التقارير

الوهابية دين مُستحدث والسعودية انفقت المليارات على نشره

1740 09:41:33 2015-12-14

تداولت وسائل الاعلام مقالا للكاتب الإماراتي سالم حميد رئيس مركز "المزماة"، وهو مركز تابع للأمن الإماراتي، ومن أعضائه كتاب من السعودية، ويعمل على محاربة "التطرف الاسلامي" لاسيما الوهابية. نشْر المقال في هذا الوقت بالذات، يطرح الأسئلة مجدداً، عن مدى اتساع رقعة الخلاف بين الامارات والسعودية حول الوضع في وسوريا والعلاقة مع تركيا، اذ يدور حديث عن خروج الإمارات عن العباءة السعودية فيما يتعلق بالأوضاع في سوريا والعراق ولبنان .
وتزعم الإمارات أنها الحليف الأقوى للسعودية فيما تتناقض مواقفها  في اليمن وليبيا وسوريا وحتى مصر مع السياسة السعودية التي تعتبر إيران والشيعة عدوها الأول فيما تعتبر الإمارات أن الحركات الإسلامية السنية تهدد وجودها، لاسيما  تلك التي تنشط في الخليج وسوريا.
المقال: 
يعتبر الفكر السعودي الوهابي من أقبح الأفكار وأنكرها على وجه الأرض، والدين الإسلامي بريء من هذا الدين السعودي المستحدث المسمى بالوهابي، حيث يرى البعض ان هذه الفئة من البشر ضالَّة ، همُّها الأوَّل والأخير إشاعة الفوضى والقتل والتخريب باسم الدين! واتخذتها السعودية وسيلة لتحقيق مكاسب سياسيَّة.
وكتب سالم حميد في موقع "فكر" ونشرته الديار اللبنانية، منذ العام 1803، نحن في دولة الإمارات نعاني من الإمكانيات السعودية الهائلة في    يعتبر الفكر السعودي الوهابي من أقبح الأفكار وأنكرها على وجه الأرض، والدين الإسلامي بريء من هذا الدين السعودي المستحدث المسمى بالوهابي، حيث يرى البعض ان هذه الفئة من البشر ضالَّة ، همُّها الأوَّل والأخير إشاعة الفوضى والقتل والتخريب باسم الدين! واتخذتها السعودية وسيلة لتحقيق مكاسب سياسيَّة.   تصدير أفكارها الشاذَّة، ولا أودُّ هنا أن أطرح بدايات النفوذ الفكري السعودي في دولة الإمارات منذ بداية القرن التاسع عشر، لأن هذا الحديث مطول جدا، كما أنَّه معروف لدى الجميع أن السعودية تحتل ما يقارب أربعة آلاف كيلو متر مربع من أراضي الإمارات، أي نحو مساحة إمارة دبي (دبي مساحتها 3885 كيلو متر مربَّع)، وتسرق يوميا نحو 650 ألف برميل أو أكثر من النفط من أراضينا المحتلَّة.

سأتناول ما حدث ما بعد العام 1978 حينما دخلت القوات السوفياتية كابول لدعم الانقلاب الشيوعي ضد الفصائل الإسلامية المعروفين بـ "المجاهدون الأفغان"، وتحت الضغط الأمريكي للدول العربية وعلى رأسهم السعودية، تم السماح للشباب العربي، وأولهم السعوديون بالسفر للاشتراك في الحرب ضد السوفييت.

شخصيا، طرحت سؤالاً على الرئيس الأفغاني الأسبق برهان الدين رباني عن مدى حاجة أفغانستان الفعلية لمن يسمون بـ "الأفغان العرب" في مؤتمر صحافي لما زار دولة الإمارات عام 2003، فقال: "كنَّا نفضِّل الحصول على قيمة تذكرة السفر التي أتى بها المقاتل العربي بدلاً من حضوره الشخصي".
وأضاف "نحن لم نكن نعاني على الإطلاق من أيِّ نقص عدديٍّ أو بشريٍّ من المقاتلين الأفغانيِّين، كان ينقصنا الدعم المادِّي والأسلحة".
عملت السعوديَّة في ما بعد بطريقة رسميَّة على تشجيع الشباب السعودي والخليجي لما يسمَّى بـ "الجهاد"، وأصدرت الفتاوي بالكيلو، وربَّما بالأطنان لضرورة محاربة "الكفَّار السوفييت"، أي أنَّ السعوديَّة لم تكن سوى دمية تحرِّكها الولايات المتَّحدة كيفما تشاء، وكانت الحكومة السعوديَّة تحرص على تجييش المشاعر الدينيَّة عبر مختلف الوسائل الإعلاميَّة، وإصدار المنشورات والتسجيلات الدينيَّة.
فكانت السعوديَّة في حالة تعبئة دينيَّة قصوى، غسلت خلالها عقول الشباب والأطفال، ثمَّ انجرَّت الحكومات الخليجيَّة، بكلِّ أسف خلف السعوديَّة، وفتحت هي الأخرى أبوابها لِمن يرغب من شبابها في الذهاب إلى أفغانستان، الأمر الذي لم يكن مُستحسنًا لدى الأفغان أنفسهم، بل إنَّهم كانوا يتساؤلون ويسألون المجاهدين العرب: "إن كانت لديكم رغبة في الجهاد، فلماذا لا تذهبون لتحرير فلسطين بدلاً من السفر آلاف الكيلومترات لتحرير بلاد لا ترتبطون بها سوى التشابه في الدين!" لكن للأسف، الشباب العربي كان مغسول العقل وانخدع بالتجييش الديني الذي طبَّقته السعوديَّة بطريقة في غاية الذكاء بناء على أوامر من أسيادها في الولايات المتَّحدة، حتَّى بلغ عدد المتطوِّعين    لقد استحدث هذا التيَّار المتشدِّد بدائل لأغلب احتياجات الناس، لدرجة حتَّى أفراح الزفاف استحدثوا لها أناشيد خاصَّة تُعرف بـ "أناشيد الأفراح"، وبات الناس يراجعون الدين من الناحية الشرعيَّة لمزاولة أبسط أمور حياتهم اليوميَّة والمعيشيَّة، مع ترويج الكره وعدم التسامح مع الديانات الأخرى أو حتَّى المذاهب الدينيَّة الإسلاميَّة الأخرى كالمتصوِّفة والشيعة .   العرب أو مَن يسمَّون بـ "المجاهدين العرب" أكثر من 40 ألف متطوِّع عربيٍّ في مطلع الثمانينيَّات من القرن الماضي، وكانوا يشكِّلون عبئًا، وليس عونًا على حركة المقاومة الأفغانيَّة.
لم تكن تدرك السعوديَّة أنَّ مَن يريد أن يلعب بالنار عليه أن يعرف جيِّدًا كيف يتعامل معها، وإلاَّ سوف تحرقه! وهذا ما حصل، فقائد "الحمقى العرب" – عفوًا "المجاهدين العرب" – عبد الله عزَّام يكنُّ العداء الدفين لجميع الدول العربيَّة، ووضع خطَّة خبيثة بعيدة المدى، تقوم على إعادة إرسال نصف مَن يسمَّون بـ "المجاهدين" إلى بلدانهم الأصليَّة لرفع راية الجهاد ضدَّ شعوبهم وحكوماتهم الكافرة، وهذا ما حصل، فبعد خروج القوَّات السوفياتيَّة من أفغانستان، اندلعت الحرب الأفغانيَّة الأهليَّة، وعاد أغلبيَّة "الأفغان العرب" إلى بلدانهم لبثِّ سمومهم والجهاد ضدَّ أهلهم وناسهم.
حينها، أدركت السعوديَّة مدى الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه، وتسبَّبت في صناعة فئة ضالَّة من البشر، همُّها الأوَّل والأخير إشاعة الفوضى والقتل والتخريب باسم الدين! لقد اتَّخذت السعوديَّة من الدين وسيلة لتحقيق مكاسب سياسيَّة، لكن تلك الخطَّة الأمريكيَّة لم تكن مدروسة الشكل الجيِّد، و"الأفغان العرب" الذين عادوا لم يكونوا سوى مصيبة حلَّت على جميع الدول العربيَّة بسبب السعوديَّة.
في العام 1990، احتلَّ صدَّام حسين دولة الكويت، فكان الاحتلال العراقي وما تبعه من قدوم لجحافل القوات الأمريكيَّة وقطعانها وحيواناتها، وأخرى إلى السعوديَّة بمثابة الفرصة العظيمة للنعَّاق الأجرب الآخر المدعو أسامة بن لادن الذي سرعان ما شكَّل تنظيمًا سرِّيًّا لمحاربة القوَّات الأجنبيَّة الكافرة في السعوديَّة، ثمَّ طُرد وعاش في السودان، ثمَّ طُرد مرَّة أخرى ليعود إلى حديقة الحيوانات في أفغانستان، وينفِّذ إرهابيَّاته من جهة، ومن جهة أخرى، يعاني العرب والمسلمون حتَّى اليوم من سوء المعاملة والتحقير في البلدان بسبب أسامة بن لادن.
بعد حرب 1991، والمصيبة الكبيرة التي تسبَّب بها في المنطقة صدَّام حسين، خرجت علينا السعوديَّة بمرحلة جديدة عُرفت بـ "الصحوة الدينيَّة 1991 – 2001" انفقت خلالها السعوديَّة نحو 16 مليار دولار لترويج الفكر الديني المتشدِّد والنِّعاق الوهَّابي، أي أنَّ السعوديَّة لم تتعلَّم من الدرس الأفغاني وتبعاته، وأصرَّت على الاستمرار في بثِّ سمومها الغريبة التي لا علاقة لها بالدين الإسلامي لا من قريب ولا من بعيد، حتَّى حلَّت مصيبة "غزوة نيويورك" عام 2001.
شخصيًّا لا اعتقد أنَّ السعوديَّة ستتعلَّم من الدرس    الغناء حرام، والموسيقى حرام، والمسرح والسينما والثقافة حرام، والفنُّ حرام، والأدب حرام، والشعر حرام، والكتاب غير الديني حرام، ونغمات الهاتف النقَّال حرام، والإنترنت حرام على المرأة من دون مُحْرَمٍ، والمُصافحة حرام، والتصفير حرام، والتصفيق حرام، والقهوة حرام، لأنَّها لم تكن معروفة في صدر الإسلام! وكلُّ ما هو فرائحي أو ترفيهي حرام في حرام .  

مرَّة أخرى، وستستمرُّ في الترويج للأفكار المتشدِّدة داخليًّا وخارجيًّا كما قال تعالى: ﴿اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدَّهُمْ فِي طُغِيَانِهِمْ يَعْمَهُوْنَ﴾ نحن في دولة الإمارات، لم نعرف اللباس السعودي القبيح المدعو بالنقاب إلاَّ في عصر الصحوة السعودي! فالتغلغل في وجدان المجتمع السعودي، تبعه تغلغل آخر أشدُّ وأقوى على بقيَّة الدول الخليجيَّة ومن بعدها العربيَّة، وهذا بسبب مليارات الدولارات التي كانت تضخُّها السعوديَّة من أجل ترويج المفاهيم والخزعبلات المتشدِّدة عبر الخُطبِ الدينيَّة والنشرات الدينيَّة المُتشدِّدة والأشرطة الدينيَّة السمعيَّة والبصريَّة والمجلاَّت والإذاعات، هذا بخلاف القنوات التلفزيونيَّة المشبوهة والمستمرَّة في النموِّ في ظلِّ الدعم السعودي السخي، وعلى رأسهم "قناة المجد" الأصوليَّة. فلولا الدولار السعودي، هل كان سيحلُّ علينا هذا التخلُّف القبيح باسم الدين؟ بالطبع لا.

لقد استحدث هذا التيَّار المتشدِّد بدائل لأغلب احتياجات الناس، لدرجة حتَّى أفراح الزفاف استحدثوا لها أناشيد خاصَّة تُعرف بـ "أناشيد الأفراح"، وبات الناس يراجعون الدين من الناحية الشرعيَّة لمزاولة أبسط أمور حياتهم اليوميَّة والمعيشيَّة، مع ترويج الكره وعدم التسامح مع الديانات الأخرى أو حتَّى المذاهب الدينيَّة الإسلاميَّة الأخرى كالمتصوِّفة والشيعة، وأصبح المجتمع السعودي غارق في الأصوليَّة، وبدأ في تصديرها إلى المجتمعات الخليجيَّة الأخرى، فطالت لحى الرجال، وقصرت كناديرهم حتَّى الركب، واتَّشحت النساء بالسواد الأعظم من قمَّة الرأس إلى أخمص القدم، وتمَّ تحريم أبسط الأمور الترفيهيَّة.

فالغناء حرام، والموسيقى حرام، والمسرح والسينما والثقافة حرام، والفنُّ حرام، والأدب حرام، والشعر حرام، والكتاب غير الديني حرام، ونغمات الهاتف النقَّال حرام، والإنترنت حرام على المرأة من دون مُحْرَمٍ، والمُصافحة حرام، والتصفير حرام، والتصفيق حرام، والقهوة حرام، لأنَّها لم تكن معروفة في صدر الإسلام! وكلُّ ما هو فرائحي أو ترفيهي حرام في حرام، (حرَّم الله عيشتكم يا عيال الـ..)، وما شاء الله الفتاوي التكفيريَّة، تُنشر بالكيلو والأطنان في أتفه الأمور والأسباب،ومَن يريد أن يرفِّه عن نفسه، عليه بسماع الأدعية الدينيَّة، وخلاف ذلك، فكلُّ شيء حرام، والعياذ بالله! حتَّى جاءت هجمات 11 سبتمبر 2001.
ومع هول هذه الحادثة، إلاَّ أنَّ السعوديَّة ما تزال مستمرَّة في الترويج لفكرها السلفي المتطرِّف، ولن ترتاح إلا بتحقيق غايتها في تقبيح البشر شكليًّا وفكريًّا.
هل هذا هو مفهوم الدين بالنسبة إلى السعوديَّة؟ إذا كان هذا مفهومكم للدين فلماذا لا تحتفظون به لأنفسكم بدلاً من إغداق الأموال من أجل تخريب المجتمعات المجاورة لكم
؟

تنا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك