التقارير

العراق..تركيا..الأمارات؛ وصناعة المجد..!

1884 09:17:46 2016-03-01

قاسم العجرش

ربما يغيب عن بال المتابعين والدارسين، حقائق كثيرة عن العراق، وبنيته المجتمعية والسياسية، حيث يتداخل الخاص الشخصي، بالعام الشعبي، وحيث يتماهى النخبوي مع الشارعي، وحيث تغيب الحدود بين ما هو أهم وما هو مهم.

بعض هذه الحقائق سهلة التفسير، وبعضها الآخر عصي على التفكير، من سهلها أن للعراق ثوابت منيعة، هي التي تفسر سر تمنعه، على كل الموجات التي أرادت، أن تضعه في دائرة نفوذها، وحيث عجزت كل الدول القوية والطامعة، التي أرادت أن تضم العراق إلى مناطق نفوذها، لأنها لم تدرك؛ أن أهم سمة للشعب العراقي، هو أنه حر وعصي على التطويع.

في هذا السياق، ونحن نتابع بإشمئزاز؛ تصريحات وزيري خارجية الأمارات وتركيا، التي تشكل ليس تدخلا سافرا بالشأن العراقي فحسب، بل تعد تطاولا على عملاق، وجد قبل أن توجد هاتين الدولتين!

إذا كان ثمة ما يسوغ للوزير التركي، تصريحاته عن قدرة القوات العراقية على تحرير الموصل، على أساس أن لبده مصالح في العراق، بحكم التماس الجغرافي، وبحكم أن لبلاده قوات على الأرض العراقية، يحاول تبرير وجودها، فإن تصريحات الوزير الأماراتي، لا يمكن لها ان تجد مكانا من الأعراب، إن لحجم تأثير دولته المشيخية، في الشأن السياسي العالمي، ناهيك عن تاثيرها بالشانين المحلي والأقليمي.

إن تصريحات الوزير التركي، تحاول بلا فائدة؛ طمس حقيقة أن تركيا، متورطة بالشأن العراقي، بشكل سافر وقبيح، ومهما حاول الأتراك حجب الحقائق الدامغة، التي تؤكد دعمهم المكشوف لعصابات داعش، كما أن محاولاتهم البائسة، بإدعاء وقوفهم الى صف الجبهة المحاربة للإرهاب، تصطم بحقيقة إحتضانهم لعصابات داعش والنصرة، وكافة العصلابات التي أوغلت بالدمين ابلعراقي والسوري.

بيد أن تصريحات الوزير الأماراتي، أخذت منحى أكثر إثارة للإستهجان والإستنكار، فهي لا تشم منها إلا رائحة التأجيج الطائفي المقيت، الذي يحاول عربان الخليج والجزيرة العربية، إنتاجه وإعادة إنتاجه بلا طائل، لأنه أصبح من الماضي الذي سحقته أقدام العراقيين، سنة وشيعة وباقي المذاهب والأديان، عربا وكردا وتركمان وسائر القوميات، وهم اليوم يقفون أطودا شامخة، على سواتر العز والكرامة، يطاردون الدواعش في كل شق وجحر، وخلف أي حائط وستر..

إن العراقيين وهم أوائل صناع الحضارة، يحتفظون بسجلات للتاريخ، مرة كتوبها على الطين، ومرات نقشوها على جدران الكهوف، ومرات كتبوها على ألواح أكتاف الجمال، وأخرى كتبوها على الورق، وكلها سجلات نخرج منها بنتيجة واحدة لا غير، وهي أن العراقيين يحسنون صناعة المجد، الأمر الذي لا يجيده الأتراك والإماراتيين طبعا!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك