التقارير

في مخيم اليرموك بدمشق.. قد يدفع المرء حياته للحصول على كسرة خبز

2173 16:14:13 2016-06-12

داعش تسيطر على ثلثي مساحة مخيم اليرموك تقريبا وتسعى لانتزاع بقيته من يدي جبهة النصرة منذ أبريل نيسان

بيروت (رويترز) – يعتمد الفلسطينيون المقيمون بمخيم اليرموك للاجئين في جنوب دمشق على المساعدات الغذائية للعيش في الحرب الأهلية التي تعصف بسوريا. لكن الوصول إلى تلك المساعدات قد يكلف المرء حياته.
ففي ظل القتال بين تنظيم داعش وجبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا من أجل السيطرة على المخيم عجزت الأمم المتحدة منذ أكثر من عام عن إيصال المساعدات وتوفرها بدلا من ذلك في مناطق مجاورة.
في الرحلة إلى نقطة الحصول على المساعدات لا تتوفر للسكان في بعض المناطق أي حماية من رصاص القناصة إلا قطع قماش سميك تتدلى بين المباني. ولا ينجح القناصة عادة في التمييز بين المقاتلين وغيرهم.
وبعد أن يجتاز سكان المخيم هذا التحدي يتعين عليهم عبور نقطة تفتيش أقامتها داعش. وتسيطر نقطة التفتيش تلك على الطريق الواصل إلى بلدة يلدا المجاورة حيث تتولى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومنظمات أخرى تسليم المساعدات حينما يتسنى لها ذلك.
ووصف ساكن يطلق على نفسه اسم محمود- رغم تأكيده أن ذلك اسم مستعار يستخدمه خوفا من بطش المتشددين- في حوار عبر الإنترنت كيف يقوم بهذه الرحلة ثلاث مرات أسبوعيا.
وأضاف الشاب البالغ من العمر 22 عاما لرويترز “أخرج من منزلي وأجد نقطة تفتيش على بعد كيلومتر تقريبا. أغلب الشوارع في المخيم تقع في مرمى نيران القناصة.. من الجانبين. يكون علي أن أحذر منهم. يمكنني الركض في بعض الشوارع ولا يسعني في البعض الآخر سوى السير.”
فر عشرات الآلاف من المخيم منذ اندلاع الحرب لكن مئات السكان لا يزال يملكون جرأة القيام بنفس الرحلة.
وشيد مخيم اليرموك قبل عشرات السنوات كواحد من مخيمات كثيرة أقيمت في المنطقة بعد الحرب بين العرب وإسرائيل في 1948 من أجل إيواء الفلسطينيين الذين فروا أو طردوا من منازلهم. واليوم يكاد مخيم اليرموك يضيق بساكنيه من اللاجئين الأصليين ناهيك عن بعض السوريين الذين شردتهم الحرب فسكنوا بالمخيم.
وقصف مخيم اليرموك وحوصر وعزل عن العالم الخارجي منذ بدايات الصراع متعدد الأطراف الذي يعيش الآن عامه السادس. واقتتلت القوات الحكومية ومعارضون مسلحون ومتشددون إسلاميون من أجل السيطرة على المخيم الذي يقع على بعد كيلومترات قليلة من قلب دمشق.
* أرض فضاء
دخل مقاتلو داعش المخيم الذي يعج بالبنايات في أبريل نيسان من العام الماضي بفضل مساعدة من جبهة النصرة في موقف تعاون نادر بين الفصيلين الخصمين. وسيطرت داعش وقتها على غالبية المخيم.
وبعدها رفع الطرفان- داعش وجبهة النصرة- السلاح كل في وجه الآخر وأتت المعارك في الأسابيع الأخيرة على عدد لا يحصى مما تبقى من مساكن المخيم في ظل محاولة داعش على انتزاع مناطق تسيطر عليها جبهة النصرة.
وقال محمود “ساءت الأوضاع بشدة في الفترة الأخيرة. هذا قتال يدور داخل المخيم فقط.. ولا يمتد لمنطقة أخرى.. يتركز هنا فقط.”
وأضاف أن المقاتلين يستهدفون المنازل ويحرقونها ولو كان بداخلها سكان بغرض عرقلة تقدم الطرف الآخر.
وفي الناحية الأخرى من شريط داخل أرض فضاء متاخمة لمنطقة سيطرة داعش هناك مقاتلون تحت راية الجيش السوري الحر يسيطرون على بلدة يلدا.
وقال يوسف وهو كغيره من سكان مخيم اليرموك الذين تحدثوا لرويترز قدم نفسه باسم مستعار “تتوقف مدى خطورة الطريق إلى يلدا على سخونة المعارك هناك. في الفترة الأخيرة يتعين على من يسكنون في مناطق القتال الاحتماء بقطع قماش سميكة أو بالأرصفة أسفل البنايات.”
وقال يوسف “يوم الخميس الماضي أصيب أحد الأشخاص برصاصة قناص.”
وقال ساكن آخر قدم نفسه باسم محمد وعمره 30 عاما “إذا رغب أحدهم في مغادرة منزله للحصول على بعض الماء فقد لا يعود.”
وأضاف محمد الذي اشتغل قبل أحداث العنف الأخيرة ببيع الأطعمة من كشك في الشارع “قد يدفع المرء حياته ثمنا للحصول على كسرة خبز أو بعض الطعام.”
* إمدادات متواضعة
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن داعش تسيطر على ثلثي مساحة مخيم اليرموك تقريبا وتسعى لانتزاع بقيته من يدي جبهة النصرة منذ أبريل نيسان. وأضاف المرصد أن مدنيين كثر قد قتلوا خلال الأسابيع الماضية.
ولا يخاطر كثيرون بالخروج للشارع. وقال أبو أنس وهو عامل سابق “كثير من الناس يكتفون بالجلوس في منازلهم.. نحن عالقون هنا وعالقون في المخيم.”
وأضاف “الماء قليل جدا والوقود قليل. نحصل على المساعدات بالأساس من الأونروا.. لا نحصل على الكثير لكنهم أملنا الرئيسي.. كل 20 يوما نحصل على حزمة تكفي بالكاد عائلة واحدة.”
وقال إن هذه الحزمة تتكون من 4 كيلوجرامات من العدس و5 كيلوجرامات من السكر وكيلوجرام من المعكرونة وعلب طماطم.
وقد يتسبب القتال في إغلاق نقطة التفتيش لأيام. لكن إذا تسنى للسكان العبور يصبح بمقدور محمد ويوسف وغيرهما شراء أشياء أخرى يمكنهم دفع ثمنها من أكشاك صغيرة في يلدا قبل العودة.
وحتى الحصول على مساعدات فإن قطع الكيلومترات القليلة من دمشق إلى يلدا مرورا بمناطق تسيطر عليها الحكومة وأخرى تسيطر عليها المعارضة يتطلب حديثا مضنيا مع السلطات المحلية ووجهاء وقادة من طرفي الصراع.
وقال كريس جانيس المتحدث باسم الأونروا “حين سمح لنا بالوصول إلى يلدا لأول مرة.. ولمجرد الوصول إلى هناك كان على الأمم المتحدة التفاوض على 17 اتفاقا منفصلا.” وعلى مدى شهر على الأقل بدءا من أبريل نيسان تعجز الأونروا حتى عن الوصول إلى يلدا وحذرت من أن السكان يواجهون خطر المجاعة إن لم تستأنف المساعدات.
وقال جانيس “داخل اليرموك دأبت القوات المتحاربة على استخدام ذخائر كبيرة دون تمييز. من غير المقبول على الإطلاق أن يجد أناس تساعدهم الأمم المتحدة في القرن الحادي والعشرين أنفسهم في هذا الوضع في عاصمة بلد عضو بالأمم المتحدة.”
* هجرة
في ظل الانقطاع المتكرر للكهرباء والماء يلجأ الناس لاستخدام المولدات وشرب ماء يباع على ظهر شاحنات يقول السكان إنها تسلك طريقا مختلفا من أجل الوصول. وقال يوسف إن الماء الذي يستخرج من آبار بعيدة ملوث ولا يمكن استخدامه إلا للاستحمام.
وبين آلاف ممن نزحوا في موجة هجرة من مخيم اليرموك بحث البعض عن ملجأ داخل سوريا بينما قصد آخرون دولا مجاورة أو أوروبية.
وقال عامل إغاثة في مؤسسة جفرا التي ترصد أوضاع حقوق الإنسان في المخيمات الفلسطينية بسوريا إن المئات تركوا المخيم خلال الأسابيع الماضية فقط.
وكان عدد الفلسطينيين من ساكني المخيم قبل الحرب 160 ألفا مقابل ثلاثة إلى ستة آلاف فقط في الوقت الحالي. وقال عامل الإغاثة إن عددا مماثلا تقريبا للنازحين من المخيم يعيش في يلدا.
وقال محمود الذي أفاد بمقتل والدته في قصف للقوات الحكومية قبل ثلاث سنوات إنه سيبقى في المخيم.
وأضاف “بيتي هنا وأبي يعيش هنا. حين أذهب إلى يلدا أشعر أني نازح. اليرموك مخيمي.. لن أتركه أبدا.”
(رويترز)
س ف

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك