التقارير

التحالف الدولي تقاسم أم جدية القضاء على الإرهاب؟!

1313 2016-07-24

واثق الجابري

إجتمع وزراء دفاع 40 دولة في واشنطن؛ في ظل تطورات الأحداث في سوريا والعراق، وتماشياً مع أحداث إرهابية في فرنسا وألمانيا، والعلم يترقب حلول سريعة لإنتشار الإرهاب؛ بعد أن أصبحت لا بقعة في العالم بمأمن وبوسائل لا تخطر في بال أحد.

أبرز الحضور وزير الدفاع العراقي، ووزير الخارجية الأمريكي والعراقي، وغياب الوفد السوري.

ليس سراً تلك الحركة الإرهابية التي تجتاح العالم، وأن لم تتأسس بدعم بعض الدول لأسباب سياسية او طائفية؛ لما تنامى هذا الفكر، ومنذ خمسينات القرن الماضي وصولاً الى داعش، ومثالاً تأييد بعض الدول الأقليمية لحركة النصرة في سوريا، وتحت غطاء ومنظار الدول الكُبرى بذريعة إسقاط نظام الأسد ونشر الديموقراطية، ومن ثم توالت الحركات بمسميات قد تقتتل بينها، ولكنها تتفق على رفض الرأي المخالف بوسائل شتى أيسرها النحر، وبررت بعض الدول هذه الافعال وسمحت لنمو الإرهاب في العراق؛ خوفاً من وصول رياح التغيير الى أنظمة المنطقة المحكومة بين الدكتاتورية والإسلامية المتطرفة.

المجتمعون هذه المرة قد يكونوا أكثر جدية؛ من سابق عشرات الإجتماعات حول سوريا والعراق، وسبق أن إتفقوا على نقاط إختلفوا في إختيار الآليات، وهذا ما شكك أحياناً بنوايا القضاء على الإرهاب، وإقتصار المشاركة الدوليةفي حينها؛ على تحجيمه وحصره في المنطقة، ولكن النتائج جعلت من هذه الدول تعيد حساباتها؛ مع وجود قوة في الأرض قادرة على دحر داعش، وإنهيار المراهنات على إمتداد الحرب لسنوات، وهذا ما حدث في هزيمة داعش في أهم معاقله وعاصمته الفلوجة، وفتح أبواب معركة الموصل بصورة متيسرة على القوات العراقية وجانب تقدم القوات السورية.

ركز الإجتماع الأخير على دعم القوات العراقية والإهتمام بالنازحين، وزيادة زخم المعارك؛ بإرسال بارجات وقاذفات طائرات محمولة، وتكثيف حجم الطلعات الجوية، وتبادل الجهود الإستخبارية، والنتيجة إقتناع العالم بالإنقسام الى شقين؛ أما أن يكون مع الإرهاب فكريا وإعلامياً، وهذا ما يغيب عن الظاهر، أو ضمن نسق الشعوب الباحثة عن حرية ممارسة تقاليدها وعباداتها وضمان سلامها.

إن الدعم الدولي بالأدوات العسكرية قد لا يكون كافياً لهزيمة الإرهاب؛ مع وجود من لا يرتبطون به تنظيمياً ولكنهم يؤمنون به أيدلوجيا، ويطبقون حسب الإيحاءات، ويبدو أن كثير من الدول سواء بالضغط من قبل شعوبها أو يقينها بحقيقة تجذر الإرهاب ستعمل بصورة إنتقامية كردود أفعال، وبعض كثير من منهم وصل الى قناعة هزيمة داعش خاصة في العراق، وأن الأيام القادمة تفرض إعادة ترتيب أوراق المنطقة وتقاسم النفوذ؛ فما عليه إلاّ الدخول بقوة؛ ليكون من بين أول الواصلين الى نقطة توزيع الجوائز.

العراقيون الآن لا يعتبروها حرب وقٌد أوشكت على حسم نصرها، وإنما معارك أو مطاردة لفلول منهزمة، لم تحلف فكراً إنساياً بقدر ما زرعت من الموت.

 

التجربة العراقية وحدها؛ يمكن أن تصبح درساً للعالم، وقدرة العراقيين رغم التحديات الأقليمية والإقتصادية؛ خير مثال على شعب وقف بوجه كل الأبواق الإعلامية والفكرية، وعندما يقرر العالم القضاء على الإرهاب؛ عليه البحث عن منابعه الفكرية، وإعطاء دور فاعل للدول التي تعاني من بطش داعش، وقطع الألسن الإعلامية التي تسعى لإيقاف المعركة؛ وإلاّ ما إجتماع التحالف الدولي؛ إلا لتقسيم النفوذ والمكتسبات التي تحققت بفعل تصدري العراقيون بصدورهم للإنتحاريين، وإلجامهم بنصرهم لتلك الأفواه التي لا تنطق؛ إلاّ رصاص يوزع على الأبرياء في العالم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك