التقارير

العراق وايران ودرس الحياة المشترك

1562 16:45:57 2016-01-25

علي هادي الركابي

الحديث عن تاريخ الاممم ,واجتيازها لنكباتها ، يحتاج دائما الى الفصل بين ماهو حقيقي ،وما هو عاطفي وغير واقعي . هذه الحقيقة تواجه دائما من يريد ان يكتب عن تاريخ ما ،حدث في بلد من البلدان ،يعتمد في تقييمه على ماحدث فعلا , وما عولج؟ ومن قبل من ؟وكيف؟ .لان تاريخ الشعوب وقادتها ،يجب ان يوخذ خارطة طريق ،لمن لايعرف شيئا عن المستقبل .

بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979,وحدوث الحرب العراقية الايرانية ,تعرضت ايران الى هجوم عالمي من كل الاتجاهات ،وبكافة الوسائل ,ففرض عليها الحصار الاقتصادي الجائربكل وسائله القذرة ،كذلك توغلت القوات العراقية في داخل العمق الايراني بحوالي 100كم بطول 500 كم من المحمرة الى مهران وقصر شيرين ، واحتلت بمساعدة اموال العرب عشرات من المدن الايرانية مثل المحمرة ،الشوش ،ديزفول ،الخفاجية ،سربيل زهاب ،قصر شيرين وكثير من المدن الاخر في الشمال المتاخم بين العراق وايران .

في الداخل الايراني ،عانى الايرانيون ،من الاغتيالات لابرز قادة الثورة مثل بهشتي ومطهري ودستغيب وغيرهم ،وتفجيرات شملت ايران كلها ،حتى وصلت لرئيس الجمهوري ورئيس الوزراء محمد علي رجائي وجواد باهونروالكثيير من الوزراء في يوم مروع البس ايران سوادا لايام عدة .

سوء الاختيارالشعبي الايراني في الانتخابات ،واختيارهم الحسن بني صدر رئيسا ،زيد من الطين بلة ،ووضع الجمهورية الفتية ،وقائدها ،في موقف لايحسد عليه ،ووضع الثورة ورجالها في مستقبل مجهول ،وربما الضياع .

وضع الغرب ،العرب ،وصدام ،الامام الخميني في موقف صعب جدا ،فبين تحديات الداخل والخارج ،كان الاختبار الاصعب للثورة ولرعليها الاول في السير في طرقيين لاثالث لهما ،اما الرضوخ ،او النجاح .بدا الامام الخميني بالاصلاحات الحقيقية ووجد ان ثورته مخترقة ،وان الازمات بسب الفساد وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ،فقام بتغيرات كثيرة ،شملت القضاء والجيش والتعليم والامن والاقتصاد والتجارة ووقانون الانتخاب والدستور ,واحال ما يقارب 6000 من كبار موظفي الدولة الفاسدين للقضاء ,ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ،واستدعى ابناء الثورة و ابناء شهداءها ،في تشكيل الحرس الثوري والمخابرات والامن .

 بعد شهرين ظهرت النتائج واضحة ،تقدم كبير للقوات اليرانية في الجبهة ،وتحرير كل المدن المغتصبة ،انعاش الاقتصاد الداخلي ، وتحريك عجلة العمالة والصناعة ،والوصول الى مستوى الكتفاء الذاتي في الزراعة ،كذلك اختيار رئيس جديد للجمهورية متمثلا بالسيد الخامنائي ،واجتياز عقبة عدم الاختيار الصائب , تغيرت ايران كليا ،اصبحت تهاجم ,تصنع ،تزرع ،تنقل قضيتها الى الخارج ،اصبح لها صوت دولي ،كل ذلك حدث خلال اربع سنوات من 1979 الى 1984.

تغيرت ايران كثيرا ،وتعلمها الدرس لم يستمر طويلا خمس سنوات فقط ،انجزت المهمة بنجاح ووصلت بنجاح الى ماهي عليه الان ،بفضل الامام الخميني وطاعة الامة الايرانية له .

اما العراق ،فلازال يرواح في مكانه،والبعثيين والانتهازيين في مقدمة الركب في كل دوائر الدولة ،رغم مرور اكثر من ثلاث عشر سنة على التغيير .

لا لشي،فالقائد المرجع موجودا وهو نائب الامام المعصوم السيد السيستاني دام ظله ،الذي حدث ،ان الشعب لم يعرف ما يريد يوما ،وما يختار في السلطة من الشرفاء ،ولم ياخذ بنصائح ،وتوجيهات مرجعيته وترك خلف ظهره ،شرفاء القوم ،فختار مجموعة من السياسين السراق، ، لايفقهون شيئا في حب الوطن والمواطنة ،فسرقوا الجمل بما حمل ، وباعوا العراق ، وضاع التغيير ...فشتنان مابين ماحدث في ايران ،وحدث في العراق ...انها انتكاسة ...قيادة ...وخذلان شعب ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك