يعتقد معظم العرب ان كل الأنظمة نابية رأسية، بينما هي نيابية أو رئاسية، وما الرؤوساء سوى موظفي شعوب؛ تُصوت لمصالح دولتها القومية.
"كتبت صحيفة ليبراسيون اليسارية الفرنسية: أن مجرد الحديث قبل أسبوعين؛ عن احتمال فوز فرانسوا فيون في الجولة الأولى بالانتخابات التمهيدية؛ كان مجرد حديث يثير الاستهزاء؛ سيما وأنه ووفقاً لاستطلاعات الرأي لم يكن فيون مرشحاً للفوز على المرشحين الآخرين، وخصوصاً السياسي العتيق آلان جوبيه والرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ولكن فيون كذّب التوقعات وحصل على أكثر من 44% ما أدى لما يشبه الصدمة، مع برنامجه الانتخابي الليبرالي على الصعيد الاقتصادي والمحافظ على الصعيد الاجتماعي".
تلقى العالم وفي مقدمتهم الشرق الأوسط صدمة؛ قبل الإستيقاض من مفاجئة ترامب، وتصدر فيون احزاب اليمين والوسط في الإنتخبات التمهيدية الفرنسية، وحجم المفاجئة سيكون بحجم فرنسا وما يتبعها في اوربا، وستحدد الانتخابات التمهيدية مرشح الرئاسة لعام 2017م، وهو يخالف ترامب في نقاط ويتفق في آخرى، وهاديء لا ينفعل بسرعة، لا يلجأ للإسفاف ضد خصومه، ويصفه اليساريون بالبرجوازي، وأنصار منافسه ألان جوبيه بالتقليدي المحافظ الكاثوليكي، ويتفق مع ترامب أنه صديق بوتين وتربطه علاقة ودية، ويلعب البليار معه ويمضي إجازات في منزله الريفي في سوتشي، وأعلن عدة مرات عن إعادة فتح سفارة فرنسا في سوريا ومعاودة التعامل مع بشار الأسد، ويحبذ التقارب مع ايران وحزب الله، وينتقد السياسة الفرنسية الحالية، التي سببت ظاهرة الأصولية في الإسلام، وطلب بقاء الأسد؛ في حين إعتقد منافسه انه كان سبب لترحيل نصف السوريين، ويقول: " إن الطريقة الوحيدة لدحر داعش هي التحالف مع مَن يقاتلها على الأرض؛ وتحديداً الأكراد والجيش العراقي وحزب الله اللبناني والجيش السوري وإن كان يصف نظام الأسد بالمقيت".
إن فرنسا تودّع اليسارية بالتدريج، وخلال الـ20 عاماً الماضية ازداد حجم اليمين شعبياً، وهكذا ستكون في ألمانيا وبريطانيا ودول الإتحاد الأوربي، وستعلو الأصوات المطالبة بتخفيف الهجرة ومحاربة التطرف، ومعاقبة الدول المنتجة والداعمة للإرهاب، وطروحات يمنية معادية للأجانب قريبة من اليمين المتطرف.
يرى المراقبون أن فيون الأوفر حظأ لتمثيل اليمين والوسط، وحقق نتائج مفاجئة، وبرامجه موضع بحث للفرنسيين.
عندما يتصالح الكبار؛ ينتهي دور الصغار، والتقارب الأمريكي الروسي الفرنسي المحتمل؛ سوف ينهي دور وكلائها في الشرق الأوسط، ويُعيد الحسابات بتلك الأدوات التي استخدمها الكبار، وإنهاء وكالتها في إدارة المشاريع الكُبرى، التي إرتدت كأرهاب، وما على الدول إلاّ التخلص من عار ودمار التطرف، وأثبتت هذه الدول ضعفها وحاجتها للحماية، لذا من الخزي أن يقال عنها ضعيفة ومتهمة بدعم الإرهاب، وعليها دفع ثمن حمايتها وحضانتها للإرهاب.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha