التقارير

الإرهاب بين الضبابية والغموض

1738 07:23:18 2016-01-08

علي فضل الله الزبيدي

لقد ضرب الإرهاب أنحاء المعمورة، فهو أعمى لا يمييز بين أبيض أو أسود، ولا بين صغير أو كبير، فالكل لديه سواسية، إلا الذي يقوده، قد يكون مستثنى من بطشه! إن هذا الأمر، أصبح الشغل الشاغل لكل المجتمعات الإنسانية، فهو فايروس قاتل، ما حل في مكان إلا عاث فيه فسادا، ورغم هذا الخطر الكبير، الذي يسببه وجود هذه الآفة، إلا إن هنالك غش وتدليس، من قبل المنظمات الأممية، في التعامل مع هذا الملف الخطير، فإزدواجية القرارات الأممية جلية وواضحة، مع موضوعة الإرهاب ومن يرعاه، لذلك نراه قد تمدد، وعلى مساحات كبيرة، وخصوصا"في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

الغريب في هذا الأمر، هو تعدد تعريفات الإرهاب، لذا أستغل هذا الأمر، من قبل الراعين للإرهاب، حيث إن تلك التعاريف الفضفاضة للإرهاب، جعلت من الحركات الإجرامية المسلحة، حركات شرعية للمقاومة، لإسقاط أنظمة سياسية، لإن تلك الأنظمة السياسية، لاتتفق وسياسة الغرب، ورغم ذلك نستطيع أن نحدد مرتكزات الإرهاب، حيث إن العصابات الإجرامية، تبنى على فكر متطرف، يؤسس لذلك من خلال الأدلجة الدينة، كأصحاب الحركات السلفية الوهابية، ثم يأتي المال فهو الوسيلة التي عن طريقها، يتم تجنيد الموارد البشرية، وتهئية الأمور اللوجستية، لتنفيذ المخططات الإرهابية.

علينا أن نعرف شئ نحن دول العالم الثالث، إن حرب الإرهاب، هي إستعمار جديد، حيث إن الغرض منه، جعل المجموعات الإرهابية، أداة لإستنزاف قوى الشعوب المراد السيطرة عليها، ومن ثم إتخاذ وجود تلك المجاميع الإجرامية، ذريعة لدخول أراضي الدول، التي يتواجد عليها داعش، وبالتالي هي حرب بالوكالة تقع منفعتها للغرب، حيث إن داعش، هو الوكيل للسياسة الغربية، التي أنتجته ليكون عصا" تلوح بها، لكل الذين يبتعدون عن نهج الغرب وسياساته، وأحداث العراق وسوريا، خير دليل على ذلك، فلقد إستطاعت أمريكا وبالتعاون مع العديد من دول المنطقة، أن تزرع غدة سرطانية إسمها داعش.

إن خيار الحرب العسكرية مع داعش، هو غاية الغرب وطموحهم، لما لذلك الخيار، من أبعاد تدميرية لشعوب المنطقة، لذا أصبح من المفروض، البحث عن حلول وقائية، ترتكز تلك الحلول على الجهد الدبلوماسي، الذي من خلاله نستطيع أن نحجم، دور تلك المجاميع التكفيرية، وأنا أعتقد إن منظومة الإرهاب، قائمة على عدة مرتكزات أساسية هي:

1ـفعالية الفكر المتطرف والعقيدة التكفيرية، وغالبا" ما يكون مصدره السعودية وجمع من مفتيها.

2ـ المال الإرهابي والذي تقف وراءه دول ومؤسسات تعمل على توفير رؤوس الأموال، لإدامة زخم العمليات الإرهابية.

3ـ القنوات والبرامج الطائفية، التي تعمل على تأجيج النعرة الطائفية، وسياستها واضحة قائمة على تكفير الطرف الثاني.

4ـ الموارد البشرية التي يتم تجنيدها من الدول الفقيرة للعلم والمال.

5ـ الممرات الأمنة التي توفرها دول عديدة، لإنتقال العصابات التكفرية، إلى مناطق النزاع الطائفي.

نحتاج كدولة وقع شعبها ضحية للمطية داعش، إلى جهد دبلوماسي دقيق، يتوازى مع الجهد الأمني والعسكري لقواتنا الأمنية، فإذا ما نجحنا، في إثبات الدول والمؤسسات، التي تقف وراء تهيئة الأمور الخمسة، التي أشرت إليها في سالف مقالي، فنحن سوف نستطيع، أن ننهي وجود داعش على أراضينا، ومطالبة تلك الدول بتعويض العراق، عن جميع الأضرار التي لحقت بالشعب العراقي، وكما فعل مع العراق، عند دخوله الكويت عام 1990، ولا يكون ذلك، إلا من خلال التعاون مع دول كبرى، تحارب الإرهاب فعلا"، وتلك الدول تعلم إن الإرهاب، يراد في يوم ما توجيه بوصلته لأراضيهم، كالصين وروسيا وبعض الدول الأوربية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك