التقارير

"تركيا أردوغان" أرض غير صالحة لغرس القيم الإنسانية

1927 09:50:08 2016-05-27

سقطة جديدة للأمانة العامة للأمم المتحدة، بقرار تنظيم فعليات قمة دولية مهمة بحجم "قمة العمل الإنساني"، والتي تستهدف ضرورة التركيز على مجالات تمثل المسؤوليات الخمس لأجندة العمل الإنساني، وأهمها منع الصراعات وإنهاؤها، وتعزيز حماية المدنيين، متجاهلة ما تقوم به النخبة الحاكمة في تركيا من ممارسات تخالف اتفاقيات جنيف لحقوق الإنسان والبروتوكولات الملحقة.

لم تعد الأمانة العامة للأمم المتحدة ذات تأثير إيجابي على مجريات الأحداث الدولية، وباتت أقرب إلى دائرة من دوائر المراسم في تنظيم وعقد المؤتمرات الدولية المتعلقة بعدد من القضايا التي تشغل المجتمع الدولي، وتبدو في كثير من الحالات تخضع لضغوط ومساومات من دون مراعاة وانتهاك ميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية في مكافحة الإرهاب والتطرف، وحماية الأقليات العرقية، وصيانة الحقوق والحريات.

من العار أن تكون قمة العمل الإنساني في بلد يتاجر بأرواح اللاجئين من أطفال ونساء وشيوخ من أجل ابتزاز أوروبا والمجتمع الدولي لتحقيق مكاسب سياسية، ولن يغفر التاريخ ما يرتكب في حق الحضارة الإنسانية من جرائم تستهدف تدمير ثقافة الشعوب والتعايش السلمي الذي استقر منذ عقود ووصل في بعض المناطق إلى درجة الإبادة الجماعية والقتل والسجن بذريعة محاربة الإرهاب.

تركيا أردوغان التي تستضيف هذا الحدث المهم؛ متورطة بالوثائق في دفع الملايين من اللاجئين إلى الموت للضغط على أوروبا، كذلك متورطة بتسهيل مرور العناصر الإرهابية إلى سوريا ودعم تلك العناصر بالمال والسلاح في مناطق أخرى مثل ليبيا، وتأوي عناصر وقيادات جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في عدد من دول المنطقة والمتورطة في أعمال إرهابية، وهي التي تقمع الداخل بالسجن وإسقاط عضوية البرلمان من السياسيين المعارضين لسياسة السلطان العثماني الجديد، وهذا ما يفقد القمة أي معنى كان من المفترض أن يكون ساميا إذا ما عقد في بلد آخر يحترم الإنسان ويصون حقوقه خاصة حقه في الحياة وحرية التعبير والمعتقد.

أوربا التي أصبحت مطالبة بتوضيح موقفها من سياسة أردوغان، التي تستهدف ما يقرب من 1800 قضية على المعارضين منذ عام 2014 بتهمة إهانة الرئيس، وصدرت قرارات بعزل صحفيين وأكاديميين ممن ينتقدون السياسات الحكومية، إلى جانب إغلاق صحف معارضة، والسعي نحو تركيز السلطة في يديه والاتجاه في طريق أن تصبح تركيا دولة الفرد الواحد الحاكم بأمره.

البرلمان الذي يسيطر عليه حزب "العدالة والتنمية" بزعامة أردوغان وافق على تعديل الدستور من أجل إسقاط عضوية 138 نائبا في البرلمان أغلبهم من الأكراد، بحجة محاربة الإرهاب، فضلا عن تلك السياسيات التي تمارس للضغط على الأكراد الذين لن يتخلوا عن تحقيق مطالب الشعب التركي، ولن يستسلموا أمام السياسات القمعية التي تتبناها النخبة الحاكمة التي تدفع بمزيد من الدعم لتنظيم "داعش" الإرهابي في مواجهة الأكراد، فضلا عن العمليات الأمنية والعسكرية لأجهزة الأمن والجيش والتي تستهدف المناطق الكردية في تركيا وحتى في سوريا.

أردوغان يسعى إلى إسقاط عضوية الأكراد في البرلمان تمهيدا للتوجه إلى انتخابات مبكرة، لن يسمح فيها لحزب "الشعوب الديمقراطي" الكردي بالعودة إلى العمل السياسي مرة أخرى، حتى لا يعيق تنفيذ خطط الانتقال إلى النظام الرئاسي وإحكام السيطرة على مؤسسات الدولة.

كل هذه الممارسات لم تكن كافية لإقناع الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن "تركيا أردوغان" أرض غير صالحة حتى يمكن لغرس قيم إنسانية متعارف عليها عبر التاريخ، وأن المشهد الحالي لا يختلف عن ذلك الذي كان خلال عهد الخلافة العثمانية التي اعتمدت على السيف والدم في السيطرة على مناطق مختلفة من العالم، وانتهكت الكثير من المبادئ الإنسانية في سبيل فرض سيطرة ونهب خيرات العالمين العربي والإسلامي لقرون طويلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك