التقارير

واشنطن وموسكو تمسكان زمام الامور في سوريا بعد خمس سنوات على الحرب

2308 07:35:56 2016-03-15

بيروت (أ ف ب) - بعد خمس سنوات على نزاع دام، أمسكت واشنطن وموسكو بزمام الامور في سوريا وهما تفرضان رؤيتهما على الاطراف المتنازعة متجاوزتين القوى الاقليمية، بحسب ما يقول محللون وسياسيون.
ويقول هيثم مناع، الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديموقراطية، وهو تشكيل معارض لا يشارك في مفاوضات جنيف التي تبدا اليوم، "تتباحث القوتان الكبريان عبر الهاتف وفي اي مكان في العالم، ومن ثم تبلغان قرارهما لحلفائهما السوريين ول(موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان) دي ميستورا".
ويضيف انهما "تحددان خطوطا حمراء للقوى الاقليمية لا يجدر بها تخطيها. فيحذر الاميركيون الاتراك من اي عملية داخل سوريا، ويطلبون من السعوديين التوقف عن ارسال السلاح. وتقوم روسيا بالامر نفسه مع ايران".
ويُعد اتفاق وقف الاعمال القتالية الذي بدا العمل به في 27 شباط/فبراير النموذج الافضل على التعاون الروسي الاميركي. وخلافا للتوقعات، لا تزال هذه الهدنة التي فرضتها موسكو وواشنطن صامدة بشكل عام.
ويقول الخبير في شؤون الشرق الاوسط في معهد كارنيغي للابحاث جوزف باحوط لوكالة فرانس برس "تمسك الولايات المتحدة وروسيا بزمام القيادة وتحتكر الموضوع السوري".
وعلى الرغم من دعمهما لطرفين مختلفين من اطراف النزاع، فان القوتين الكبريين لم تتدخلا بهذه القوة علنا في السنوات الاولى من النزاع الذي بدأ في آذار/مارس 2011 بتظاهرات طالبت باصلاحات ثم باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، لكنها ووجهت بحملة قمع عنيفة. ومنذ ذلك الحين، غرقت البلاد في حرب متعددة الاطراف اسفرت عن مقتل اكثر من 270 الف شخص وتشريد نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وبرز الدور الاقليمي في مرحلة اولى مع محاولات جامعة الدول العربية ايجاد حلول للازمة، ثم مع دعم سياسي ومالي وعسكري من دول اقليمية ابرزها السعودية وقطر وتركيا لفصائل المعارضة المسلحة، وتدخل حزب الله اللبناني المدعوم من ايران، الحليف الاقليمي الاقوى للنظام، في القتال الى جانب القوات الحكومية.
- مصالح استراتيجية -
ويقول استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الاميركية في بيروت باسل صلوخ "ما بدأ على انه حراك غير عنفي تحول الى نزاع متداخل بين اطراف محلية واقليمية ودولية على سوريا".
ويضيف "سمحت الخلافات الجيوسياسية والطائفية للقوى الكبرى بتقديم نفسها على انها الحكم الفصل في هذه النزاعات السورية المتشابكة". وبالتالي، بحسب قوله، "ستحدد المصالح الاستراتيجية لروسيا والولايات المتحدة وليس تطلعات الشعب شكل التسوية في سوريا".
في البداية، امتنعت الولايات المتحدة عن التدخل مباشرة في النزاع السوري. في العام 2013، تراجع الرئيس الاميركي باراك اوباما عن تنفيذ تهديد بقصف مواقع الجيش السوري اثر هجوم باسلحة كيميائية اتهمت قوات النظام بالوقوف خلفه وقتل فيه المئات في ريف دمشق.
وقال اوباما اخيرا لمجلة "اتلانتيك" الالكترونية ان "التصور باننا كنا نستطيع ان نغير المعادلة على الارض لم يكن يوما صحيحا".
الا ان صعود الجهاديين وخصوصا تنظيم الدولة الاسلامية وانتشارهم في مناطق واسعة في سوريا والعراق، دفع الولايات المتحدة الى قيادة تحالف دولي بدأ بتنفيذ غارات جوية ضدهم في صيف العام 2014.
اما روسيا التي واظبت طوال اربع سنوات ونصف على حماية الرئيس السوري بشار الاسد دبلوماسيا، فوجدت نفسها مضطرة للتدخل عسكريا اثر الخسائر الفادحة التي مني بها النظام فلم يعد يسيطر سوى على 30 في المئة من البلاد.
وفي 30 ايلول/سبتمبر 2015، بدأت موسكو حملة جوية دعما للجيش السوري ساعدته فعليا على التقدم في محافظات عدة.
ويقول مصدر دبلوماسي في دمشق لوكالة فرانس برس "ظنت موسكو لوقت طويل ان النظام قادر على تدبير اموره بنفسه، ولكن طهران هي من دقت جرس الانذار"، مشيرا الى ان "مسؤولين ايرانيين ذهبوا الى موسكو لابلاغ الروس انهم في حال لم يتدخلوا بسرعة، فان النظام سينهار".
- "نظام عالمي جديد" -
ويقول رئيس تحرير مجلة "روسية والسياسة العالمية" فيودور لوكيانوف، "بعد حوالى 30 عاما على نهاية الحرب الباردة، يتبين ان واشنطن وموسكو هما الدولتان الوحيدتان القادرتان على اتخاذ القرارات وتنفيذها، كما في الايام الغابرة".
ويضيف "الدول الاخرى لا تريد او لا تستطيع القيام ذلك، هذه هي حصيلة النظام العالمي الجديد".
ويتابع "هذا لا يعني انهما ستتمكنان من حل كل المشاكل، فعلى الارض يعود الامر الى القوى الاقليمية، وموسكو وواشنطن لا تسيطران عليها بالكامل".
وبرغم ذلك، يقول لوكيانوف، "تبقى واشنطن وموسكو الدولتين الوحيدتين القادرتين على دفع الاطراف المتنازعة نحو السلام".
ولا تتردد الدولتان في اثبات قدرتهما هذه. فحين اعلن بشار الاسد في مقابلة مع وكالة فرانس برس انه يريد استعادة الاراضي السورية كافة، سارعت موسكو الى التخفيف من حدة التصريح. وقال المبعوث الروسي الى الامم المتحدة فيتالي تشوركين "روسيا انخرطت بجدية كبرى في هذه الازمة، سياسيا ودبلوماسيا والان عسكريا، وبالتالي نريد بالطبع ان يأخذ بشار الاسد هذا بالاعتبار".
ويقول مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما جوشوا لانديس برغم ان "الخلافات الايديولوجية والميدانية بين الاطراف السورية لا تزال عميقة جدا" وستمنع التوافق بينها، الا ان "كافة الاطراف تعتمد بشكل كامل على داعميها وهي مضطرة للاذعان لمطالب هؤلاء الذين يسلحونها".
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك