التقارير

الهميم لـ "الأهرام": دول وتمويل خارجي وراء داعش ولا انتهاكات في الفلوجة

2502 06:55:02 2016-07-04

   اعتبر رئيس الوقف السنى العراقى عبد اللطيف الهميم، ان هناك توجد فرصة حقيقية لتسوية تاريخية تشمل كل المكونات العراقية، وان الحرب ليست شيعية ــ سنية، وإنما تحركها مصالح وقوى دولية وإقليمية، وان العراق يتطلع لدور كبير لمصر و الازهر فى تعزيز المصالحة الوطنية العراقية و محاربة الفكر المتطرف.

وأضاف في حوار مع صحيفة "الاهرام"  المصرية ان تدمير العراق لن ينجو منه أحد.. و الحريق سيطول الجميع.

 الحوار كما نشرته صحيفة "الاهرام" الأحد 3 تموز 2016.

زرت مصر مؤخرا..ما هي انطباعاتك عن هذه الزيارة ؟
أنا لست غريبا عن مصر، درست فى جامعة الأزهر الماجستير والدكتوراه وعشت بالقاهرة فترة طويلة، ومصر تحكى حضارة شعب وأمة عريقة. بالنسبة للزيارة حملت مع وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري رسالة من رئيس الوزراء حيدر العبادي للرئيس السيسي حول تطورات الأوضاع فى العراق، وبحثنا سبل التعاون بين البلدين الشقيقين، وأطلعناه على الأوضاع في مناطق العمليات العسكرية، وهى في الحقيقة حرب مفتوحة مع الإرهاب منذ زمن طويل، والعراق هو الذى تحمل العبء الأكبر في هذه المواجهة، نيابة عن كل القوى المحبة للسلام، ولقد كان اللقاء مع الرئيس السيسي طيبا ورائعا، ووجدناه متفهما لكل قضايا المنطقة، ونتطلع حقيقة إلى عمل لصالح البلدين الشقيقين.

ما هو توصيفك للحرب الدائرة فى العراق الآن ؟
العراق الآن يخوض حربا بالوكالة، يوجد مخطط تستخدم فيه دول أذرعا محلية، وهذه الحرب ليست حرب العراقيين، وليست حرب الشيعة والسنة، وإنما هذه الحرب حرب مصالح وقوى، على مستوى الإقليم، وكذلك على المستوى الدولى، وبالتالى نحن ضحايا هذه الحرب شيعة وسنة.

هناك انتهاكات رهيبة حدثت فى الفلوجة؟
نا رئيس لجنة إعادة النازحين في محافظة الأنبار، وبقيت في الرمادي قبل التحرير وبعده 65 يوما متواصلة، وكنت على دراية بعمل القوات المسلحة وقياداتها، وشاهدت بنفسي عددا من الأحداث التي شاركت فيها القوات المسلحة، ومنها واقعة بشرق الرمادي، حيث كان تنظيم "داعش" الإرهابي يختطف عددا من أبناء المنطقة، كرهائن ودروع بشرية فى مواجهة الجيش العراقي، وعندما بدأت ترتخى يد التنظيم الإرهابي كنت مع قائد العمليات مباشرة على الساتر ننقل الأطفال والنساء المحتجزين، وكانوا يهربون من "داعش" في اتجاه القوات المسلحة، وأخرجنا خلال 24 ساعة ما يزيد عن 11 ألف مواطن، ولو كانت القوات المسلحة تمارس قمعا ممنهجا ضد المدنيين لما أجلت هذا العدد الكبير، ولما لجأوا إليها أصلا، وقد شاهدت قائد القوات وهو برتبة فريق وعمره أكبر من عمرى كان ينقل بنفسه النساء والأطفال من ساحة المعركة، وتكرر ذلك في أكثر من مكان.

الوضع فى الفلوجة كان مختلفا؟
القوات المسلحة العراقية والقوات الأخرى المساندة لها حاربت بقوة في الفلوجة لأنها كانت معركة حاسمة، فهي المعقل الأساسي بالنسبة لداعش، وغالبية سكان الفلوجة البالغين 700 ألف غادر حوالى 90% منهم الفلوجة فى الأيام الأولى لدخول "داعش"، ولم يتبق منهم سوى 50 ألفا، وهذا الرقم يوضح أن الرأي العام السنى يرفض البقاء تحت ولاية "داعش"، وهذه حقيقة، ومن تبقى من أهالي الفلوجة فرض عليهم داعش الإقامة الجبرية، وأصبحوا مرتهنين كدروع بشرية، ولم يسمح لهم التنظيم بالمغادرة، على الرغم من القوات العراقية كانت قد وفرت الممرات الآمنة لهم، وقد خاض كل العراقيين معركة الفلوجة، وكونت العشائر والعوائل في الفلوجة جيشا أو حشدا لأبناء العشائر، وخاضوا المعركة جنبا إلى جنب مع القوات المسلحة والشرطة ومع قوات مكافحة الإرهاب.

لكن هناك اتهامات للحشد الشبعى بانتهاكات بالغة؟
حتى نكون واضحين، في كل معارك الكون لا توجد حروب نظيفة مائة بالمائة، لأن المعارك في العادة تحددها قواعد الاشتباك، والعمليات في الميدان تختلف من قائد غلى آخر، وكل منهم هو من يقدر قواعد الاشتباك وفق تقديره، هذا في الحروب النظامية، حروب الدول مع الدول، وفى الغالب تتخللها مجموعة أعمال غير جيدة، هذا في معارك الدول، فما بالك بحرب الدولة على اللادولة، حيث تصبح الانتهاكات متوقعة بطريق اكثر، والسؤال المطروح : هل توجد أعمال ممنهجة ضد المدنيين، بالمطلق أقول أنه لا توجد أعمال ممنهجة.

عن قوة داعش..من يقف وراءها؟
بالتأكيد هناك دول وراء داعش وتمويل خارجي، هذه الدول تريد أن تلعب دورا.

متى يستطيع العراقيون أن يستعيدوا تعايشهم السلمى مرة أخرى ويعبروا الطائفية ؟
يتحقق ذلك عندما يختار العراقيون العراق لا غير، وانا أعتبر المعركة مع داعش وتجربة النزوح القاسية جعلت كل مكونات المجتمع العراقي تحت ضغط، وبالتالي توجد فرصة حقيقية وجادة للذهاب لتسوية تاريخية تشمل كل المكونات العراقية، والخروج بحل سيأسى، لأن المشكلة فى حقيقتها وجوهرها مشكلة سياسية واقتصادية وفكرية بامتياز.

والمعارك مع داعش إلى أين تسير برأيك؟
ستوجه لتنظيم داعش ضربة قاصمة، لكن الأهم فى رأيي أن هذه التسوية التاريخية ليست بعيدة، مع ملاحظة أن الدول التى كانت تدعم هذا الفصيل أو ذاك داخل العراق عليها أن تدرك أن هذه الحرب المجنونة يمكن أن تنتقل إليها، ولن تتوقف داخل حدود العراق، وانه إذا دمر العراق لن ينجو أحد. وإذا استمر هذا الحريق الكبير فى العراق سينتقل إلى كل دول الإقليم ويحرقها، وعلى هذه الدول أن تدرك ذلك بشكل واضح.

ماذا تعنى بالتسوية التاريخية التي تتفاءل بقرب تحقيقها فى العراق؟ أهي تسوية تتجاوز المحاصصة والطائفية؟
بالتأكيد هذه التسوية واحدة من عناصرها الاساسية ان نعمل على قيام دولة القانون التي تقوم على قاعدة المواطنة المتساوية، بل تهميش او استئصال أو إقصاء، أن تكون هناك رؤى وآليات حقيقية وواقعية للاصلاح السياسي، واصلاح العملية السياسية والاختلالات الراهنة.

وأنت احد ابناء وخريجي الازهر كيف تنظرون إلى دوره ؟
الأزهر كمؤسسة قائدة للعمل الإسلام على مستوى العالم وليس المنطقة فحسب، الأزهر بهذه القامة الكبيرة والرفيعة وقبول المجتمعات العربية والإسلامية له يمكن أن يلعب دورا مثمرا وبناء وإيجابيا في حل كثير من مشكلات المنطقة، ويجب أن يلعب هذا الدور حقيقة لأنه مؤسسة دينية مؤهلة لقيادة هذا الدور، وقد وجهنا الدعوة للإمام الاكبر شيخ الازهر الدكتور أحمد الطيب لزيارة العراق، واتطلع ان يقوم بدور كبير فى تعزيز المصالحة الوطنية والتسوية التاريخية وتعزيز العيش المشترك فى العراق، وهو يلعب دورا كبيرا في تعزيز الوسطية، لأن الفكر لن يواجه إلا بالفكر.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك