التقارير

نظرة على أداء فيلق القدس في مواجهة "داعش"

1237 2016-07-28

بعد ظهور تنظيم "داعش" في العراق وسوريا خلال السنوات الماضية، وبينما كانت الدول الغربية والعربية منشغلة فقط بتشكيل تحالفات شكلية، سارعت قوات فيلق القدس التابعة لحرس الثورة الإسلامية في إيران بقيادة اللواء قاسم سليماني إلى إتخاذ قرار حاسم بدخول ساحة المواجهة ضد هذا التنظيم الإرهابي إدراكاً منها للمخاطر الإستراتيجية التي يشكلها على المنطقة والعالم.

وتميزت ردّة فعل فيلق القدس الذي تمكن من منع الإرهابيين من التقدم نحو بغداد ودمشق بالتحرك السريع والقاطع والأخذ بنظر الإعتبار الأولويات التي يجب مراعاتها في هذه المواجهة المصيرية.

ويعتقد جميع المراقبين والخبراء العسكريين بأن فيلق القدس بات يشكل في الحقيقة المحور الأساسي لكافة الفعاليات الجهادية والعمليات العسكرية التي يضطلع بها محور المقاومة في التصدي للجماعات الإرهابية في عموم المنطقة.

ومن النتائج البارزة الأخرى التي حققها فيلق القدس في تصديه للجماعات الإرهابية الحيلولة دون تمدد القوى الغربية لاسيّما الأمريكية في المنطقة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وهذا الأمر يمثل بحد ذاته هدفاً إستراتيجياً مهماً من شأن أن يعزز الأمن والإستقرار في عموم المنطقة.

ورغم محاولات الكثير من وسائل الإعلام الغربية والعربية المرتبطة بالدوائر الصهيونية لإثارة الشكوك حول أهداف قوات فيلق القدس، إلاّ أن الإنتصارات الباهرة التي حققتها هذه القوات والتي أذهلت المراقبين أرغمت معظم القوى الإقليمية والدولية على الإعتراف بأهمية الدور الكبير والأساسي الذي قامت وتقوم به هذه القوات في دحر وهزيمة "داعش" في سوريا والعراق. ومن بين الذين أشادوا بهذا الدور هو وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري".

من ناحية أخرى يعلم الجميع بأن فيلق القدس وقائده اللواء قاسم سليماني قد ساهموا بشكل فعّال ومنقطع النظير في تشكيل وتقوية قوى المقاومة في المنطقة لاسيّما الحشد الشعبي في العراق والقوات الشعبية في سوريا وقوات حركة أنصار الله في اليمن، والتي أصبحت تمثل اليوم الساعد القوي لجيوش هذه الدول في تحرير أراضيها من الجماعات الإرهابية.

ويعد اللواء سليماني الآن القيادي الأبرز في مجال محاربة الإرهاب والتصدي للجماعات التكفيرية والمتطرفة، وقد اشتهر بدوره الإيجابي والمؤثر في دعم الشعب العراقي وقياداته في التخلص من الإحتلال. كما لعب دوراً محورياً وحاسماً في الإنتصار الكبير الذي حققته المقاومة الإسلامية في لبنان بقيادة حزب الله على الکيان الإسرائيلي في صيف عام 2006. ويؤكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي "رمضان عبد الله شلّح" بأن سليماني ساهم بشكل كبير وفعّال في تزويد المقاومة الفلسطينية بمختلف أنواع السلاح لصد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في صيف عام 2014.

وما يقوم به سليماني يستند في الحقيقة الى أطر قانونية ويأتي استجابة لدعوات من قيادات البلدان والشعوب التي يدعمها وهو ما أكده كبار المسؤولين العراقيين والسوريين، الذين أوضحوا في مناسبات متعددة بأن قائد فيلق القدس يقدم إستشارات عسكرية في غاية الأهمية للمساعدة في التخلص من خطر الإرهاب والجماعات التكفيرية.

وتمكن فيلق القدس خلال السنوات الماضية من فضح مخططات الأطراف والتحالفات التي تدّعي محاربة الإرهاب في العراق وسوريا وفي مقدمتها "التحالف الدولي" بقيادة أمريكا الذي يضم في صفوفه العشرات من الدول، وحالَ أيضاً دون تحقق رغبة واشنطن الوهمية في تقمص دور البطل في القضاء على الإرهاب والتباهي به أمام دول وشعوب المنطقة.

ورغم المحاولات الكثيرة التي بذلتها العديد من الدول والأطراف الدولية والإقليمية وفي مقدمتها أمريكا والسعودية وتركيا والأردن والكيان الإسرائيلي للحيلولة دون توسع دور طهران في محاربة الإرهاب في عموم المنطقة، إلاّ أن الحضور القوي والفعّال لفيلق القدس وقائده قاسم سليماني في سوريا والعراق قد أجهض جميع هذه المحاولات، وأثبت بما لايقبل الشك بأن الجمهورية الإسلامية في إيران لن تأولو جهداً في التصدي للإرهاب مهما كانت العراقيل والتحديات التي تواجهها في هذا المجال.

من خلال هذه القراءة السريعة للواقع الأمني والعسكري في المنطقة يمكن تلخيص الأولويات الرئيسية التي سعى فيلق القدس وقائده اللواء قاسم سليماني لتحقيقها في التصدي للإرهاب بما يلي:

- مواجهة الجماعات الإرهابية ومنعها من التمدد عسكرياً وأيديولوجياً في المنطقة، لما لذلك من تبعات وآثار سلبية كثيرة في مختلف المجالات السياسية والفكرية واللوجستية، وفي مقدمتها إضعاف دور محور المقاومة في المنطقة.

- الدفاع عن وحدة العراق وسوريا أرضاً وشعباً و درء الخطر عن الأماكن الإسلامية المقدسة المهددة من قبل الجماعات الإرهابية الناشطة في هذين البلدين.

 

- دعم كافة القوى الشعبية التي حملت السلاح للتصدي للجماعات الإرهابية لاسيّما تنظيم "داعش" في العراق وسوريا. وقد شمل هذا الدعم جميع فئات وأطياف الشعبين العراقي والسوري من الأكراد والشيعة وأبناء العشائر السنيّة. ولعب هذا الدعم دوراً مهماً وفعّالاً في دحر الإرهابيين وتحرير الأراضي المغتصبة من قبلهم في هذين البلدين، وقد إعترفت العديد من الحكومات ووسائل الإعلام الإقليمية والدولية بهذا الدور الحيوي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك