التقارير

وزارة الداخلية معطلة.. نهجا" أم مصادف؟! / علي فضل الله الزبيدي

1499 20:42:15 2016-07-10

علي فضل الله الزبيدي

الكل يعلم إن العراق عانى كثيرا"، جراء الحكم الصدامي، ذلك النظام الذي وصف، بالحكم الدكتاتوري، حيث كان نظاما" أحاديا"، كان حزب البعث فيه، هو سيد الموقف، في قيادة الحكومة العراقية، في تلك الفترة الغابرة، التي كلفت العراق كثيرا"، ثم أصبحت منظومة حزب البعث العفلقي، مختزلة بشخص الطاغية صدام، حتى أصبح حال العراق، (إذا قال صدام.. قال العراق)، فغدى بلاد الرافدين، يقبع تحت ظلم صدام وأعوانه، لأكثر من ثلاثة عقود، إلى أن إنتهى المصاف بنا، أن نقع تحت هيمنة الفوضى الخلاقة الأمريكة.

ثم جاء عام 2003، لينتهي عصر الدكتاتورية الصدامية، وكان المفروض أن نتحول لعصر جديد، كانت من أهم سمات هذه الحقبة الجديدة، أن نشهد نظام ديقراطيا"، يحترم روح المواطنة، ويحفظ حقوق المواطن، ايا" كانت صفته، فالكل في ديباجة العصر الجديد، متساو بالحقوق والواجبات، لذا تنفس الشعب الصعداء، وأستبشر خيرا"، تمخض بعد سنتين، من الحراك السياسي، لكل المكونات الحزبية، كون نظامنا السياسي الموعودون فيه، يحترم التعديدية الحزبية، عن إعلان كتابة الدستور العراقي الجديد، وإن نظام الحكم فيه، هو نظاما" برلمانيا" ديمقرطي.

كل الذي تكلمنا عليه، كان على الورق، وتبقى المشكلة في التطبيق، كان ذلك هاجس أغلبية العراقيين، لذا كانت الأماني لدى الشعب العراقي، أن تكون همم ساسة البلاد وإرادتهم، تتطابق وما كتب من دستور على الورق، فلقد إكتوى الشعب كثيرا"، جراء النظام الرئاسي، لصدام الظالم وحزبه، ومن مميزات النظام البرلماني الجديد، أن نشهد وجود سلطات ثلاث، فصل الدستور بين مسؤولياتها، فبرلمان يستمد قوته من الشعب، وقضاء مستقل لا يعلو عليه إلا القانون، وحكومة تنفيذية جاءت لتخدم الشعب، من خلال مجلس الوزراء.

ما الذي حصل على أرض الواقع؟، النظام ظل رئاسيا" من حيث واقع الحال، فالبرلمان العراقي، لم يأخذ دوره الحقيقي، في التشريع والرقابة، والقضاء لم يكن بمستوى المسؤولية، يناغم هوى رئاسة الحكومة ، ودليل ذلك، إن العراق تربع على عرش الفساد العالمي، طوال السنوات الماضية ولحد الأن، والأخطر ما في ذلك ملف الأمن، ظل مترديا"، وخصوصا" أمن الجبهة الداخلية، رافق ذلك، تهميش دور وزارة الداخلية، في مجال مسك ملف الجبهة الداخلية، وبإصرار من القائد العام للقوات المسلحة.

في الولاية الثانية للمالكي، كانت وزارة الداخلية تدار من قبل المالكي نفسه، وبطريقة الإدارة بالوكالة المشؤومة، وكذلك فعل مع وزارة الدفاع، فأصبح الملف الأمني، تخطيطا" وتنفيذا" في عاتق المالكي، لذلك ومن حيث المبدأ، تقع على عاتقه مسؤولية ضياع أربعة محافظات، حين أستحوذ عليها داعش، وبعد تسلم العبادي لسدة الحكم، كان قد تعهد للمكونات السياسية، في تحقيق أمور عدة، أهمها إنهاء ملف الإدارة بالوكالة، وبسط الأمن، والقضاء على الفساد.

للأسف كان التسويف والمماطلة، من سمات حكومة العبادي، فالتكليف بالوكالة ظل قائما" ، الفساد والمفسدين لا زالوا في حكومته بعز ونعيم، و المواطن البسيط يدفع ثمنها، الذي أصبح عبارة عن شهادة وفاة متحركة، تنتظر الرقم والتأريخ، من خلال الأحزمة الناسفة، والسيارات المفخخة، وهذا يعني إن ملف الأمن غدى في مهب الريح، إن الإصرار على إبقاء، أمن العاصمة بيد عمليات بغداد، التي فشلت بذلك، دون وزارة الداخلية، الغريب هنالك إنتصارات عظيمة، لقواتنا وحشدنا المقدس، في سوح الوغى، تقابلها خروقات فظيعة للجبهة الداخلية.

هنالك علامات إستفهام كبيرة، لماذا دولة القانون بل حزب الدعوة، مصر على تفريغ وزارة الداخلية من محتواها؟   فبالأمس أديرت بالوكالة ، في حكومة المالكي، وهو القائد العام، واليوم عمليات بغداد، المرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة، هي التي تقوم بمهام وزارة الداخلية، لأمن العاصمة بغداد، وفي الحكومتين تحترق بغداد، وتنزف دما"، ومن يتصدى لا بد ان يتحمل النتائج، سؤالي للجنة الأمنية في البرلمان العراقي، أين دوركم كسلطة رقابية، أمام هذا اللغز المستطرد؟، حول إصرار القائد العام للقوات المسلحة، للإبقاء على هذه الفوضى العارمة، التي كلفت البلاد كثيرا".

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك