التقارير

هل تنفك العقدة الأمريكية بحرب جديدة في الشرق الأوسط؟

1756 2017-02-07

إيهاب شوقي

من يوم تسلم ترامب الحكم وهو جاد في تنفيذ تعهداته الانتخابية وإثبات انها لم تكن مناورات للاستهلاك المحلي ما عدا وعداً واحداً حتى الآن وهو نقل السفارة الأمريكية في فلسطين المحتلة الى القدس، بدلاً من تل ابيب!
الرجل يبني جدارا مع المكسيك ويتقارب بالفعل مع روسيا ويتحدث عن مناطق آمنة في سوريا يموّلها الخليج ويدشن حرباً تجارية مع الصين وبدأت النخب المالية تستعد للصدمة الجديدة المتمثلة في التخلي الفجائي عن العولمة من اكبر اقتصاد اسمي في العالم.
والرجل نفّذ تعهداته الصادمة بمنع المهاجرين ومنع دخول مواطني دول بعينها ولا يترك يوما إلا يثبت به جديته وأنه لم يكن يمزح.
لماذا إذن هذا الوعد بنقل السفارة للقدس هو ما أرجأه؟ وهل يرتبط ذلك بسوابق رئاسية تعهد بها رؤساء أميركا بهذا الفعل في حملاتهم ثم عدّلوا عنها عندما احتكوا بالواقع وتسلموا الرئاسة؟

أكثر ما نخشاه هو أن يكون الرجل جاداً وان يكون ذلك مجرد إرجاء لتوقيت بعينه مرتبط بساعة الصفر لإطلاق حرب جديدة بالمنطقة.
من ضمن تعهدات ترامب أنه سيراجع الاتفاق النووي مع إيران، وبرغم فداحة ذلك الفعل وتأثيره على سمعة أميركا عالمياً إلا أن ترامب يبدو جاداً وهو يصعد كل يوم مع إيران وتكفي تصريحات مستشاره للامن القومي مايكل فلين، ناهيك عن تصريحات ترامب الشخصية.
يبدو أن قرار الحرب مع إيران مرتبط بساعة صفر متعلقة بنقل السفارة وتبعات ذلك على الجبهات المختلفة.
وأمريكا لن تغامر بنقل أساطيل والإنفاق على حرب تقودها بذاتها، وإنما الخيار الأمثل هو ان توقد نارا للحرب تنعش بها المجمع الصناعي العسكري الأمريكي وتخفّض ديونها للخليج الذي سينفق على الحرب.
الجبهات أعدّت مسبقاً عبر تدشين الكيان الصهيوني علاقات متميزة مع أذربيجان وكازخستان وتركمانستان وعبر محاولات السيطرة على موانئ اليمن وإقامة قواعد عسكرية سعودية في جيبوتي  للسيطرة على باب المندب كبديل سعودي وخليجي إذا ما اغلقت إيران مضيق هرمز، كما أن أي ارتفاع لسعر النفط قد يخدم الدول المأزومة ولن يؤثر كثيراً على أمريكا التي توسعت في إنتاجه.
اللافت فيما يتعلق بالمناطق الآمنة الغامضة، هو ما تحدث عنه موقع ديبكا الاستخباري العسكري الصهيوني عن تسريبات غير مستبعد تصديقها.

فقد ذكر أن ترامب اتفق بالفعل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إقامة المناطق الآمنة.
وطبقا للموقع، فإن "إنشاء المناطق سيتطلب إخراج القوة العسكرية الإيرانية والمليشيات التابعة لحزب الله من سوريا".
وساق "ديبكا" تفصيلات تقول إن الخطة تشمل إنشاء منطقتين تابعتين للولايات المتحدة شرق نهر الفرات إلى الحدود العراقية، بما في ذلك المناطق الكردية، في ما يمثل إعادة إحياء لاتفاق في 2015 بين أوباما وبوتين لتقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ، وتم الاتفاق حينها على أن تشرف الولايات المتحدة على كل المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات، بينما تعطى السيطرة لروسيا على جميع المناطق الواقعة غرب النهر حتى ساحل البحر المتوسط.
أما المنطقة الواقعة تحت سيطرة تركيا فسوف تمتد لمسافة 650 كيلومترا على طول الحدود السورية التركية، بعمق يتراوح بين 35 و50 كيلومترا داخل الأراضي السورية حتى مدينة الباب، حيث تخوض القوات التركية معارك للشهر الثالث على التوالي لاستعادتها من تنظيم الدولة.
ونقل الموقع الإسرائيلي عن مصادر استخبارات قولها إن "ما سيمثل تغييرا فعليا على الأرض بالنسبة لإسرائيل هو إنشاء منطقة أميركية آمنة ثانية محاذية لحدود سوريا مع إسرائيل والأردن؛ ويعني ذلك أن نحو 7500 جندي أميركي من القوات الخاصة الموجودين حالياً في الأردن سينتقلون شمالاً إلى جنوب سوريا.
وأضاف الموقع أنه "وبالمقارنة، فقد كانت الخطة الأصلية تقتضي نشر مليشيا مؤيدة لإيران وقوات حزب الله لاستعادة الأراضي حول مدينتي الدرة والقنيطرة في الجهة السورية من الجولان، لكن بعد تعديلها سيتم نشر قوات أميركية في جنوب سوريا، ترافقها قوات أردنية خاصة، إضافة إلى عناصر المعارضة السورية التي تم تدريبها على يد خبراء أميركيين في معسكرات الجيش الأردني".
لا شك أن تأمين الكيان الصهيوني في الحدود السورية والأردنية ومحاصرة لبنان وتطويقه والإصرار على التواجد بالعراق وأفغانستان واستقبال ترامب لملك الاردن كأول زعيم عربي والحديث عن تحالف عربي من الدول الشهيرة بلقب "الاعتدال" وضم سلطنة عمان للتحالف الدولي والتقارب مع حماس سعوديا ومصريا ومحاولة انتزاعها من ايران كمحاولة لتأمين جبهة داخلية لحدث قادم، كل ذلك يشكل مؤشراً جاداً على أن هناك ما يُعدّ ويُحاك من حرب ضد إيران، قد تكون شرارتها صهيونية ونيرانها "عربية معتدلة" وهناك ما تم إعداده لمحاولة إبطال فعالية الرد الايراني.

هل من يستطيع بدء المعارك قادر على انهائها؟ لا نظن..
قد يكون سيناريو متشائما، إلا ان الشواهد تعطيه وجاهة ولا سيما في عالم مقبل على أزمة مالية وقوة عظمى تحارب الخفوت وخونة أعمتهم المصالح الضيقة عن العدو الرئيسي الصهيوني ولا يمانعون علنا من الانخراط معه في حلف واحد.
(*) صحافي مصري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك