كشفت صور الأقمار الاصطناعية كيف أن" عصابة داعش دمروا معظم منشآت مطار مدينة الموصل لجعله غير قابل للاستخدام من قبل القوات العراقية القريبة منه.
والتقطت الصور التي نشرتها شركة ستراتفور، وهي شركة أمريكية للاستخبارات الجيوبولتيكية، في 31 اكتوبر/تشرين الأول، وتظهر تهديم معظم مباني ومرافق المطار الواقع الضواحي الجنوبية لمدينة الموصل.
ويقول محللو الشركة إن الارهابيين دمروا مدرجات المطار بحفر خنادق كبيرة فيها ورمي الانقاض فوقها، كما دمروا طرق وصول الطائرات الى أماكن وقوفها.
ويشارك نحو 50 ألفا من القوات الأمنية العراقية ومقاتلي البيشمركة ، ومتطوعي الحشد الشعبي في العمليات العسكرية الجارية لاستعادة مدينة الموصل من أيدي تنظيم داعش.
واستعادت القوات الامنية عشرات القرى والبلدات المحيطة بالمدينة، كما تحاول تعزيز مواقعها في بعض الضواحي الشرقية للمدينة التي دخلتها.
وعادة ما تشكل المطارات هدفا أوليا للهجمات على المدن، إذ تسمح السيطرة عليها بإيصال الامدادات اللوجستية لهذه القوات، الأمر الذي له دور أساسي في حسم المعارك، بيد أن ستراتفور تقول إن الضرر الذي أصاب مدرجات مطار الموصل يجعل منه غير قابل للاستخدام وبلا قيمة بالنسبة للقوات المهاجمة.
وتضيف أن مسلحي التنظيم حرصوا على أن لا يبقوا شيئا يمكن استخدامه من القوات العراقية التي تقترب من الموقع.
وتشير ستراتفور إلى أن مسلحي تنظيم داعش استخدموا تكتيكا مشابها في قاعدة القيارة الجوية، الواقعة على بعد 70 كيلومترا إلى الجنوب من الموصل، على الرغم من الخنادق التي حفرت هناك قد طالت جزئيا المدرج الرئيسي، وقد اعادته القوات العراقية التي سيطرت على القاعدة في يوليو/تموز إلى الخدمة خلال أشهر.
وتضيف أن المقارنة مع حجم الدمار الذي أصاب مطار الموصل قد يجعله يحتاج إلى جهود أكبر بكثير لإصلاحه.
إذ كرر مسلحو التنظيم ما قاموا به في القيارة، بل رفعوا مستوى التدمير ليشمل كل بنى مطار الموصل.
وتقول ستراتفور إنه فضلا عن منع القوات العراقية وحلفائها من استخدام منشآت المطار، فإن هذا التكنيك يخدم في إزالة أي حواجز تمنع الرؤية أمام المواضع الدفاعية للمسلحين في الحافة الشمالية للمطار.
وعلى القوات العراقية إعادة ترميم المدرجات، وبناء أماكن ايواء الطائرات والمخازن وبقية البنى التحتية بما يسمح باستخدام المطار كقاعدة لوجستية
وعلى العكس من مشهد الدمار الواسع في عموم المنطقة تظهر الصور أن مصنع السكر في المدينة لم يمس نسبيا، وهذا دليل على استخدامه من قبل مسلحي التنظيم.
إذ واصل المسلحون تشغيل المصنع بعد سيطرتهم على الموصل في حزيران/يونيو 2014، بحسب ستراتفور ، وقد أعدموا مديرته بعد أكثر من عام عندما رفضت إدارته لحسابهم.
على أن الصور تظهر أيضا كيف أن ضربات التحالف الجوية، التي تستهدف تدمير مواقع ومنشآت مسلحي التنظيم قد تسببت أيضا في أضرار للمباني.
وقد نشرت صور الأسبوع الماضي تظهر قيام المسلحين ببناء سواتر متعددة على الممرات والطرق الرئيسية في مدينة الموصل في الشمال العراقي.
https://telegram.me/buratha