عمار البغدادي
اذا اراد الاخوة في التحالف الوطني العمل الوطني الذي يقدمون فيه الخدمة الحقيقية للعراقيين وابناء الغالبية الشيعية المحرومة عليهم الانتقال من التحالف على اساس طائفي الى العمل بقوانين الجبهة الوطنية.
لم يعد الاخوة باحزابهم الاسلامية وكتلهم البرلمانية التي صار لها وجود ثابت في الحياة البرلمانية العراقية قادرين على اعانة انفسهم وغيرهم بالارتفاع الى السوية السياسية التي يتمناها شيعة العراق من هذا التحالف فقد فشلوا في تمثيل الحالة الشيعية وصار الحديث عن فساد الساسة والشخصيات المنضوية في التحالف اكبر من الحديث عن دور ومكانة لهذا التحالف في الحياة البرلمانية او الحكومة بل تحولت الحكومة الى وبال على العراقيين ووبال على نفسها وهاهي قبل اسبوعين من الان محاصرة من قبل الشيعة انفسهم وجزء من تيار سياسي ومجتمعي عريض داخل اسوار المنطقة الخضراء فيما لازال رئيس الوزراء يبحث عن مخرج لتسويق كابينته الوزارية الصعبة!.
ولو اجرينا احصائية محلية بين ابناء الطائفة الشيعية عن مكانة التحالف ودوره كاطار انتخابي او وطني لصوت الغالبية منهم بتسميته اطارا للمنافع الحزبية والسياسية وساحة تتناصف فيها قوى المكون الاكبر باكبر المكاسب السياسية والوظائف المهمة في الدولة العراقية اما الغالبية من الشيعة فهم خارج قوس الكتل ومنافعها وفلسفتها في الاستحواذ والسيطرة على السلطة.
التحالف الوطني انتهى وتم تشييعه في اخر تظاهرة للتيار الصدري في ساحة التحرير وكأن الامواج البشرية التي زحفت على الخضراء ارادت ان تؤكد هذا الموت السريري للتحالف فضلا عن الاخفاقات والمصائب الكبيرة التي نزلت على رؤوس الشيعة والعراقيين بسبب الادارة السيئة للسلطة خلال السنوات السابقة وكان التحالف الوطني جزءا من استمرار المشكلة مثلما كان لاصدقاء التحالف والمتحالفين معه دور في استمرار ازمة الحكم.
اذا كان التحالفيون ان صح التعبير وطنيين ومخلصين لامتهم وشعبهم ومذهبهم الذي صار في اخر قائمة الاولويات لهم وهم التيار الاسلامي العريض والكبير والمعروف باحزابه وكتله وشخصياته التي تعرف العراقيون عليها منذ 2003 الى اليوم عليهم ان ينتقلوا الى اطار الجبهة الوطنية من البقاء في اطار مفكك ومنهار ومأكول من قبل كتله ومهترىء كثوب خلق لان الجبهة يمكن ان تتشكل وتتأسس بقيم مجتمعية ليبرالية تنظر لمصالح الناس على اساس منطقي وواقعي وليس على اساس طائفي ومذهبي وليت التحالف الوطني كان طائفيا مع الشيعة اذ لم يقدم لهم شيئا وكانت حصة الاسد للقوى والاقارب والمتحزبين ومن يدور في فلك الاحزاب التقليدية في التحالف الوطني.
اعلنوا نهاية العمل بالتحالف الوطني عبر الاعلان عن تشكيل جبهة وطنية بين قوى التحالف الشيعي..لكنكم لن تفعلوا ولن تفعلوا مادامت المصالح الانتخابية تحكمكم والاخرون يحكمونكم باسم المصالح الشيعية ومصلحة الطائفة وهي نغمة يراد منها ابقاء الشيعة حطبا للحروب والقتل وللامهات الشيعيات شق الجيوب ونشر الشعور اما القادة ففي الحصون المشيدة والمربعات الامنية والحمايات المرفوعة على اسنة القبعات الحمر ولا شيء له علاقة بالهم الشيعي!.
في التحالف الوطني لا اولوية الا اولوية توزيع المغانم على اساس انتخابي اما الشيعة فهم حطب جهنم الانتخابات وكأن الشيعة خلقوا في العراق ليكونوا حطب حروب الطاغية المقبور في السابق وحطبا لحروب القادة الجدد!.
افيقوا ايها الشيعة وشكلوا جبهتكم الوطنية خارج قوانين التحالف الميت هذا!.
https://telegram.me/buratha