خلال العام 2020.
وبدأ الديمقراطيون تحقيقا في قضية مساءلة الرئيس، يوم الثلاثاء، وركزوا على المزاعم التي تم الإبلاغ عنها في هذه الشكوى، حيث تحدث ترامب بالفعل مع الزعيم الأوكراني حول اتهامات تتعلق بمنافسه بايدن.
ويواجه ترامب اتهامات من خصومه السياسيين بالسعي بشكل غير صحيح إلى مساعدة أجنبية لمحاولة تشويه بايدن واستخدام المساعدات العسكرية لأوكرانيا كأداة للمساومة.
أخبر المدعي العام الأوكراني السابق يوري لوتسينكو، بي بي سي أنه لا يوجد سبب للتحقيق مع بايدن أو ابنه هانتر بايدن، الذي كان يعمل لدى شركة طاقة أوكرانية.
وتفاخر بايدن بأنه كان سببا في طرد المدعي العام الأوكراني السابق فيكتور شوكين، من منصبه بمزاعم تورطه في فساد، رغم أنه لم يكن المشرع الوحيد في ذلك الوقت الذي دعا إلى إقالة السيد شوكين.
وقد أيد الاتحاد الأوروبي خطوة عزل المدعي العام الأوكراني في إطار جهوده لمكافحة الفساد.
ورغم أن الكونغرس الآن في عطلة، إلا أن الديمقراطيين يخططون للبقاء في واشنطن خلال فترة الاستراحة للمضي قدما "بسرعة" من خلال إجراءات الإقالة ومذكرات استدعاء إضافية ضد ترامب.
ماذا حدث أيضا يوم الاثنين؟
قال الزعيم الأوكراني زيلينسكي للصحفيين إنه لا يخطط للكشف عن تسجيل لمكالمته الهاتفية مع ترامب.
وقال زيلينسكي لرويترز "هناك بعض الأمور الدقيقة والأشياء التي أعتقد أنه سيكون من الخطأ نشرها".
وفي نفس اليوم، كشف مسؤول كبير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن وزير الخارجية مايك بومبيو كان بين من استمعوا إلى مكالمة ترامب وزيلينسكي في 25 يوليو/تموز.
كما تم استدعاء بومبيو للسؤال عن الوثائق المتعلقة بأوكرانيا من جانب نواب ديمقراطيين في مجلس النواب.
وفي الوقت نفسه، خضعت مكالمة رئاسية أخرى للتدقيق.
فقد طلب ترامب مؤخرا من رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، مساعدة وزير العدل بيل بار، في التحقيق الذي يجريه لضرب مصداقية روبرت مولر، المحقق الخاص في تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية لصالح ترامب.
وقال مسؤول لصحيفة نيويورك تايمز إن نسخة من المكالمة كانت مقصورة على مجموعة صغيرة من المساعدين.
وبدأ التحقيق في علاقة ترامب مع روسيا بعد أن أبلغ المسؤولون الأستراليون مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن مستشار ترامب السياسي السابق جورج بابادوبولوس، أخبر كبير الدبلوماسيين الأستراليين في بريطانيا أن موسكو لديها أدلة حول "فضائح" تخص هيلاري كلينتون.
https://telegram.me/buratha