مع سقوط آخر جيب من "الخلافة" المزعومة لـ"داعش"الارهابي في بلدة "الباغوز" السورية، تفجرت الاستفهامات مجددا حول مصير ومكان زعيم التنظيم الإرهابي أبو بكر البغدادي.
فالبعض يقول إنه يهيم في البادية، تلك المنطقة الصحراوية الممتدة من وسط سوريا إلى العراق، فيما يرجح آخرون إصابته أو مقتله خلال المعارك، أو وفاته بمرض السكري، لكن لم يتم التأكد من صدقية أي من هذه المعلومات.
بيد أن فرضية وجوده في الصحراء الممتدة من الحدود الشرقية مع العراق إلى محافظة حمص وسط سوريا، يعزوها مراقبون إلى أن ابنه "حذيفة" قُتل في تلك المنطقة، في تموز الماضي، جراء غارة روسية، بل ويعتقدون أنه كان رفقة أبيه.
والارهابي البغدادي الذي يتنقل بين الأمكنة متنكرا، لا يُعرف له سبيل تماما كما لم يُعرف له ظهور علني إلا في مناسبتين عبر تسجيل صوتي، الأولى في تموز 2014، بمسجد النوري بالموصل، والثانية في آب 2018، أي بعد ثمانية أشهر من إعلان دحر التنظيم في العراق.
"شبح" يقود ذئابا ممزقة
الارهابي البغدادي، الإرهابي البالغ من العمر 47 عاما، والذي تقدم واشنطن مبلغ 25 مليون دولار لمن يدلّ عليه، يتنقل حاليا مرفوقا بشخصين فقط، وهو الذي كان قبل أربع سنوات، يقبض على مصائر سبعة ملايين شخص.
واثق الهاشمي، رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية، قال إن "المعلومات الاستخباراتية تؤكد أن البغدادي يتحرك مرفوقا بسائقه العراقي، وشخص آخر لم يحدده، وثلاثتهم يتخفون ويتحركون في مناطق سورية".
واضاف في حديث لصحيفة العين الإخبارية أنه "رغم جميع الأخبار التي تحدثت عن اعتقال البغدادي، إلا أنني أعتقد أن الأمر غير صحيح، لأنه لم يستطع دخول الأراضي العراقية، وقد ابتعد عن مناطق الباغوز لكنه لم يغادر سوريا، مع أنه يحاول دخول العراق".
وتابع انه "لكي يستطيع التحرك، فالمؤكد أنه يتنكر، وهناك متابعة استخباراتية له، كما أن عناصر من التنظيم بدأت بالتحرك، ومعلوماتنا تؤكد أن عددا من عناصره استطاعت الوصول إلى العراق".
وأوضح الهاشمي أن "هذه العناصر تحاول الوصول إلى مناطق سهل نينوى، ومنطقة وادي حوران، كما تحاول التحرك في مناطق طوز (خورماتو) والحويجة وديالى، سعيا نحو إثبات الوجود".
نفق يتسع لسيارة
واعتبر الهاشمي أن "تنظيم البغدادي في وضع انهيار حاليا، إلا أنه حذر من أن ذلك لا يعني نهاية داعش، بل إن الأخير سيحاول تنفيذ عمليات انتحارية باستخدام الأحزمة والعبوات الناسفة وغيرها، ليثبت للعالم أنه مستمر".
وبإعلان دحر "داعش" في سوريا، أكد الخبير الاستراتيجي أن العراق سيكون أكثر تضررا نظرا لوجود تجمع للتنظيم على الحدود بين البلدين، إضافة إلى أنفاق حفرها سابقا.
وتابع "قبل أيام، استطعنا الحصول على صور، ومن بين تلك الأنفاق، هناك نفق كبير يمكن حتى للسيارات الدخول فيه والعبور منه"، ما يعني أن التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة قد يكون عددها أكبر مما ترجح التوقعات".
هل انتهى "داعش"؟
ويرى الهاشمي أن "التنظيم الارهابي يعاني حاليا من تشتت، ويعمل وفق ما يسمى بالتنظيم الخيطي، والأخير يعني أنه يستند على التواصل بين الأشخاص، حتى لا تكون هناك اعتقالات، وخصوصا من قبل قسد (قوات سوريا الديمقراطية)، والتي سلمت عددا من المسلحين العراقيين والأجانب لبغداد"، مشيرا إلى أنه "بتلك الطريقة، يتمكن التنظيم من إيصال المعلومات إلى خلاياه النائمة".
وشدد الهاشمي أن "التنظيم فقد الكثير من قوته لكنه لم ينته بعد، ولو تمعنا النظر في بعض التقارير الإعلامية، ورأينا ما تقوله نساء داعش، لشعرنا بخطر كبير، وهن يقلن نحن مستمرات، وسنربي جيلا جديدا على تنفيذ ما طلبه الخليفة".
وبناء على ذلك، اعتبر الخبير الأمني أن الأمر يحتاج تعاونا دوليا ومعلومات استخباراتية، حتى يمكن تلافي أية مفاجآت وضمان نهاية حقيقية للتنظيم الارهابي.
https://telegram.me/buratha