التقارير

البلدان النفطية بعد عامين من الانهيار

1586 2016-10-01

  أ. م. د. حيدر حسين آل طعمة مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية/ مركز الدراسات الاستراتيجية-جامعة كربلاء يحتم الهبوط المزمن لأسعار النفط العالمية اعادة النظر بنموذج النمو الاقتصادي القائم في البلدان النفطية والذي يستند على الايرادات النفطية كمحرك لكافة القطاعات الاقتصادية في هذه البلدان. فقد زاد الاعتماد على الانفاق الحكومي في دعم الطلب الكلي في الاقتصادات النفطية من ارتباط هذه الاقتصادات بدورة الكساد والرواج التي تشهدها اسواق النفط العالمية بعيدا عن متطلبات التنمية والاستقرار المالي والاقتصادي. كما خلفت تجارب الاعتماد المفرط على النفط في تمويل الموازنة الحكومية والاقتصاد نتائج مؤلمة على صعيد التنمية الاقتصادية وزادت من حدة الاختلالات الاقتصادية في البلدان النفطية على مدى العقود الاربعة الماضية.
ورغم ادراك جميع البلدان النفطية اهمية تنويع اقتصاداتها بعيدا عن الاتكال على النفط والغاز، وهي من الأولويات الفورية ومحور الرؤى طويلة الأجل التي توجه جهود التنمية الاقتصادية، فان جهود التنويع الاقتصادي عادة ما تميل الى التراجع (او التأجيل) مع تحسن اسعار النفط، في حين يُعيد تقلب وهبوط الاسعار سياسات التنويع الى صدارة جدول الأعمال وخطط التنمية في البلدان النفطية كافة.
مؤخرا، اعاد انهيار اسعار النفط النقاش حول السياسات اللازمة لعصر ما بعد النفط، ليس فقط لان النفط ثروة ناضبة وانما ايضا لظهور بوادر ما يسمى بذروة الطلب على النفط وتراجع معدلات النمو الاقتصادي العالمي، وتصاعد حدة منافسة النفط غير التقليدي (النفط الصخري) وبدائل الطاقة الاخرى التي تنذر بإعادة رسم خارطة الطاقة العالمية بعد عقود من هيمنة النفط والغاز الطبيعي. 
وتقدم تجارب فك الارتباط عن قطاع النفط أمثلة قليلة عن البلدان التي تمكنت من تنويع اقتصاداتها بنجاح بعيدا عن النفط، لا سيما عندما كان أفق إنتاجها النفطي لا يزال طويلا والاسعار آخذة بالارتفاع. وهناك عدد من العقبات التي غالبا ما تقف في طريق التنويع، مثل التقلبات الاقتصادية التي يسببها الاعتماد على عائدات النفط أو تأثير انخفاض عائدات النفط في الحكم والمؤسسات. كما تعاني الاقتصادات الغنية بالنفط أيضا من انخفاض القدرة التنافسية للقطاعات الاقتصادية الأخرى الناجمة عن ارتفاع سعر الصرف الحقيقي مع دخول إيرادات الموارد النفطية للاقتصاد، وهي ظاهرة تعرف باسم المرض الهولندي.
ويبدو ان النجاح أو الفشل يعتمد على تنفيذ السياسات المناسبة. ولعل ماليزيا، وإندونيسيا، والمكسيك تقدم أمثلة جيدة على البلدان التي تمكنت من تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط، في حين حققت شيلي قدرا من النجاح في تنويع اقتصادها بعيدا عن النحاس. ورغم أن لكل من هذه البلدان الأربعة مسارا خاصا للتنويع، الا ان هناك عدد من المواضيع المشتركة اهمها:
1-استغرق التنويع في هذه البلدان فترة طويلة وأقلعت عن النفط فقط عندما بدأت عائدات النفط في الانخفاض. 
2-ركزت هذه البلدان على تنويع الصادرات ورفع مستوى الجودة من خلال تشجيع الشركات على تطوير اسواق الصادرات، ودعم العاملين على اكتساب المهارات والتعليم اللازم لتعزيز الانتاجية.
3-اعادة توجيه الانفاق العام وتعزيز دور القطاع الخاص وتطوير الروابط الامامية والخلفية لكافة القطاعات ذات الميزة النسبية، وتنفيذ اصلاحات سوق العمل لتحفيز العمالة الوطنية على الانخراط في القطاع الخاص وتحسين الانتاجية. 
4-التركيز على خلق بيئة اقتصادية مستقرة ومناخ ملائم لممارسة الأعمال التجارية عبر الاستثمار في البنية التحتية وتعزيز البنية القانونية والبيئة التنظيمية للحد من تكلفة ممارسة الاعمال التجارية (بما في ذلك اقامة مناطق حرة).
5-تشجيع روح المبادرة والابتكار من خلال تحسين الوصول الى التمويل وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وزيادة الانفاق على البحث والتطوير (R&D) وتكثيف الاستثمار في التعليم، بما في ذلك تطوير مجالات العلوم التكنلوجية والتعليم المهني.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك