التقارير

غزة..خفايا مقتل الشهيد الشيعي مثقال السالمي

2874 2016-11-25

عبد الرحمن نصار

لو أن أحد منفذي الجريمة لم يتردّد، لكنّا أمام مشهد مريع في غزة: نحْر شاب متشيّع «لإرهاب أعداء الله»! لكنّ منفذي جريمة قتل الشاب مثقال السالمي «اكتفوا» بإطلاق رصاصتين فجّرتا رأسه في وضح النهار، لتنكشف بعد ذلك خلية قتل تأتمر بأمر أحد رجالات «ولاية الرقّة» من «الغزّاويين المهاجرين»

 

مرّ أكثر من أسبوعين على مقتل الشاب الفلسطيني مثقال السالمي، في جريمة لقيت استنكاراً رسمياً محدوداً، من دون أن تكشف التحقيقات الرسمية لأجهزة الأمن في غزة حتى الآن، عن ملابسات الجريمة.

كلّ ما تؤكده الجهات الرسمية أن «التحقيقات جارية» من دون أن توضح هل هي تحقيقات مرتبطة بوجود مشتبه فيهم، وما علاقتها بحملة اعتقالات تلت اغتيال السالمي (35 عاماً)، وتكوين لجان مشتركة لمتابعة هذه القضية.

الأحداث المتتالية مثّلت أرضيّة للشعور بأن ما وراء مقتل السالمي أكبر من كونه جريمة نفذها «متشددون» في مخيم الشاطئ بحق الشاب المعتقل سابقاً لدى أجهزة غزة الأمنية والمشهّر به إسرائيلياً. لو أن الأمر كذلك، لكان سهلاً على الجهات الرسمية في غزة إعلان ملابسات الحادث بسرعة، كما جرت العادة، والتوجه إلى حل قضائي أو عشائري (بعد معرفة القاتل والمشاركين معه)، لكن وراء الأكمة ما وراءها، وخاصة أن السالمي ليس مرتبطاً بعمل تنظيمي.

بعد أيام من محاولة التواصل مع النيابة العامة في غزة ومجلس القضاء الأعلى ووزارة الداخلية وكل من يمكن أن يكون له علاقة، وبعد تحويلنا إلى أكثر من شخصية واعتذار آخرين، كان الردّ من المتحدث باسم «الداخلية» في غزة، إياد البزم، مقتضباً، بأن التحقيقات جارية وأن الشرطة تعمل «بصورة مكثفة» على كشف ملابسات الجريمة. ورفض البزم التعقيب على تساؤلات تخص هوية الجناة، طالباً الانتظار حتى إعلان «نتائج رسمية».

بالرجوع إلى العائلة، التي ترددت كثيراً قبل إجابتنا، ذكر أقرباء السالمي أن الجهات المسؤولة أبلغتهم، أمس، هوية القاتل الذي يقطن قريباً منهم وأُلقي القبض عليه بعد هربه لمدة من الوقت، وأن جهاز الشرطة بصدد اتخاذ الإجراءات والخطوات القانونية معه من دون ذكر لشركاء، لكن العائلة رفضت إعلان المطالب التي أبلغت بها الأجهزة الأمنية، مختصرة طلبها بـ «محاكمة عادلة» كي تفتح بيت عزاء لنجلها، ومؤكدة أنها لن «تنجرّ وراء الثأر الشخصي».

حتى اللحظة تبدو الأمور طبيعية: جريمة قتل خطط لها وشارك فيها أشخاص مدربون على حمل السلاح وأمسكت بهم الأجهزة الأمنية في زمن قياسي وهي بصدد التعامل القانوني معهم، لكن مصادر أمنية مطلعة على سير التحقيق تنقل صورة سوداوية عن سيناريو أسوأ كاد أن يقع، فضلاً على وجود «اختراق حقيقي لداعش في أجسام فصائل فلسطينية كبيرة»، وهو ما يعني، وفق التوصيات المرفوعة إلى أصحاب القرار في القطاع، أن «ثمة امتداداً بشكل أو بآخر لتنظيم الدولة داخل غزة».

 

«ولاية سيناء»تضغط على «حماس» بإغلاق أنفاق للمقاومة

تفيد المصادر بأن المشاركين في الجريمة خمسة أشخاص، أحدهم له شقيق في سوريا (مسؤول في «ولاية الرقة» التابعة لـ«داعش») هو المسؤول عن «التوجيه والدعم» وأيضا تأمين خروج من يحدق به الخطر من الخلية إلى مصر، بالتنسيق المباشر مع «ولاية سيناء» من خلال ما بقي من أنفاق حدودية لم يكتشفها الجيش المصري، لكنّ هذا الشخص، الذي كانت مهمته متابعة تحركات السالمي، اعتذر في اللحظات الأخيرة «لأسباب غير معروفة»، فيما واصل البقية خطتهم، ثمّ تعذر عليهم خطف السالمي لتصويره قبل ذبحه أو إطلاق النار عليه في قدميه ثم رميه في شارع ما.

كان البديل قتل السالمي مباشرة، ووقت التنفيذ هو العصر، ما استلزم من القاتل (م.ع) ومساعده (أ.هـ) ارتداء أقنعة لعلمهما بوجود كاميرات مراقبة لمحلات تجارية في المنطقة. نفذ م.ع. الجريمة بواسطة مسدس، فيما اعترف أحد أفراد الخلية (م.م)، المنتمي أيضاً إلى «القسام» ومن سكان المنطقة، بأنه كان يحمل سلاح «كلاشنكوف» كي يتدخل في حال حدوث «طارئ» وإظهار الأمر كاعتداء من طرف السالمي عليهم.

وأكدت المصادر أن القاتل شقيق أحد الاستشهاديين في الانتفاضة الثانية ويعمل مدرباً في جهاز الشرطة وفي وحدة قتالية لدى «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس».

بعد ذلك، اضطر القاتل إلى التواصل مع مجموعة من الأسماء المعروفة (م.خ، م.ح، س.ح) لدى أجهزة الأمن، وأبلغهم أن «الأمور تمام»، أي إن المهمة نفذت، وطلب منهم العمل على نقله خارج غزة.

لكنّ السؤال الأهم: هل سيسير ملف القاتل وشركائه في القضاء إلى محاكمة عادلة، أم أن المشكلة محصورة في «التحصين من الاختراق»، ولا ضيم إن قُتل أحد بسبب أفكار يعتنقها ما دام عدد من أعضاء الخلية لا يزالون يوصفون بـ«الإخوة» في محاضر التحقيق، فيما المنتقدون يُنعتون بـ«المدعوّ»؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك