التقارير

ماذا حققت مناورة الحشد الشعبي ؟

1515 2016-11-28

شارل أبي نادر -  خبير عسكري ستراتيجي عميد متقاعد الجيش اللبناني

بعد ان سيطر الحشد الشعبي مؤخرا على مطار تلعفر ومحيطه من الجهة الشمالية الغربية، متقدما بذلك ما يقرب من مئة كلم في مناطق حيوية كان يسيطر عليها داعش ، وذلك اعتبارا من نقطة الانطلاق في القيارة شمال صلاح الدين وحتى خط صد البشمركة ما بين تل عفر وسنجار في الشمال الغربي العراقي بالقرب من الحدود مع تركيا، يمكن القول ان هذه المناورة قدمت الكثير من النقاط الايجابية، الميدانية والاستراتيجية للمعركة الكبرى ضد داعش في كل من العراق وسوريا، وذلك على الشكل التالي:

ميدانيا:

- تم فصل جميع نقاط ومواقع داعش بين الموصل ومحيطها  الغربي والجنوبي الغربي مع مواقعه غرب نينوى والداخل السوري، وقد نتج عن ذلك شطر قوة وجهود وانتشار داعش الى قسمين متساويين تقريبا،  الامر الذي لم تكن ستؤمنه السيطرة المستقلة على مدينة الموصل حيث كان سيخسر الاخيرة فقط مع محافظته على باقي مناطق انتشاره.

- اصبحت وحدات داعش في مدينة الموصل ومحيطها الغربي محاصرة وبعيدة عن المصادرة الاساسية التي كانت تدعمها من وسط العراق حتى دير الزور فالرقة على كامل محيط نهر الفرات، ولذلك ستفقد حتما وتباعا قدراتها العسكرية في العديد والاسلحة والذخيرة والعتاد، والتي تخسر منها الكثير بشكل متسارع  مع تقدم المعركة وازدياد الضغط عليها، وهذا كانت ستعوضه تقريبا لو حافظت على انتشارها غرب الموصل وامتدادا مع نينوى والحدود السورية.

- فقد داعش الترابط الميداني بشكل كامل بين وحداته في الشمال العراقي ووحداته في غرب العراق وشمال شرق سوريا ، وبالتالي فقد الامكانية لتنفيذ اي دعم متبادل بين وحداته في المناطق المذكورة، وخسر بذلك عنصرا مهما في مناورته الدفاعية بشكل عام ما بين العراق وسوريا، وايضا الامر الذي لم يكن سيتحقق لو تمت هزيمته في مدينة الموصل فقط .

مناورة الحشد الشعبي ...نصر ميداني واستراتيجي

- خسر داعش في هذا الحصار الذي فرض عليه اخيرا، امكانية الاستفادة من قدرات وخبرات قادته الميدانيين، والذين كانوا يتنقلون بين كامل الشمال العراقي و بين الشرق السوري لتأمين قيادة عملياته في كافة المعارك ، وذلك بعد ان تناقص وبشكل كبير عدد هؤلاء القادة اصحاب الخبرات وخاصة الاجانب منهم، إمّا في ساحات المواجهة وإمّا عبر عمليات تصفية داخلية، او في عمليات جوية ينفذها التحالف الدولي تأخذ الطابع الشخصي او الفردي لاعتبارات خاصة بالتحالف وعلاقته مع هؤلاء المستهدفين .

استراتيجيا:

-  برهن الحشد الشعبي عبر هذه المناورة الصاعقة التي فاجأ فيها التنظيم وداعميه الاقليميين والدوليين ، انه مكوّن اساس و فاعل ومؤثر على الساحة العراقية وعلى الساحة الاقليمية ولا يمكن تجاوزه .
-  استطاع  الحشد الشعبي السيطرة على داعش والحاق الهزيمة به في التوقيت الذي حدده وفي المكان الذي اختاره وبالطريقة التي رأها مناسبة  ، وذلك بمعزل عن الاجندة التي حاول الاميركيون فرضها على الدولة العراقية، والتي كان من ضمنها محاولة ابعاده عن المعركة بالاساس وزج الجيش العراقي لوحده في مستنقع  مدينة الموصل واحيائها المكتظة بالمدنيين .  

- لقد استطاع الحشد الشعبي في مناورته الناجحة، والتي فصل من خلالها الموصل ومحيطه غربا عن نينوى والحدود السورية، ان يخلق تواجدا قويا وثابتا في وسط ميدان داعش الواسع، وان يقسم الجغرافيا التي بنى التنظيم دولته المزعومة على اساسها ما بين سوريا والعراق الى قسمين، وهذا لم يكن ممكنا ان يتحقق عبر السيطرة على مدينة الموصل لوحدها .

- لقد خربط الحشد الشعبي في وصوله الى شمال غرب الموصل حتى حدود انتشار البشمركة في جبال سنجار المشروع  الاميركي المشبوه لمحاولة تفتيت العراق، والذي كان يهدف الى حصر التواجد في تلك المناطق بمجموعات وطنية ذات طابع مذهبي معين .

-  بعد هذا الفصل الميداني والذي تم بموجبه قطع الترابط بين وحدات داعش في كل من  العراق وسوريا ، خسر التحالف غير المعلن : الاميركي - الاسرائيلي  - التركي - الخليجي ، امكانية الاستفادة المتبادلة من وحدات داعش بين الميدانين السوري والعراقي ، والتي كانت تستعمل للضغط على محور المقاومة في المنطقة بشكل عام، وبات هذا التحالف يلهث لمحاولة حماية ما تبقى من الارهابيين للمحافظة على نقاط الضغط المذكورة .

واخيرا ... بقدر ما تفاجأ الاميركيون من النجاح الصاعق الذي حققه الحشد الشعبي في غرب الموصل، في الوقت الذي راهن فيه اولا على إبعاده، ولاحقا على اخفاقه حيث غابت قاذفاته بالكامل عن تأمين اية تغطية جوية للحشد المذكور، بقدر ما سيقدم هذا التقدم من نقاط ايجابية، ميدانية واستراتيجية للمعركة الواسعة ضد التنظيم الارهابي، ليس فقط في العراق وانما في سوريا، وذلك على طريق إلحاق الهزيمة الكاملة بالتنظيم الذي كان غريبا في نشأته وانتشاره وتمدده وفي سيطرته لاحقا، وكل ذلك برعاية وحماية ممن يدّعون كذبا محاربته ومواجهته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك