عباس البغدادي : بعد حادثة تجرؤ ضابط المخابرات السعودية (بمنصب سفير في العراق) ثامر السبهان على شرفاء العراق وأبطال الحشد الشعبي، ومحاولة تفجير برميل البارود العراقي بتصريحاته التحريضية لـ"السومرية" أمس الأول، وتدخله السافر والمشين في أخطر الشؤون الداخلية العراقية كأنه الوالي المعيّن على العراق من قبل العاهر السعودي، وفي ظل الغضبة الحقّة والوطنية لشرفاء العراق إزاء هذا التطاول غير المسبوق والمشين بحق كل عراقي غيور، ومطالبة هؤلاء الحكومة العراقية متمثلة بخارجيتها السقيمة والجبانة والموبوءة بالعملاء والخانعين، بأن يمارسوا دورهم الوطني وواجبهم الدستوري في الذود عن كرامة العراقيين وهيبة الدولة.
وبما ان هذه الخارجية قد تأخرت 24 ساعة عن تطاولات الشقاوة السعودي السبهان الى أن لمست تصاعد الغضبة الجماهيرية العراقية ومطالباتها بموقف حازم، فأقدمت على الاكتفاء باستدعاء السبهان اليها وإبلاغه احتجاجها الخجول على ما اقترفه من جريمة التحريض وتأجيج الأوضاع الحرجة في العراق لضرب السلم الأهلي في مقتل، والإجهاز على المتبقي من صور الوئام الوطني المنكوبة بفعل الارهاب الوهابي المستورد من السعودية! وأمام حقيقة التسليم بعجز الخارجية العراقية (ومن ورائها الحكومة) عن اتخاذ أية خطوات حازمة وجدّية تفصح عن عمق الغليان الجماهيري الذي خلفته تطاولات السبهان، عمدت الخارجية اليوم الى محاولات ملتوية لـ"التنفيس" عن هذه الغضبة والنأي بنفسها عن أية تبعات تخشاها أو ردود أفعال ترتعد منها ربما تصدر من الحكومة السعودية وجوقة المشيخات مع ديكورات الدول التي تأتمر بأوامرها، فعمدت الى تسريب خبر ان المجرم السبهان قد أبلغ الخارجية العراقية اليوم الاثنين/ 25 كانون الثاني "تعهده بأن لا يكرر تصريحاته الأخيرة ضد الحشد الشعبي"!! وقد تم نشر الخبر في مواقع معروف عنها عدم توخيها الدقة الإعلامية، أو لها مصالح في تبييض صفحة الإجرام السعودي!
وعليه ينبغي التأكيد بأن الخبر عارٍ عن الصحة لسبب جوهري؛ فوزارة الخارجية صرحّت كثيراً في السابق عبر مسؤوليها ومتحدثها لوسائل الاعلام، بأنها "غير مسؤولة عن أية بيانات أو تصريحات تُنسب لها ولا يتم نشرها في الموقع الرسمي للوزارة"!! أما بخصوص الخبر الأخير فانه غير منشور اليوم الاثنين على موقع الوزارة، رغم خطورة المضمون، وما يتبعه من مواقف (باتجاه التهدئة أو التصعيد)
مما يعني انه خبر مفتعل ومسرّب، يُراد منه امتصاص النقمة، وتبييض سجل الخنوع والمواقف الجبانة للخارجية العراقية مثلما عودتنا! كما أن من اطلّع على وقاحة السبهان في الحوار المذكور لا يخرج بانطباع بأنه ممّن يتراجعون بهذه الصيغة و"التعهد" لمجرد "احتجاج خجول ومجامل جداً" من خارجيتنا غير الموقرة! وللمعترض على هذا الرأي نقول: لماذا لم تبادر الخارجية وعلى الفور بتكذيب هذه المزاعم، وهو أبسط إجراء تتطلبه حساسية الموقف وروح المسؤولية؟!
لتوخي الدقة والوقوف على الحقائق، هذا رابط موقع الخارجية العراقية:
http://www.mofa.gov.iq/
https://telegram.me/buratha