التقارير

النخبة التركية الحاكمة تفقد صوابها

1703 12:26:07 2016-02-19

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

عمًق التفجيران الأخيران في تركيا حالة الهوس لدى النخبة السياسية الحاكمة في أنقرة، وعكسا حالة التوتر وفقدان الأعصاب لدى الرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس حكومته أحمد داود أوغلو.

حالة فقدان الأعصاب سيطرت تماما على الساسة الأتراك منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في 30 سبتمبر 2015 لمكافحة الإرهاب في سوريا. وتفاقمت هذه الحالة بعد الخطأ الكبير الذي ارتكبته أنقرة بإسقاط القاذفة الروسية وتدهور العلاقات مع موسكو والذي أسفر إلى الآن عن تعطيل مصالح مئات الآلاف من المواطنين الأتراك.

ومع سير العمليات الروسية، تعطل الكثير من مصالح تنظيم "داعش"، ومن ضمن ذلك ضرب مصادر تمويله النفطية التي كانت تمر عبر الأراضي التركية.

إن أردوغان يواجه حالة من الرفض الشعبي الآن. إضافة إلى أن المعارضة التركية الوطنية بدأت تحاصره بالكثير من الاتهامات التي تتعلق بالأمن القومي والمصالح التركية. بينما المؤسسة العسكرية، التي وجه لها أردوغان الكثير من الإهانات، تراقب الوضع في هدوء. ولا أحد يعرف بالضبط كيف سيكون رد فعلها في حال تجاوز رئيس البلاد، الذي يترأس حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي المحافظ الحاكم، الخطوط الحمراء.

مع إحساس أردوغان بالعزلة الداخلية، بدأ باستعراض شعبيته عبر أساليب قديمة للغاية بإخراج مظاهرات لأعضاء حزبه لتعلن تأييده. ولكن هذه الألعاب الإعلامية الكلاسيكية لا تعبر إطلاقا، لا عن الواقع ولا عن الحقيقة. بدليل أن الرئيس بدأ في الفترة الأخيرة باعتقال الكثير من الإعلاميين وأساتذة الجامعات والعسكريين والمعارضين عموما. أي أن أردوغان يقف الآن مع قادة حزبه وساسته ضد النخب التركية التي تنتظر أن يغامر بعملية عسكرية برية في سوريا أو إقامة منطقة ما عازلة لتبدأ في اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعفائه من صلاحياته. هكذا تدور الأحاديث في بعض أروقة الدبلوماسية التركية، وتتردد بشكل أكبر في اجتماعات الأحزاب المعارضة وبقية النخب التركية التي تشعر بالخطر على بلادها من سياسات أردوغان.

التفجيران الأخيران في كل من أنقرة وديار بكر منحا أردوغان ونظامه السياسي الإسلامي المحافظ جملة من الحجج لإحكام قبضته ليس فقط على الإعلام، بل وأيضا على المعارضة السياسية والنخب، وعلى الأقليات، وبالذات الأكراد. ففي أول رد فعل له على تفجير أنقرة، أكد أردوغان أن "تركيا مصممة على استخدام حقها في الدفاع عن النفس... وعلى الرد بالمثل على الهجمات داخل وخارج حدودنا سيزداد قوة مع هذه الأعمال... يجب أن يكون معلوما بأن تركيا لن تتردد في استخدام حقها في الدفاع عن النفس في أي وقت وأي مكان وأي مناسبة".

وبطبيعة الحال، فالشبهات تدور حول أكبر قدر من الجهات التي تزعج أردوغان. إذ أشار مسؤول أمني تركي بأصابع الاتهام إلى حزب العمال الكردستاني. وأشار مصدر أمني آخر إلى "داعش". بينما أشار رئيس الوزراء داود أوغلو إلى أن منفذ تفجير أنقرة سوري يدعى صالح نجار من مواليد عام 1992 بمدينة عامودا في ريف الحسكة. ثم عاد داود أوغلو نفسه ليقول عن تفجير ديار بكر: "يمكننا أن نؤكد أن أعضاء تنظيم وحدات حماية الشعب المرتبط بتنظيم حزب العمال الكردستاني الانفصالي الإرهابي يتحملون مسؤولة الهجوم".

هكذا بدأت تصريحات أردوغان وداود أوغلو تحاصر الجميع وكأنهما قررا محاربة طواحين الهواء. الأمر الذي يثير الكثير من الامتعاض والتساؤلات بين النخب المحلية التركية من جهة، وفي بعض دول الشرق الأوسط وأوروبا من جهة أخرى، وخاصة في ما يتعلق بسيناريوهاته الخيالية المرهونة بشروط أكثر منها خيالية، والتي تعمل على توريط أكبر قدر من الدول في خطط وأوهام أردوغان وطموحاته التي باتت تسبب إزعاجا للجميع حتى حلفائه.

أشرف الصباغ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك