علي عبد سلمان
· أرقام وحقائق وتاريخ
· الكهرباء: بنية متهرئة ومستقبل مجهول
لازالت الحكومات العراقية الممتالية؛ عاجزة عن ايجاد حل لازمة الكهرباء التي تعتبر عصب الدولة المتحضرة. ولكي لا نظلم طرفا معينا سوف نتناول هذا الموضوع المهم من جميع جوانبه مبتدءا بشرح مبسط لانواع المولدات الكهربائية, الحقه باحتياجات الشبكة الوطنية زائدا نبذة تأريخية عن انتاج واستهلاك المنظومة العراقية منذ عام 1990 وحتى تأريخ اعداد هذا التقرير زائدا شرح مفصل لوحدات توليد الطاقة الكهربائية قبل 2003 وبعده, مختتمين الدراسة بعيوب وفوائد ستراتيجية حكومات مابعد الاحتلال في معالجتها لهذه الازمة (ان كانت هناك ستراتيجية اصلا) بضمنها نظرة واقعية للوقت المتبقي لحلها بشكل نهائي مع الاموال المطلوبة بهذا الخصوص وايضا سوف اتطرق الى الطريقة النموذجية لمعالجة هذه الازمة..
اولا: طرق توليد الطاقة الكهربائية: قبل التحدث عن انواع محطات توليد الطاقة الكهربائية نود التمييز مابين محطة توليد الطاقة الكهربائية ووحدة التوليد فالمحطة الكهربائية عادة تتكون من عدة وحدات توليد متشابهة او مختلفة في قدرتها الانتاجية او طريقة توليدها للطاقة الكهربائية باستثناء المحطات النووية والكهرومائية التي تحتوي على وحدات انتاج متخصصة بنفس طريقة الانتاج وليس بالضرورة متساوية في قدرتها الانتاجية.
1: المحطات البخارية: في هذه المحطات تولد الطاقة الكهربائية عن طريق حرق الوقود الذي يكون غالبا متكون من الفحم او النفط الاسود الثقيل او الخفيف او الابيض او الخام او الديزل او الغاز السائل او حتى النفايات العضوية في مرجل يتكون من فرن ضخم يصل ارتفاعه الى 5-10 طوابق اعتمادا على قدرة المرجل (غرفة احتراق) يتكون جداره من شبكة انابيب تستخدم لتبخير الماء. وهناك نوعان من هذه المراجل. النوع فوق الحرج وفيه يسمح للماء بالتبخر داخل الانابيب التي تغلف جدران الفرن. هذا البخار الذي يكون غالبا بضغط يصل الى 180 ضغط جوي وبحرارة مقدارها 500 درجة مئوية يمرر من خلال تورباين الضغط العالي الذي تنظم زعانفه بشكل حلزوني وباحجام تزداد طولا كلما تقربنا من نقطة خروج البخار. تمدد البخار سوف يؤدي الى تدوير التورباين وتحويل الطاقة الحرارية الى طاقة ميكانيكية تحول الى طاقة كهربائية بواسطة المولد المتربط بالتورباينات. البخار الخارج من تورباين الضغط العالي والذي انخفضت درجة حرارته وضغطه ولكنه لازال يحتفظ بطاقة حرارية هائلة يعاد مرة اخرى عبر شبكة انابيب تضع في القسم الاعلى من المرجل وتتقاطع مع تيار الهواء الساخن وذلك لزيادة حرارته وضغطه ثم بعد ذلك يمرر من خلال تورباين الضغط الواطي وهكذا, بعد ذلك يتم خفظ درجة حرارة الماء الخارج من اخر وحدة من توربينات الضغط الواطي من خلال تمريره عبر مكيف مائي تبرد حرارة الماء الى اقل من 35 درجة مئوية قبل اعادته الى الانابيب المحيطة بجدران غرفة احتراق المرجل. هذه الانواع من المراجل تستخدم في وحدات التوليد التي تفوق قدرتها الانتاجية عن 600 ميغا واط للوحدة الواحدة وغالبا ما تصل الى 1000 ميغا واط للوحدة الواحدة. اما النوع الثاني فهو مشابه الى النوع الاول باستثناء ان الماء المغلي في الانابيب التي تحيط غرفة الاحتراق يسمح له بالتجمع في وحدة عزل البخار عن الماء المشبع بالبخار, البخار المتولد في غرفة العزل يمرر مرة اخرى في منطقة اعلى الفرن ثم عبر تورباين الضغط العالي. اما باقي الدورة الحرارية فهي مشابه للمراجل فوق الحرجة. هذه النوع عادة يستخدم في الوحدات التي تعمل مابين 50 الى 600 ميغا واط. منذ فترة السبعينات نادرا ما نرى انشاء وحدة بخارية تقل قدرتها الانتاجية عن 300 ميغا واط. اذا استثنينا معالجة وتنقية هواء الاحتراق من مسببات البيئة والتي تعتبر عبارة عن عمليات مكلفة جدا في الدول الغربية احيانا تضاعف كلفة تشييد هذه المحطات ونادرا ما نراها مستخدمة في دول العالم الثالث التي لاتعير للبيئة اهمية كالعراق فأن كلفة تشييد المحطات البخارية تقدر بحوالي ميلون دولار لكل مليون ميغا واط. يعني كلفة تشييد وحدة انتاج بخارية بقدرة 500 ميغا واط تكلف حوالي 500 مليون دولار وتستغرق عملية تشييدها ثلاث سنوات منذ لحظة توقيع العقد. هذه المحطات تحتاج الى كميات هائلة من الماء. ايضا كفاءتها التشغيلية (نسبة الطاقة الحرارية الى الطاقة الكهربائية) تتراوح مابين 35-40 بالمئة مما يعني ان 55-60 بالمئة من حرارة الاحتراق تذهب هدرا الى البيئة عن طريق ماء التبريد او هواء الاحتراق. كذلك فأن عملية اعادة تشغيل هذه المحطات والوصول الى قدرة الوحدة الانتاجية يستغرق مابين 24 الى 48 ساعة لذلك نجد هذه المحطات تستخدم ضمن حمل الشبكة الثابت ونادرا ما تستخدم في توفير حمل الذروة. هذه المحطات تسمى بالمحطات البخارية لأن الطاقة المخزونة في البخار تستخدم في تشغيل التورباين وتخضع لدورة رنكاين الثرموديناميكية.
2: المحطات الغازية: هذا النوع من المحطات يستخدم تورباين اشبه بمحرك الطائرة النفاثة والذي يخضع الى دورة براينون الثرموديناميكية حيث يتم حرق الوقود السائل مع الهواء المضغوط في غرفة الاحتراق المتصلة مباشرة بالتورباين الغازي. تمدد غاز الاحتراق عند مروره عبر زعانف التورباين يتولد عنه الطاقة الميكانيكية للتورباين. هناك نوعان من هذه المحطات. النوع الاول يستخدم الدورة الغازية فقط (دورة براينون) حيث يقتصر فقط على التورباين الغازي حيث لايتم استثمار حرارة الغاز الخارج من التورباين. هذا النوع من المولدات يمتاز بكفائة تتراوح مابين 40-50 بالمئة ولايحتاج الى ماء التبريد. كلفة تشييد الوحدة الواحدة حوالي مليون دولار للميغا واط وغالبا ما نجد هذه المولدات تصنع بقدرة انتاجية تتراوح مابين ميغاواط واحد وحتى 280 ميغا واط للوحدة الواحدة. الى ذلك فأن كلفة شراء ونصب وحدة انتاجية بقدرة 150 ميغا واط يكلف حوالي 150 ميلون دولار. ايضا هذه المحطات تشيد بفترة زمنية تقدر ما بين 12 الى 24 شهرا بضمنها الفترة الزمنية المستغرقة لتصنيع التورباين الغازي (3-4 اشهر). عملية اعادة تشغيل هذه المحطات تحتاج الى اقل من ساعتين. اما النوع الثاني والذي يعرف بالدورة المشتركة فهي تجمع مابين دورتي براينون ورنكاين حيث ان الغاز الخارج من التورباين الغازي يمرر عبر مرجل بخاري وذلك لاستخلاص الحرارة المتبقية وتحوليها الى بخار يستخدم في تدورير تورباين بخاري لذلك فهي تحتوي على وحدتي انتاج الاولى التورباين الغازي والثانية التورباين البخاري كلاهما يشغلا بنفس كمية الوقود المحترقة. هذا النوع من المحطات يوفر كفاءة حرارية تصل الى 60 بالمئة حيث ان التورباين البخاري يضيف حوالي 10-15 بالمئة طاقة كهربائية اضافية. هذا النوع من المحطات يكلف حوالي 1.5 مليون دولار لليمغا واط. الى ذلك فأن كلفة تشييد محطة بسعة 300 ميغا واط يكلف حوالي 450 مليون دولار. ايضا الفترة الزمنية لانشائها تزيد عن فترة انشاء المحطات الغازية ذوات الدورة الواحدة ببضعة شهور. المحطات الغازية التي تستخدم الدورات المشتركة بحاجة الى كميات مياه وذلك لتبريد الماء الخارج من التورباين البخاري ولكن هذه الكميات تظل اقل بكثير من مياه تبريد المحطات البخارية. عملية اعادة تشغيل هذه النوع من المحطات لايحتاج الى وقت اكثر من عملية تشغيل مولدات الدورة الواحدة ولكن التورباين البخاري لايمكن استخدامه لتوليد طاقة كهربائية الا بعد مرور مابين 8-10 ساعات منذ لحظة تشغيل المحرك الغازي للوحدة.
3: محطات الديزل: مولادت الديزل تعتمد على تكنلوجيا البستن وهي اشبه بمحرك الشاحنات والقطارات. هذه المولدات تصنع كوحدة متكاملة يمكن نصبها وربطها بالشكبة في فترة زمنية لا تتعدى بضعة اسابيع. القدرة الانتاجية لكل مولدة يتراوح مابين 1-20 ميغا واط لذلك لايمكن الاعتماد عليها كوسيلة لبناء المحطات الكهربائية حي مثلا نحتاج الى 100 مولدة لتوليد 500 ميغا واط مقارنة مع وحدة بخارية بتلك السعة او وحدتين او ثلاث وحدات غازية. تستخدم مولدات الديزل عادة لتغطية الزيادة الحاصلة في حمل الذروة. حيث هذه المولدات تستخدم لبضعة ساعات في اليوم (غالبا مابين ساعتين او اربعة ساعات فقط في الايام التي تكون درجة الحرارة فيها مرتفعة) لانها غير مصممة للعمل المستمر. فاولا: كلفة انتاج الكهرباء باهضة جدا مقارنة مع المحطات البخارية والغازية والنووية والكهرومائية). ثانيا: عمر تشغيلها قصير جدا حيث تصبح بحاجة الى عملية بناء كاملة (تأهيل) في حالة تشغليها لفترة زمنية متواصلة تزيد عن الشهرين, ثالثا: كثيرة العطل, رابعا: بحاجة الى صيانة مستمرة.
في الدول الغربية تستخم هذه المولدات وكما اسلفت لتجهيز الزيادة الحاصلة في حمل الذرة فهي تستخدم اقل من 200 ساعة في السنة الواحدة. فمثلا لو افترضنا ان حمل شبكة معينة يزيد عن الطاقة الانتاجية للمنظومة بمعدل ساعة او ساعتين في اليوم وهذه الزيادة لاتحدث الا خلال ايام معدودة في السنة الواحدة فأن اقتصاديا وعمليا افضل الاعتماد على مولدات الديزل لتجهيز هذه الزيادة نادرة الحدوث افضل من بناء محطة كهربائية تستخدم عدة ايام في السنة ولساعات لاتتعدى اصابع اليد الواحدة لأن هذه المولدات يمكن تشغيلها خلال دقائق وغالبا لا تحتاج الى ايدي عاملة اطلاقا حيث تشغيلها يتم اوتماتيكيا. وقد تفاجئت عندما علمت ان حكومة المالكي على وشك توقيع عقد بقيمة 6.5 مليارات دولار مع ثلاثة شركات لتزويد العراق بالف مولدة ديزل طاقة الواحدة منها خمسة ميغا واط. هذه المحطات اذا استخدمت بشكل مستمر فأنها جاهزيتها سوف تكون اقل من 20 بالمئة بعد عدة شهور من نصبها وتشغيلها على مدار الساعة. مبلغ 6.5 مليار دولار كاف لاضافة 6500 ميغا واط من المحطات الغازية والبخارية المصممة خصيصا للتشغيل المستمر. ايضا هذا المبلغ كاف لتشييد المحطات الغازية للتوربينات الغازية التي اشتراها العراق من شركتي سيمنز زجنرال الكترك والتي تبلغ قدرتها الانتاجية 9800 ميغا واط ومعدل عمرها التشغيلي المستمر يصل الى 30 سنة وهي بحاجة الى عمليات صيانة طفيفة خلال العشرة اعوام الاولى من تشغيلها. للمقارنة فان المحطات الغازية والبخارية بحاجة الى دورة صيانة تستمر مابين 2-4 شهور كل ثلاث سنوات بينما مولدات الديزل بحاجة الى عمليات دورات صيانة كل شهرين او ثلاثة.
4: المحطات الكهرومائية: طريقة توليد الكهرباء تعتمد على تمرير تيار الماء المنطلق من مرتفع الى منخفض عن طريق زعانف التروباين المائي. قدرة التوليد تعتمد على ارتفاع منسوب مياه السد وكمية المياه المطلوقة. نتيجة ازمة المياه والوقت المستغرق والتكلفة الباهضة لانشاء السدود فأن هذا الخيار غير متوفر حاليا لانشاء محطات كهرومائية جديدة ولكن العراق يمتلك وحدات انتاج بقدرة مقدارها 2500 ميغا واط سوف نتطرق اليها لاحقا.
5: المحطات النووية: في الدول التي تمتلك برنامجا نوويا سلميا فأن انشاء المحطات النووية يستغرق مابين 4-6 سنوات في الدراسة والتصاميم والضمانات والرخص والعقود وتوفير رأس المال وتأهيل كادر التشغيل اضافة الى مابين 4-6 سنوات اضافية في التشييد. ايضا كلفة انشاء هذه المحطات حاليا تتراوح مابين ( مليارين دولار لمفاعل 1000 ميغا واط للانشاءات الصينية) وحوالي (6-8 مليارات دولارات للانشاءات الامريكية). في الدول التي لا تمتلك برنامجا نوويا او خبرة نووية بهذا الخصوص فأن تشييد هذه المحطات بحاجة الى عشرة سنوات وكلفة لاتقل عن 3-5 مليار دولار لمفاعل 1000 ميغا واط. الى ذلك سوف اهمل هذا الاختيار لاننا في العراق لانتملك المال والخبرة زائدا ازمة الكهرباء في العراق ازمة آنية بحاجة الى معالجة سريعة.
ثانيا: نبذة تأريخية عن قدرة واحتياجات منظومة الكهرباء العراقية
في عام 1990 وقبل اندلاع حرب الخليج الاولى كانت القدرة الانتاجية لمحطات توليد الكهرباء تصل الى 12 الف ميغا واط بينما معدل الاستهلاك يصل الى 5800 ميغا واط مع حمل ذروة يصل الى 7500 ميغا واط وبما يجعل منظومة التوليد قادرة على تلبية احتياجات منظومة الاستهلاك. اثناء حرب الخليج الاولى تعرضت اغلب محطات التوليد الى قصف مباشر من قبل قوات التحالف ولكن هذا القصف لم يكن مصمما بالدرجة الاساسية الى تدمير هذه المحطات ولكنه كان موجها الى تعطيلها مؤقتا. مثلا محطة حديثة تعرضت الى قصف ادى الى تدمير خطوط ربطها بشبكة النقل بينما محطات دربندخان ودوكان تعرضا الى تدمير وحدة ربطهما بشبكة النقل وبالتحديد فواصل سيمنز للضغط العالي, بينما محطة الدورة البخارية والتي تعرضت الى ضربات لغرفة التورباين تعرضت الى تدمير انابيب البخار التي تنقل البخار من المرجل الى التورباين. ايضا تعرضت بعض المحطات كمحطة الزعفرانية الغازية والتي كانت تمول معسكر الرشيد الى اضرار مباشرة ادت الى التدمير الكامل لبعض مولداتها. الى ذلك تمكن العراق من استعادة ما يقارب 70 بالمئة من قدرته الانتاجية في وقت قصير نسبيا بعد انتهاء حرب الخليج الاولى.
محطات توليد الطاقة الكهربائية بحاجة الى عمليات صيانة وتأهيل مستمرة, فمثلا وحدة توليد بطاقة 500 ميغاواط بحاجة الى صيانة سنوية تقدر بحوالي عشرة ملايين دولار سنويا زائدا عملية تأهيل كل ثلاث سنوات تكلف حوالي 50-100 مليون دولار يبدل او يتم اعادة بناء احد مكونات الوحدة الرئيسية كاحد توربينات الوحدة او احد اجزاء المولد وهكذا. منظومة توليد سعة 10 الف ميغاواط بحاجة الى ميزانية صيانة وتأهيل تصل الى حوالي 500-800 مليون دولار سنويا. اثناء الحصار الاقتصادي ونتيجة شحة ايرادات الحكومة العراقية تم اهمال عمليات الصيانة والتأهيل الدورية واستخدام وسائل مؤقتة وبدائية في عمليات الصيانة الاضطرارية يضاف اليها صعوبة استيراد قطع الغيار مما ادى الى التدهور التدريجي لقدرة العراق الانتاجية حتى وصلت قدرة انتاج الكهرباء الى 3300 ميغا واط عام 2003 (قبل الاحتلال الامريكي) بضمنها 2000 ميغا واط انتجتها مولدات غازية جديدة تم انشائها مابين 2000-2003, بعد الاحتلال مباشرة ارتفعت القدرة الانتاجية الى 4470 ميغا واط بواسطة اعمال الصيانة والتأهيل التي نفذتها سلطة الاحتلال وظلت محافظة على ارتفاع تدريجي حتى وصلت الى 6818 في عام 2010 مع ازدياد حاد في احتاجات الشبكة والتي وصلت الى حوالي 14 الف ميغا واط عام 2010 مع حمل ذروة يقدر بحوالي 20 الف ميغا واط.
ثالثا: احتياجات الشبكة الوطنية
في الوقت الراهن تقدر احتياجات الشبكة الوطنية بحوالي 15 الف ميغا واط مع وصول حمل الذروة الى حوالى 20 الف ميغا واط. اما اذا تم تشغيل المصانع المعطلة وحدثت نهضة صناعية وتجارية في العراق نتيجة ارتفاع صادرات العراق النفطية وتحسن ايرادات الدولة فأن احتياجات المنظومة تقدر بحوالي 20 الف ميغا واط وحوالي 25 الف ميغا واط حمل ذروة. الى ذلك فأن العراق بحاجة الا ما لايقل عن قدرة انتاجية مقدارها 30 الف ميغا واط في الوقت الراهن وحوالي 40 الف ميغا واط في عام 2025. ايضا اذا استمرت وزارة الكهرباء بردائة صيانتها وتشغيلها لمحطات التوليد والتي لا تصل حاليا الى حتى الخمسين بالمئة جاهزية (حاصل قسمة الانتاج الفعلي الى القدرة التصميمية لوحدات التوليد) فأن العراق بحاجة الى قدرة لاتقل عن 50 الف ميغا واط في الوقت الراهن وحوالي قدرة انتاج مقدارها 70 الف ميغا واط عام 2016. فالعراق بالاضفة الى احتياجه الى وحدات توليد جديدة وهو بحاجة الى تحسن شاسع في اداء وكفاءة وزارة الكهرباء في تشغيلها وصيانتها وتأهيلها للوحدات الانتاجية وضمان توفر وقود تشغيلها.
رابعا: وحدات توليد الطاقة الكهربائية
في هذا القسم سوف نتطرق الى وحدات توليد الطاقة الكهربائية الجاهزة للعمل او المتوفرة للعمل في العراق حتى لحظة اعداد هذه الدراسة مستثنيا الوحدات قيد الانشاء والوحدات التي تم انشاءها ما بعد عام 2003 ولكنها فشلت في مهمتها في توليد الطاقة الكهربائية وما اكثرها.
الوحدات الكهرومائية اجمالية قدرتها الانتاجية تبلغ حوالي 2435 ميغا واط. ونتيجة لانخفاض مناسيب المياه وتقليل كفاءة خزن سد الموصل نتيجة رداءة تشييده فأن اقل من نصف هذه القدرة متوفر عمليا في الوقت الراهن.
1: سد حديثة: 10 وحدات بطاقة توليد مقدارها عشرة ميغاواط للوحدة الواحدة وبقدرة اجمالية مقدارها 600 ميغا واط.
2: سد حمرين: قدرة توليد اجمالية مقدارها 50 ميغا واط.
3: سد سامراء: قدرة توليد اجمالية مقدارها 84 ميغا واط
4: سد الموصل: السد الرئيسي (اربع وحدات بقدرة 200 ميغا واط للوحدة الواحدة), زائدا السد التنظيمي باربع وحدات وقدرة اجمالية مقدارها 60 ميغا واط زائدا وحدات التخزين بقدرة اجمالية مقدارها 200 ميغا واط (وحدات التخزين تستخدم لتقليل الفوارق بين حمل الليل والنهار حيث في الليل عندما يكون الطلب ضعيفا تستخدم كمضخات لضخ الماء الى بحيرة مرتفعة مما يتطلب تغذيتها بالكهرباء, وفي النهار تستخدم المياه التي تم ضخها ليلا لتشغيل التورباين وتوليد الكهرباء) . الى ذلك فأن القدرة الاجمالية لسد الموصل تبلغ 1060 ميغا واط. معدل انتاج سد الموصل حاليا يبلغ حوالي 260 ميغا واط فقط.
5: سد دوكان بقدرة اجمالية مقدارها 400 ميغا واط.
6: سد دربندخان بقدرة اجمالية مقدارها 240 ميغا واط.
الوحدات الحرارية: القدرة التصميمة للوحدات الحرارية المتوفرة حاليا يبلغ حوالي 13,822 ميغا واط منها 7,831 ميغا واط للوحدات الحرارية و 5,991 ميغا واط للوحدات الغازية وحوالي 60 ميغا واط لوحدات الديزل. وهي بالشكل التالي:
1: محطة الدورة البخارية: تتكون محطة الدورة من اربع وحدات بخارية بقدرة 160 ميغا واط لكل وحدة واربع وحدات غازية بقدرة 37 ميغا واط لكل وحدة, الى ذلك فأن القدرة الاجمالية للمحطة تبلغ 788 ميغا واط.
2: محطة جنوب بغداد البخارية والتي تتكون من اربع وحدات بقدرة 55 ميغا واط ووحدتين بقدرة 67.5 ميغا
واط و 12 وحدة غازية بقدرة 25 ميغا واط. الى ذلك فان القدرة الاجمالية للمحطة تبلغ 675 ميغا واط. ايضا يفترض وحسب عقود وزارة الكهرباء اضافة 4 وحدات غازية اخرى بقدرة اضافية مقدارها 100 ميغا واط. هذه القدرة الاضافية كان يفترض دخولها الخدمة في مطلع 2010.
3: محطة القدس والتي تحتوي على عشرة وحدات بخارية وغازية وبقدرة انتاجية مقدارها 800 ميغا واط.
4: محطة التاجي الغازية: تحتوي على سبعة وحدات بقدرة 23 ميغا واط وبقدرة اجمالية مقدارها 161 ميغاواط. ايضا كان يفترض وحسب عقود وزارة وحيد كريم دخول وحدتين غازيتين جديدتين بقدرة 160 ميغا واط في مطلع عام 2008. لا ادري ماذا حصل لها وان كانت قد دخلت من الباب وخرجت من الشباك؟.
5: محطة الزعفرانية: 65 ميغا
6: محطة الموصل الغازية تحتوي على 12 وحدة (20 ميغا واط) بقدرة اجمالية مقدارها 240 ميغا واط.
7: محطة الموصل الشرقية تحتوي على خمسة وحدات (10 ميغا واط) بقدرة اجمالية مقدارها 50 ميغا واط.8: محطة حمام العليل بوحدتين (2.5 ميغا واط) بقدرة اجمالية مقدارها 5 ميغا واط.
9: محطة الشمال (الموصل) البخارية تتكون من ست وحدات (350 ميغا واط) بقدرة اجمالية مقدارها 2100 ميغا واط. هذه المحطة نفذتها شركة سيربية عام 1988 ولا ادري ماذا حصل لها؟.
10: محطة بيجي البخارية تحتوي على ست وحدات بطاقة اجمالية مقدارها 1320 ميغا واط.
11: محطة بيجي الغازية تحتوي على 12 وحدة بطاقة اجمالية مقدارها 755 ميغا واط.
12: محطة كهرباء الدبس تحتوي على اربع وحدات بخارية (15 ميغا واط) و26 وحدة غازية بطاقة اجمالية مقدارها 681 ميغا واط.
13: محطة كهرباء كركوك الغازية: 70 ميغا واط.
14: محطة الحارثة البخارية تحتوي على اربع وحدات (200 ميغا واط) وبطاقة اجمالية مقدارها 800 ميغا واط.
15: محطة النجيبية البخارية تحتوي على وحدتين (100 ميغا وط) بقدرة اجمالية مقدارها 200 ميغا واط.
16: محطة خور الزبير الغازية تحتوي على وحدتين (127 ميغا واط) بقدرة اجمالية مقدارها 246 ميغا واط.
17: محطتي الشعيبة الغازية الاولى والثانية يحتويا على وحدتين بقدرة 24 ميغا واط ووحدتين بقدرة 12.9 ميغا وبقدرة اجمالية لكلا المحطتين 73 ميغا واط.
18: محطة بزركان الغازية تحتوي على وحدتين (40 ميغا واط) وبقدرة اجمالية مقدارها 80 ميغا واط.
19: محطة البرتروكيمياويات الغازية تحتوي على اربع وحدات (20 ميغا واط) وبقدرة اجمالية مقدارها 80 ميغا واط.
20: محطة الملا عبدالله: تحتوي على 18 وحدة (23 ميغا واط (12) و 37 ميغا واط (6)) وبطاقة اجمالية مقدارها 498 ميغا واط.
21: محطة الناصرية البخارية تحتوي على اربع وحدات (210) وبقدرة اجمالية مقدارها 840 ميغا واط. ايضا حسب عقود وزارة وحيد كريم كان يفترض الانتهاء من اضافة وحدتين بخاريتين الا ان كان العمل لازال جاريا.
22: محطة السماوة الغازية: 60 ميغا واط.
23: وحدات ديزل السماوة: 60 ميغا واط.
24: محطة المسيب البخارية تحتوي على اربع وحدات (300 ميغا واط) بقدرة اجمالية 1200 ميغا واط.
25: محطة المسيب الغازية تحتوي على عشرة وحدات (40 ميغا واط) وبقدرة اجمالية 400 ميغا واط.
26: محطة النجف الغازية تحتوي على ثلاث وحدات (63 ميغا واط) وبقدرة اجمالية 189 ميغا واط. ايضا كان يفترض دخول وحدة غازية جديدة بقدرة 123 ميغا واط.
27: محطة الحلة الغازية تحتوي على اربع وحدات (20 ميغا واط) وبقدرة اجمالية مقدارها 80 ميغا واط.
28: محطة الكوفة الغازية: 5 ميغا واط.
29: محطة اربيل الغازية: 500 ميغا واط.
30: محطة تيزا الغازية والتي تحتوي على وحدتين الاولى بقدرة 265 ميغا واط والثانية 65 ميغا واط.
خامسا: اداء وزارة الكهرباء ما بعد عام 2003.
حتى هذه اللحطة القدرة التصميمية للمحطات المتوفرة تصل الى اكثر 16 الف ميغا واط (2435 ميغا واط مولدات كهرومائية, 7831 ميغا واط مولدات بخارية, 5331 ميغا واط مولدات غازية و 60 ميغا واط مولدات ديزل) بينما معدل انتاجية المحطات الفعلي لايتجاوز 6500 ميغا واط. مما يعني جاهزية بنسبة 38 بالمئة نتيجة اخفاقات وتخطب عمليات الصيانة والتشغيل والتأهيل وتوفر وقود التشغيل. في الدولة المتقدمة تبلغ نسبة الجاهزية مابين 85-90 بالمئة. مثال على ذلك هي الكفاءة التشغيلية للمحطات العائدة الى مديرية انتاج الفرات الاوسط (المسيب, النجف, الحلة, الكوفة, الهندية) والتي قدرتها التصميمية 2162 ميغا واط. في عام 2006 كان معدل انتاج هذه المحطات مجتمعة 450 ميغا واط (اي بجاهزية 20 بالمئة فقط), في عام 2008 كان معدل انتاج هذه المحطات مجتمعة 600 ميغا واط (اي بجاهزية 28 بالمئة فقط), في عام 2010 كان معدل انتاج هذه المحطات مجتمعة 800 ميغا واط (اي بجاهزية 37 بالمئة فقط), ثانيا اغلب القدرة الانتاجية المتوفرة حاليا ناتجة عن محطات انشأت قبل عام 1990 (12 الف ميغا واط) حيث القدرة الانتاجية الاضافية التي اضيفت في فترة الحصار الاقتصادي بلغت حوالي 2000 ميغا واط بينما ما تم اضافته من محطات جديدة شغالة (اي تنتج كهرباء) بعد عام 2003 لايتعدى 1200 ميغا واط فقط حتى اعداد هذه الدراسة. ايضا وحسب العقود التي وقعتها وزارة وحيد كريم كان يفترض دخول اكثر من 3000 ميغا واط جديدة الى الخدمة في الفترة مابين 2008-2010 والتي دفع ثمنها بالتمام والكمال ونفذتها شركات عراقية منها:
1: الوحدتين الغازيتين لمحطة التاجي (160 ميغا واط).
2: الوحدات 12-16 لمحطة جنوب بغداد الغازية (100 ميغا واط)
3: الوحدتين الاضافيتين لمحطة الناصرية البخارية (500 ميغا واط).
4: محطة الناصرية الغازية (40 ميغا واط).
5: ثلاث محطات عائمة استوردت من تركيا (435 ميغا واط) وثبت عدم قدرتها على انتاج الكهرباء.
6: الوحدتين الثانية والثالثة لمحطة النجف الغازية (240 ميغا واط).
7: الوحدتين الثانية والثالثة لمحطة كركوك الغازية (200 ميغا واط)
الى ذلك فقد فشلت وزارات كهرباء ما بعد 2003 بتأهيل وتشغيل وصيانة المحطات التي انشأت في زمن البعث سواء اثناء الحصار ام قبله (14,700 ميغا واط) وايضا فشلت في اضافة خطوط انتاج جديدة تتناسب مع الثلاثين مليار دولار التي صرفت على قطاع الكهرباء منذ 2003 وحتى عام 2011 فاغلب المشاريع الجديدة التي نفذتها الوزارة كانت فاشلة جملة وتفصيلا. ايضا لم يتم الاستفادة من تورباينات جنرال الكترك الغازية الخمسين والتي طاقتها التوليدية تبلغ 6800 ميغا واط والتي بدأ العديد منها بالوصول, ايضا لم يتم تشييد ايا من تورباينات سيمنز الغازية والتي تصل قدرتها الانتاجية الى 3000 ميغا واط.
https://telegram.me/buratha