وفيق السامرائي
خبير ومحلل عسكري ستراتيجي عراقي مغتربأثار وصول عشرات من عناصر القوات الخاصة الأميركية إلى العراق وتعاونها مع عناصر من بيشمرگة مسعود جدلا واسعا عن خشية استهداف قادة الحشد.
الحقيقة التي لا لبس فيها، هي أن جناح مسعود يرون في قيادات الحشد تهديدا وجوديا لهم،يشاطرهم الرأي فريق تحالف دول الخليج (الثلاثي). ومع أن الأميركيين لم يعملوا على تأسيس علاقة معقولة مع قيادات الحشد، وهو خطأ استراتيجي، فأنهم يدركون حجم الفراغ الخطير الذي يتركه الاضرار بقادة الحشد في معادلة الصراع مع داعش.
دعونا نكون واقعيين، فإن قوات الجيش لم تنهض من نكسة حزيران 2014 كما ينبغي، ومعظم العمليات القتالية الناجحة تنفذها قوات مكافحة الإرهاب، للجناح الموازي للحشد. كما أن فيالق الشرطة الاتحادية تقوم بدور واسع ووحدات الجيش. أما دور العشائر السنية فلا يتوقع له تطور مؤثر.
وبدقة أشد وضوحا، فإن قوة الضربة الرئيسية تتكون من الحشد والمكافحة. ومحاولة الإخلال بهذه الحقيقة يعني تفجير الموقف في العراق إلى حالة أسوأ من نكسة حزيران.
ووفق المعطيات المذكورة، أستبعد أن يستهدف الأميركيون قادة الحشد قتاليا ضمن نظرية المؤامرة. لذا فإن ترويجات الخليج الإعلامية والمسعودية تبقى أحلاما.
ومع ذلك، وفي سياق المناقشة لا أكثر، فإن قادة الحشد لم يعد واردا تجمعهم في الميدان كما كان سابقا، ومن المؤكد تم تشديد حماياتهم بما يؤمن تفوقا على أي قوة صولة جوية لعملية خاصة.
الخيار البديل، كما يرى بعض الحالمين هو أن تستهدف قيادة الحشد بضربة جوية، وهو أسهل تنفيذا من الصولة الخاصة الجوية.
ويبقى حلم فريق الحرب الثلاثي الخليجي الإردوغاني البارزاني بعيدا عن الفكر والمصالح الأميركية.
مصلحتنا وفق مصالح الإنسانية تكمن في دحر داعش، والحشد هم من أكثر المتصدين، وقد فقدوا في بيجي وحدها أكثر مما فقدت بيشمرگة مسعود(عدا قوات الاتحاد) في كل معاركها، نظرا لجدية معارك الحشد والقوات الحكومية.
في مرحلة تحرير الموصل وبعدها ستبرز مشكلات (ضخمة) مع تركيا وذيولها، ومع أوهام بارزاني. والقوات الحكومية لم تصل إلى مرحلة البناء المطلوبة لتأمين متطلبات حماية العراق، ولن تصلها على المدى المتوسط.
من مصلحة أميركا والأمن الدولي الانفتاح على قيادات الحشد حتى لو واجهت صعوبات في هذا. ومن مصلحة الأمن الدولي طي صفحة التصارع مع إيران، لمجابهة تهديد الإرهاب.
وأستبعد حتى أن يستهدف الأميركيون الجنرال قاسم سليماني عند تواجده في مناطق العمليات في العراق. فهل يدرك مروجو الأوهام المعادلات؟
https://telegram.me/buratha