التقارير

المعابر الحدودية هدف جديد لروسيا: وقف الإمداد بالسلاح وبيع النفط

1313 09:16:44 2015-12-05

طارق العبد

المشهد الميداني بعد إسقاط تركيا طائرة الـ «سوخوي» الروسية قبل أيام بات مختلفاً بشكل كبير، فالطيران بات يقترب من الشريط الحدودي مع تركيا، ومن المعابر التي جاهدت المجموعات المسلحة للسيطرة عليها، والتحكم من خلالها بالإمدادات، لتؤمن لها دخلاً مالياً إضافياً، لكن وصول الغارات الجوية إليها أخيراً بدأ يعطي إشارات عن تحول في الوضع الميداني.

وبدا لافتاً في الأيام الماضية وقوع غارات جوية قرب معبر باب الهوى وصولاً إلى سرمدا في إدلب، وكذلك عند باب السلامة قرب إعزاز في ريف حلب، حيث طالت بحسب مصادر ميدانية شحنات إمداد تتجه للمجموعات المسلحة، بالإضافة إلى استهداف قوافل نفطية تتبع لتنظيم «داعش» تتجه نحو جرابلس، وهي بدورها محطة حدودية مع تركيا التي تغلق جميع البوابات منذ آذار الماضي وتسمح بالمرور فقط باتجاه الأراضي السورية.

وفي موازاة التصعيد الجوي قرب الحدود بدا لافتاً حديث مصادر معارضة عن احتمال هجوم وحدات الحماية الكردية على نقطة باب السلامة في محاولة لإحداث ضغط إضافي على الفصائل.

ولكن ما الذي تخسره المجموعات المسلحة باستهداف المعابر أو خسارتها؟

بعيداً عن الرسائل السياسية بين أنقرة وموسكو يبدو الوضع الميداني اقرب لتحول مفاده استهداف ومنع أي تجمع أو خط إمداد للفصائل المسلحة، سواء في حلب حيث يتقاتل «داعش» والأكراد و«جبهة النصرة»، وتتحدث تركيا عن منطقة آمنة تمتد من جرابلس حيث تنظيم «الدولة الإسلامية» أو في إدلب التي ترتبط العمليات فيها بالتوسع إلى ريف حماه أو اللاذقية.

وبالنسبة للمجموعات المسلحة فإن الشريط الحدودي شكل بالفعل ما يشبه منطقة آمنة في الفترات الماضية، فالمعابر التي سقطت تباعاً في قبضة «الجيش الحر»، ثم تصارع عليها مع «النصرة» و«أحرار الشام»، التي نجحت في فرض سيطرتها عليها سمحت بفرض نفوذ واسع والتحكم بحجم الدعم المالي وشحنات المواد التجارية والعسكرية والطبية.

وابعد من ذلك فقد فتحت غالبية الفصائل مكاتب لها قرب البوابات الحدودية، لتسهيل استقطاب المقاتلين القادمين من الخارج أو لاستلام شحنات الأسلحة، هذا إن لم تكن قد خصصت أراضي بجانب المعابر لتخزين الأسلحة، وهو ما بدا واضحاً حين شنت «الجبهة الإسلامية»، وخاصة «جيش الإسلام» و «أحرار الشام» معركة ضد «هيئة الأركان» ورئيسها آنذاك سليم إدريس، وسيطرت على عشرات المخازن المكدسة بالأسلحة، ما لفت الانتباه جلياً إلى أهمية هذه البوابات الحدودية، وهو ما يفسر أيضا سلسلة التفجيرات التي طالت هذه النقاط ومعها مخازن الأسلحة.

وإذا كانت البوابتان الأساسيتان في الشمال تحت قبضة «أحرار الشام»، وتستخدمهما للتجارة ونقل السلاح، فإن باقي النقاط تبدو مخصصة للنفط أو التهريب. وهنا لا بد من الإشارة إلى نقطة جرابلس، وبدرجة اقل تل ابيض التي أصبحت تحت سيطرة الوحدات الكردية، فالمنطقتان الخاضعتان لسيطرة «داعش» شكلتا، بحسب مصادر ميدانية، محطة أساسية لنقل النفط من ريف دير الزور والرقة إلى جرابلس بالدرجة الأولى، خاصة أن طريق الإمداد يمر بعد الرقة على مجرى نهر الفرات إلى ريف حلب الشرقي الخاضع بغالبيته لقبضة عناصر «داعش»، وهو ما يعني ممرات آمنة لم تطلها غارات التحالف الدولي مسبقاً.

يضاف إلى ذلك أن «الدولة الإسلامية» قد ركزت على البلدة الحلبية أكثر من غيرها بعد خسارتها لتل ابيض، وفشل محاولات السيطرة على عين العرب (كوباني)، وكذلك التمدد في محافظة الحسكة شمالاً. وعلى الرغم من إغلاق أنقرة للبوابة في جرابلس، إلا أن المعلومات تؤكد حدوث عمليات بيع وشراء الذهب الأسود عند هذه النقطة، تمهيداً لنقله إلى ميناء جيهان التركي. ولعل الغارات الأخيرة على هذه الطرق والممرات هي ما تفسر إعلان التنظيم حالة تقشف في المواد النفطية وقراره التوقف عن بيع النفط.

|السفير

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك