التقارير

مكافحة دولية للإرهاب قبل "خراب مالطا"!

2196 09:15:14 2015-11-15

تعرضت باريس لسلسلة من الأعمال الإرهابية الجمعة في الـ13 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، والتي سقط بنتيجتها من 120 إلى 153 قتيلا فضلا عن مئتي جريح.

هل تذكرون عملية "دوبروفكا" الإرهابية في موسكو، حين استولت مجموعة من المسلحين الشيشانيبن يقدر عددهم بأربعين مسلحا على المسرح عام 2002، حيث كانت تُعرض مسرحية "نورد أوست" الموسيقية، واحتجزوا أكثر من 900 شخص من المشاهدين والفنانين رهائن لأكثر من ثلاثة أيام؟!

حينئذ لم يترك المسلحون خيارا آخر أمام القوات الخاصة الروسية غير اقتحام المسرح وتحرير الرهائن، الذين قضى منهم 130 شخصا. وقد دان ولا يزال المسؤولون والصحافيون الغربيون يدينون الرئيس فلاديمير بوتين لرفضه التفاوض مع الإرهابيين، ويدينون السلطات الروسية لاستخدامها الغاز أثناء اقتحام المسرح.

ولكن موسكو تصر على أنه لم يكن لديها آنذاك مجال للمناورة في مواجهة 40 مقاتلا مدججين بالسلاح، مستعدين لقتل أنفسهم والإجهاز على رهائنهم. الأمر، الذي أكده في اليوم الثالث للحصار قائد العملية موفسار بارييف للصحافي البريطاني مارك فرانشيتي في مقابلة تلفزيونية، حيث قال: "لا يوجد لدينا ما نخسره، لقد تحمّلنا عناء قطع 2000 كم للقدوم إلى هنا، ولا سبيل للعودة الآن، فقد أتينا لكي نموت هنا، وإن دافعنا هو الحرية والجنة".

"دوبروفكا" خلال احتجاز رهائن عرض "نورد أوست" RIA NOVOSTI Dmitry Korobeynikov "دوبروفكا" خلال احتجاز رهائن عرض "نورد أوست"

والآن ها هي فرنسا تجرب على نفسها مأساة دموية مماثلة، عندما تعرضت باريس الجمعة في 13 11 2015 لهجمات الإرهابيين، الذين اقتحموا مسرح "باتاكلان" الباريسي، حيث كانت فرقة الروك الأمريكية "إيغلز أوف ديث ميتال" (نسور الموت) تقدم عرضها، لكن الإرهابيين لم يحتجزوا رهائن، وقتلوا على الفور ما بين 80 و112 شخصا.

وكانت قد دوت قبل ذلك ثلاثة انفجارات عند ملعبStade de France في العاصمة الفرنسية، حيث كان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يحضر مباراة ودية في كرة القدم بين منتخبي فرنسا وألمانيا.

ثم أطلق الإرهابيون النار على البارات والمقاهي في الشوارع القريبة، وقتلوا ما لا يقل عن 30 شخصا.

ونحن لا نشمت بهذا المصاب الجلل، الذي أصاب فرنسا، ونقدم تعازينا الصادقة إليها بضحاياها، حتى ولو كان بينهم رسامو "شارلي"، الذين هزؤوا في البداية بالنبي الكريم، ثم بضحايا الطائرة الروسية المنكوبة. فليمزحوا وليمرحوا الآن في السموات العلى إن كانوا بين "الشهداء"، فليسوا هم الوحيدين، الذين سخروا من النبي الكريم بذريعة حرية الرأي، وليسوا هم الوحيدين، الذين تشفوا من سقوط الطائرة الروسية، بل غالبية المسؤولين والصحافيين الغربيين، الذين أرادوا مصيرا لروسيا في سوريا كمصير الاتحاد السوفياتي في أفغانستان.

لكن فرنسا كانت الدولة الأوروبية الوحيدة، التي لعبت الدور الأبشع في "الربيع العربي"، حيث قصفت طائراتها ليبيا، ودلت أجهزة استخباراتها "الثائرين" الليبيين على مكان معمر القذافي، لكي يُقتل على أيديهم ويتعرض قبل ذلك لشتى أنواع العذاب.

الأزمة السورية (صورة أرشيفية) Reuters الأزمة السورية (صورة أرشيفية)

وفي سوريا، كانت باريس المحرضة الأولى على أعمال الشغب. وعندما بدأت روسيا عمليتها العسكرية هناك، كان هولاند ينتقد ليل نهار "التفرد الروسي" بقصف الإرهابيين. وكان وزير خارجيته لوران فابيوس حجر عثرة أمام أي اتفاق بين المتفاوضين بشأن السلام في سوريا، ما أجبر مئات الألوف من السوريين على النزوح من بلادهم إلى القارة العجوز، حيث يَتهم السياسيون المتطرفون الآن المسلمين بقلقلة الأوضاع في أوروبا.

أيها السادة الأوروبيون! لقد قلقلتم الأوضاع في أوكرانيا، وحاولتم خنق روسيا، ودمرتم الشرق الأوسط، وحولتم ليبيا إلى ولايات قبلية متناحرة، وغضضتم الطرف عن استفحال وباء الطائفية في العراق، وظهور "داعش" هناك، ولا تزالون تحاربون طواحين الهواء في سوريا، فقط لكي لا ترون في المنام شبح بشار الأسد.

أيها السادة! لا انتظار بعد اليوم! آن الأوان لكي تهبوا مع روسيا لمكافحة الإرهاب قبل "خراب مالطا"!

حبيب فوعاني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك