التقارير

تحليلات ومواقف/’داعش’.. هزائم عسكرية متلاحقة وأزمات مالية خانقة

2466 17:09:22 2016-04-25

بغداد ـ عادل الجبوري 

في الوقت الذي تعرض فيه تنظيم "داعش" الارهابي لهزائم وانكسارات عسكرية متلاحقة في العراق وسوريا خلال الأشهر العشرة الأخيرة، تؤكد مختلف الأرقام والمعطيات، أن تلك الهزائم والانكسارات ترافقت مع أزمات ومشاكل مالية كبيرة جعلت ذلك التنظيم يواجه مأزقًا حقيقيًّا في كيفية تأمين الموارد المالية المطلوبة لدفع رواتب عناصره، وكسب عناصر أخرى، ناهيك عن شراء الأسلحة والعتاد والمؤن، وتأمين القدرة على تعزيز شبكاته الاستخباراتية التجسسية التي تتيح له الحصول على المعلومات الدقيقة، ليتمكن من تنفيذ عمليات عسكرية نوعية بأقل قدر من الانفاقات والخسائر.

والسؤال هنا، لماذا وكيف فقد تنظيم "داعش" الكثير من موارده المالية وبات يواجه أزمة مالية خانقة، جعلته ينكفئ ويتراجع في سوريا والعراق، ويبحث عن مناطق وجود ونفوذ أخرى، مثل المغرب العربي، وتحديداً ليبيا.

في الواقع هناك أسباب عديدة تكمن وراء ذلك، من بينها:

- إن تنظيم "داعش" فقد منشآت نفطية، ومراكز اقتصاد حيوية، كان قد نجح في السيطرة عليها، فضلا عن تعرض الكثير من خطوط امداده لضربات جوية قاصمة، ما انعكس سلباً بدرجة كبيرة جداً عليه.

- النقطة الأخرى تتمثل في الفساد الاداري والمالي الكبير، والصراعات المحتدمة بين قياداته المختلفة، لاسيما الميدانية، اذ ان قياديين كبار في "داعش" سرقوا مبالغ مالية طائلة وهربوا، في وقت أكَّدت تقارير مختلفة حصول خلافات عميقة بين قيادات التنظيم بشأن توزيع الموارد المالية فيما بينها.

[تنظيم "داعش" الإرهابي]

تنظيم "داعش" الإرهابي

- حركة النزوح الواسعة من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش"، وتوقف الحكومة عن صرف رواتب الموظفين في تلك المناطق، وتراجع الحركة التجارية والنشاط الاقتصادي في الأسواق بسبب انخفاض اسعار النفط، أفقد "داعش" موارد مالية غير قليلة كان يحصل عليها من خلال فرض الاتاوات على الموظفين والتجار وأصحاب المحال التجارية.

- احجام عدد من الأطراف الخارجية، من دول وشركات ومؤسسات مالية وتجارية، عن الدعم والتمويل المالي للتنظيم، أو تقليصه، جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي تأثرت بها كثيراً الدول المنتجة للنفط، ومعلوم للكثيرين ان تنظيم "داعش"، ومختلف الجماعات الارهابية تعتمد في تمويلها على أطراف معينة، إما من خلال الابتزاز، أو انطلاقا من حسابات طائفية ومذهبية تكفيرية للاطراف الممولة.

وتشير تقارير محلية وأخرى أجنبية، نقلاً عن وثائق حصلت عليها من مقرات وأوكار التنظيم، أو من خلال محادثات هاتفية بين بعض قيادات التنظيم، أو بحسب ما صرح به منشقون عن التنظيم، الى ان هذا الاخير قام خلال الشهور القلائل الماضية بخفض رواتب منتسبيه من العراقيين والسوريين الى النصف، ناهيك عن أن أعداداً غير قليلة من عناصر التنظيم لم يتسلموا رواتبهم منذ بضعة شهور، الأمر الذي تسبب بموجة إحباط واستياء كبيرين انعكست على معنوياتهم واندفاعهم للقتال.    

وتؤكد مصادر خاصة أن تنظيم "داعش" فقد بسبب العوامل الآنفة الذكر أكثر من نصف موارده المالية، في حين بقي النصف الاخر مرتبكا ومضطربا ومهددا بالفقدان، مما دفع أصحاب القرار الى التركيز بدرجة أكبر على مواقع أخرى غير سوريا والعراق، مثل ليبيا، لتعويض ما فقده التنظيم على الصعيد المالي من جانب، ومن جانب آخر لاستقطاب عناصر من جنسيات أخرى تمتلك حماساً واندفاعاً أكبر، ولم تكن قريبة من الواقع السلبي للتنظيم في العراق وسوريا.

وتستبعد تلك المصادر نجاح "داعش" في معالجة وتجاوز مأزقه المالي الصعب، في الوقت الذي يتعرض باستمرار لهزائم وانكسارات عسكرية على جبهات متعددة من الانبار الى تكريت الى حدود الموصل، وصولا الى الشام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك