التقارير

قراءة موضوعية: الشرق الأوسط بعيون المرشحين للبيت الأبيض

2995 14:11:42 2016-06-20

 منذ بدايات القرن العشرين والشرق الأوسط يكتسب أهمية إستراتيجية في السياسة الأمريكية. خاضت أمريكا العديد من الحروب، لحماية مصالحها في المنطقة، ودعمت نفوذها عن طريق العديد من التحالفات التي أنشأتها، والمساعدات التي قدمتها، لا سيما لمن يُطلق عليهم إسم حلفاء واشنطن. فيما سعت لعقاب وممارسة الحرب السياسية على كل من عارضها أو خاصمها. وهنا نجد أن للشرق الأوسط حصةٌ وفيرة، في خطابات وكلام المرشحين الحاليين للرئاسة الأمريكية. وهو ما نراه أيضاً، في مناظراتهم التلفزيونية. فيما يطغى الخلاف على التكتيك السياسي، والنظرة لكيفية تطبيق الإستراتيجية، وليس على الجوهر.

في هذا المقال سنحاول عرض موقف مرشحي الرئاسة الحاليين من الشرق الأوسط، وبعض رؤيتهم، في ظل التطورات المستمرة في منطقتنا، استناداً لمصادر استطعنا منها تحليل المطلب ذكرناها أدناه.

هيلاري كلينتون والرؤية التقليدية

عدة نقاط تتصف بها هيلاري كلينتون، فيما يخص رؤيتها للشرق الأوسط، وهو ما نعرضه بالتالي:

1- هي وزيرة الخارجية المخضرمة في العمل الديبلوماسي. نائبة الكونغرس العارفة بخفايا السياسة الأمريكية. والسيدة الأولى، زوجة الرئيس الأمريكي السابق. كل هذه المواقع والمراكز، جعلت من كلينتون المرشح الرئاسي الأكثر خبرة. فيما تعتبر رؤيتها، تتناسق مع رؤية المؤسسة الأمريكية التقليدية تجاه الشرق الأوسط.

2- تستند كلينتون في رؤيتها، للآليات التقليدية في تنفيذ مخططات الأمن القومي الأمريكي. فهي من أقوى الداعمين للتدخل الأمريكي في الشرق الأوسط بهدف حماية المصالح الأمريكية. كما أنها تحتفز بنظرة تقليدية تجاه حلفاء واشنطن في المنطقة، وبسياسة خاصة تجاه ما تعتبره الأعداء التاريخيين لأمريكا في الشرق الأوسط.

3- ولعل أهم ما بدر منها تجاه الشرق الأوسط، وبشكلٍ عملي، كان دعمها للعديد من برامج التنمية، التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، خلال ما سُمي بالربيع العربي. والتي تُعنى بمساعدة منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط عامة والبلدان العربية. وهو ما يمكن أن يكون مُبرَراً بالنسبة للطرف الأمريكي، فيما يُعتبر تدخلاً من قبل الشعوب العربية.

4- كما أن الخيارات العسكرية، تُعتبر من الأراء التي يمكن أن تدعمها كلينتون. فقد سبق أن أيدت غزو العراق في عهد جورج بوش الإبن. كما أنها صرحت مراراً بأن خيار التدخل في سوريا قد يكون مطروحاً، لإسقاط النظام السوري، وحماية المصالح الأمريكية.

5- ولعل الموقف الأبرز لها والمخالف للرئيس الحالي أوباما، هو في اعتبارها الملف السوري أكبر إخفاقات الإدارة الأمريكية الحالية. كما أعلنت دعمها العلني، للمقترح التركي بإقامة منطقة حظر طيران آمنة للمدنيين في شمال سوريا، وهو ما لاقى رفضاً متكرراً من الرئيس أوباما.

بإختصار، إن مواقف كلينتون، ليست إلا تعبيرٌ عن الرؤية التقليدية للسياسة الأمريكية. رؤيةٌ تجد ضرورةً في الوقوف بجوار حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط لا سيما الدول الخليجية، والتي خرجت تقارير تتحدث عن حجم الدعم المالي الذي تلقاه آل كلينتون من حكومات الدول التي تصل إلى مئات الملايين من الدولارات. كما أن الخطاب الودي الذي قدمته كلينتون فيما يخص الكيان الإسرائيلي، اعتبر الخطاب الأكثر انحيازاً لتل أبيب بين المرشحين للرئاسة الأمريكية في مؤتمر الآيباك الأخير. حيث سعت كلينتون الى استرضاء قيادات اللوبي الصهيوني، لأسباب تتعلق بالدعم السياسي والمالي.

دونالد ترامب والرؤية الإنعزالية

لا شك أن رؤية ترامب السياسية وطريقته الترويجية لنفسه، الى جانب أدائه في السباق الإنتخابي، هي من الأمور التي جعلته محط انتقاد الكثير من المراقبين، وهنا يمكن تسليط الضوء على رؤية ترامب بالتالي:

1-  بحسب تصريحاته، يمتلك ترامب سياسة خارجية محدودة بالنسبة لمفهوم الأمن القومي الأمريكي. فقد عارض ترامب وبشدة السياسات الأمريكية المعتمدة في نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط. وله تصريحٌ شهير، أحدث ضجة، يتعلق برأيه بأن الشرق الأوسط كان سيبدو أكثر استقراراً مع ديكتاتور كصدام حسين أو معمر القذافي. وهو ما جعله يتبنى التطرف كخيارٍ في السياسة.

2- من جهةٍ أخرى، يرفض ترامب مسألة توجيه المال الأمريكي لدعم الديمقراطية في الشرق الأوسط. وهو بدلاً من ذلك، يُعطي أولوية لضخها في تنمية الإقتصاد الأمريكي.

3- فيما يخص سوريا، صرح ترامب بأنه كان يجب على أمريكا التخلص من تنظيم داعش أولاً، قبل أن تفكر في إسقاط الأسد. كما تميَّز بموقفه الرافض، لدخول اللاجئين السوريين إلى أمريكا، داعماً فكرة إنشاء منطقة حظرٍ للطيران فوق الأراضي السورية، يقيم فيها النازحون بحسب اعتباره.

4- ومن بين المواقف الأكثر أهمية لترامب، ما يتعلق بالإتفاق النووي مع إيران. حيث صرح ترامب بأنه إذا وصل إلى الرئاسة فإنه سوف يعلق الصفقة النووية وسوف يمنع المال (الودائع الإيرانية 200 مليار) عن الإيرانيين.

5- وفيما يتعلق بعلاقة واشنطن بحلفائها الخليجيين، صرَّح ترامب بأنه ليس مُحباً للسعودية خصوصاً أن أمريكا أهدرت الكثير في محاولة دعم هذه الدولة، وهو الأمر الذي دفع العديد من رجال الأعمال، لإعلانهم أنهم سوف يسحبون استثماراتهم من أمريكا، إذا ما فاز دونالد ترامب بالرئاسة.

يبدو واضحاً أن مواقف ترامب، لا تتناغم مع السياسة التقليدية لأمريكا. فيما يُعتبر تطرفه تجاه العرب والمسلمين أمراً تميزت فيه تصريحاته. لكن وعوده الكثيرة والتي توجَّه فيها للداخل الأمريكي لا سيما الإقتصادية، جعلته يتقدم كخيارٍ مُمكنٍ للبيت الأبيض.

إذن يركز المرشحون بالدرجة الأولى على هزيمة داعش كتسويقهم لأنفسهم في الحرب على الإرهاب. فيما يتفق كلينتون وترامب، على إنشاء منطقة حظر طيرانٍ فوق سوريا، لحماية اللاجئين والنازحين بحسب اعتقادهم. وبين الإثنين، ستُحدِّد صناديق الإقتراع الرئيس المُستقبلي لأمريكا. إما أن تكون كلينتون والتي تتبنى السياسة الكلاسيكية تجاه الشرق الأوسط والقائمة على دعم الحلفاء والتدخل من أجل دعم الديمقراطية، أو يكون ترامب فيعتنق صاحب السياسة الخارجية الإنعزالية، والتي ستُحدث تغيُّراً في محددات الأمن القومي الأمريكي، بصورة أضيق كثيراً عما جرت عليه العادة.

الوقت

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك