علقت وزارة الدفاع، الخميس (2 مايو 2019)، على مقطع الفيديو الذي ظهر فيه زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي اخيراً بعد اختفاء دام 5 سنوات، فيما طرحت 12 نقطة تحليلية.
وذكرت الوزارة في منشور على صفحتها في "فيس بوك"، "واخيراً ظهر المطلوب الأول على قائمة الإرهاب المدعو (أبو بكر البغدادي)، والذي يبدو انه يتواجد في ملجأ تحت الأرض مع مجموعة من قيادات"، مبينة أنه "لاخفاء ملامح المكان تم وضع ستائر على الجدران لتغطيتها ".
دلالية الزمان والمكان (طرحت الوزارة بشأنها 4 نقاط تحليلية)
وأوضحت أنه "بحسب الفيديو فأن البغدادي يتواجد في مكان ناء مجهول، وهناك جهود كبيرة بذلت في عملية اخراج هذا التسجيل من الناحية تقنية الكاميرات الحديثة واتخاذ زوايا وابعاد توحي بقيمة كبيرة للاجتماع والمجتمعين وكذلك الاهتمام الشديد بهندسة الصوت والموسيقى التصويرية وإدخال الأناشيد الداعشية الحماسية، وهذا ينم على أن تنظيم داعش لديه كفاءات عالية المستوى في مجال التصوير والإضاءة وهندسة الصوت والإخراج التلفزيوني وان العاملين في هذا المجال لهم خبرات وذو اختصاص من خلال ما يقدموه من أنتاج لخطبة هزيلة".
واضافت: "اما في ما يخص الزمان والوقت فمن الملاحظ أن الظهور مصور حديثاً ٍبعد انتهاء من معركة الباغوز وكذلك حينما تطرق إلى الإحداث في الجزائر والسودان والانتخابات في إسرائيل وكذلك الإحداث الدامية الأخيرة في سيرلانكا"، لافتاً الى أن "البغدادي في حيرة من أمره بعد الخسائر الكبيرة التي مُني بها بمعارك الانبار وصلاح الدين وبيجي والموصل والرقة وغيرها وأخرها الباغوز، وقد أثيرت عدة إخبار سواءً من قيادات أمنية عراقية او سورية او من قوات (قسد) او من تسريبات لجنرالات من روسيا الاتحادية او من قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة الامريكية عن اصابته اكثر من مرة وان حالته خطرة وقد ذهب بعضهم الى مقتله".
وتابع: أن "البغدادي اعترف بأن الكثير من قياداته المهزومة تسال عن دوره في التنظيم، وهذا كان من اهم الاسباب التي جعلته يظهر بهذا التسجيل المطول، كما يبدو ظاهرياً انه ظهر بشخصية مزدوجة قريبة من اسامة بن لادن وصدام حسين في حديثه امام مؤيديه عندما تحدث عن هزائم وصفها بالنصر وهذا ما كان يفعله اسلافه سابقاً".
استراتيجية البغدادي بعد الهزائم (طرحت الوزارة بشأنها نقطتين توضيحيتين)
وبينت الوزارة أنه "عقد هذا الاجتماع لإعادة التنظيم وبث الروح المعنوية من جديد وتعيين ولاة وامراء عوضاً عن الذين فقدهم، حيث اعترف بهزيمته عسكرياً في الباغوز وقبلها في بيجي والموصل وغيرها واستذكر قتلاه الذين صنفهم الى ثلاثة اصناف وهم الامراء والولاة وذكر منهم (عبد الرحمن العنكري والطالبي وابو الوليد السيناوي وابو مصعب الحجازي) والقسم الاخر ممن فقدهم من الاعلاميين وهم كل من (ابو عبد الله الاسترالي وخلاد القحطاني من السعودية وابو جهاد الشيشاني وابو انس بابيان الفرنسي وابو عثمان الفرنسي) والقسم الاخر من الهيئة الشرعية والذي ذكر منهم (ابو رغد الجعداني من السعودية وابو ياسر البلجيكي وابو طالب العراقي).
واكملت قائلة: "يلاحظ ان الاجتماع لقادة جدد ويبدو انه كان هناك توبيخا لإداء بعض القيادات التي تخاذلت في المعارك الاخيرة والدليل على ذلك انه اولاً استذكر قتلاه بالاسم وثانياً انه قال لن يسلموا المدن والمناطق الا على جثثهم، وهنا تذكير باستراتيجية داعش القتالية وثالثها والاهم محاولة المخرج والمشرف على الشريط المتلفز بكل الطرق بحجب بعض الكلمات من خلال ظهور القطع في المونتاج لثلاث مرات او اكثر وهذا دليل على ان هناك كلام واعترافات حرصوا على عدم اظهارها لإنها تتعلق بنكثان البيعة وعدم الثبات في القتال والهروب من ساحات المعارك".
استراتيجية داعش الجديدة (طرحت الوزارة بشأنها ست نقاط توضيحية)
وأشارت الى أن "الاعتراف الكامل بالهزيمة والانكسار واضح في خطابه والنبرة البطيئة في صوته والهدوء المفتعل دلالة على الخسارة الكبيرة، حيث أن استذكاره لبيعات جديدة وخاصة في الصحراء الكبرى في افريقيا والساحل الافريقي في ليبيا وبوركينافاسو ومالي والكونغو دلالة على افلاسه من منطقة الشرق الأوسط".
وبينت أن "سبب تركيز البغدادي على مقاتلة الفرنسيين في افريقيا والاشادة بأمير التنظيم ابو عبد الله الصحراوي ، جاء لان فرنسا هي من تقود التحالف بالصحراء الافريقية ضد تنظيمات داعش الإرهابية، كما أن تركيزه على مسألة الثأر لقتلاهم في العراق والشام ومناطق اخرى من خلال استهداف كما يدعي القوات الصليبية في مناطق مختلفة، يدل على ان التنظيم فقد استراتيجيته الاصلية والتي كانت تعتمد على مرتكزات منها ادارة التوحش والتمكين وغيرها من المصطلحات التي تؤدي الى نشوء دولة او خلافة، كما يبدو انه تخلى عنها وبدء يتحدث بلغة الثأر وهذا دليل على عدم التخطيط والتنفيذ على الاهداف كما كان سابقاً".
ولفتت الى أن "اهم ما في كلمته عندما تحدث عن استراتيجيتهم المقبلة وهي (حرب الاستنزاف)، حيث دعا الى مهاجمة المقرات العسكرية والاقتصادية والاهداف اللوجستية، وقال ان معركة تنظيمه معركة استنزاف ومطاولة للعدو وان الجهاد ماضٍ ولن يتوقف وهذا يعني انه يأس من استمرار دولة الخلافة المزعومة وسيستمر بحرب الارهابية على شكل حرب استنزاف واعتمد في هذا على ما قام به جمال عبد الناصر بعد نكبة حزيران 1967 عندما لم يكن له خطط واقعية لشن هجوم لإعادة سيناء فأستغل الوقت واستمر بحرب استنزاف دامت اكثر من خمسة سنوات فلجأ الى حرب الاستنزاف لكسب الوقت لاعادة تنظيم الجيش المصري الى ان تمكن الرئيس السادات من شن هجوم كاسح واعادتها".
وختمت كلامها بالقول: أن "حديث البغدادي الاخير بالرغم من انه رسالة تشجيعية ودعائيه لانصاره المحيطون به ولكن بنفس الوقت هو دليل واقعي للتحليل من قبل الخبراء المختصين لمعرفة المكان والغايات ومن كان معه رغم انهم حرصوا على اخفاء الوجوه (ملثمين)، حيث ظهر احدهم بزي عربي للدلالة على ان المحيطين به عرباً ومن كافة انحاء العالم ويبدو من خلال مظهره البائس ولحيته الطويلة البيضاء المرصعة بالحناء والغتره السوداء على رأسه وجلوسه مفترشاً الارض مقارنة بخطبته بجامع النوري بتموز 2014 والذي كان بها بأبهى حالاته واناقته فالمقارنة بين الصورتين يظهر جلياً انه خسر كل شيء من دولة وخلافة ومرتكزات اساسية وهذا الانطباع يأتي من خلال وضعه المنكسر الذي ظهر به يوم الاثنين 29 نيسان".
https://telegram.me/buratha