التقارير

معضلة البرامج السياسية في الإعلام العراقي

1706 20:32:14 2015-12-19

عزيز الإبراهيمي

يصاب الإنسان بالقرف, حينما يتابع أغلب البرامج السياسية المختصة في الشأن العراقي, وهذه الحقيقة يدركها أكثر العراقيين, لإدمانهم مشاهدة هكذا برامج, و لا يوجد شك في إن رقي الإعلام بصورة عامة, وقيمة المعلومات والتحليلات التي يسوقها, تساهم بدرجة كبيرة في تنوير الرأي العام والعكس بالعكس.
لاشك ان تبعية اغلب المحطات التلفزيونية, وعدم استقلاليتها يؤثر كثيرا على نوعية المادة التي تطرحها, فكل يريد تصدير افكاره ومشاريعه للرأي العام, وهذا حق لايمكن سلبه, ولا التعويل على انقضائه في الافق المنظور, ولكن ثمة أمر اخر يمكن ان يساهم مساهمة فعالة في توهين قمية اغلب البرامج السياسية, وهو نوعية الاشخاص الذين يتم اللقاء بهم, والذين يتاح لهم الوقت الكافي في طرح ما يروه من مواقف وتحليلات, ولو اردنا تصنيف هؤلاء لنجدهم في الاعم الاغلب لايخرجون عن صنفين الاول هم البرلمانيون, والثاني هم الأكاديميون ولك واحد من هؤلاء مشاكل تتعلق بقمية الطرح الذي يسوقه.
البرلمانيون اليوم تمددوا كثيرا على ساحات البرامج السياسية, إذ لا يخلوا أي برنامج سياسي من استضافة احدهم, سواء كان الموضوع يهتم باقتصاد البلد, او أمنه, او سياسيته الداخلية, او الخارجية, وتجد احدهم في جميع تلك الحقول يعطي رأيا, وكله ثقة بصوابية ما يقول, والحال ان اغلبهم يجتر الترهات, التي لا تورث وعيا في المتلقي, أضف الى ذلك, فان اكثرهم يغازل الجمهور, ويبتغي من كل كلمة يقولها حظوة انتخابية في المستقبل, وهذا بالضرورة يجعله لا ينطق الا كثيرا من التحريض المغلف بالحماسة التي يستسيغها الشارع, وهذه من أهم المشاكل التي تواجه اغلب البرامج السياسية ولا نعلم سبب إصرار القنوات التلفزيونية على هذا النهج البائس.
الأكاديميون بدورههم لم يقدموا بديلا صالحا لضيوف البرامج السياسية, فمشكلة هؤلاء إنهم متخمين بالعقل النظري والإغراق بالتصنيفات التي ألفواها في جامعاتهم, فضلا عن حرص البعض منهم على تكلف الشواهد والمفاهيم بغية التميز, فضلا عن عدم المتابعة اليومية للأحداث فتجدهم يرجعون في استدلالهم الى كبريات المسائل, لأخذ الموقف وليس من خلال متابعة متفرقات الأحداث والربط بينها. 
حدسي إن ما ينقص تلك البرامج, هو وجود محللين مختصين بالشأن السياسي, ومتابعين للأحداث بشكل يومي, على ان يكونوا بعيدين عن الانحياز إلى إحدى الجهات السياسية, فان أمثال هؤلاء كفيل بإعطاء رؤية صائبة للمشاهد, ووعي بالأحداث, ولعل هذا الأمر مما لا ينجز بقرار حكومي, بل هو متعلق بثقافة ومزاج شعب يجبر الإعلام على مسايرته, ولكي لا يكون كلامنا في الهواء الطلق, أود ان أذكر مثالا جيد يمكن القياس عليه وهو السيد عبد الكريم خلف المتخصص بالشأن الأمني, فالرجل يعطي رؤية أمنية ناجمة عن متابعة تفصيلية للأحدث, التي يصنعها المجاهدون, فكم جميل ان نرى مراكز للبحوث والدراسات تصدر للإعلام باحثين ومحللين قادرين على انتاج وعياً بعيدا عن العاطفة وخطاب الحماسة الفارغ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك