بقلم: صالح النقدي
هناك حكمة تقول: (ما قيمة أن تعيش لنفسك وأنت معرض لأن تموت بين لحظة وأخرى دون عمل شيء يذكر أو يعرف بك أحد) ولأن الحياة السياسية للسيد عزت الشابندر تعتمد على التشظي والإنشطار مع علمنا بانه لم يترك أثراً على الساحة المعاصرة لأنه عاش الدور المرسوم إليه وهو مجرد عراب لسياسة حكومات الفشل حيث ينتقل من كتلة الى أخرى حسب ما تتطلبه عملية نشر الغسيل السياسي القذر.
تصريحات الشابندر قبل وفاة الدكتور أحمد الجلبي إنما تفصح بشكل جلي مقدار الحقد على الشخصيات المعتدلة والصيد في الماء العكر على حساب مصائب الأحزاب والكتل وهذا ديدنه لكونه متلون كالحرباء.
ماذا يقصد الشابندر بأن العراق قد يضيع لفترة كما ضاع أيام هولاكو وعليه فقد يمرض ولكنه لا يموت؟ أي داعية سياسية هذا الذي يتكلم بإسم الضياع والمرض اللذين حصلا بسبب أمثاله ممن سرقوا خيرات العراق وهو الذي أشرف على صفقة مشبوهة لتوريد دبابات أوكرانية وعددها (80 ) وتبين أنها مجرد خردة ستوك صبغت على عجالة وصدرت للعراق بعلم رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابقين والوسيط اللبناني علي الفياض عراب الحرامية فأي الأمور أشكي ولما منها أضج وأبكي إنه العراق أيها الفاسدون.
ما يثير الإستغراب هو التوقيت الذي خرج به عزت الشابندر في لقاء متلفز وعلى قناة الشرقية المملوكة للبعثي سعد البزاز ويصرح من خلالها بأن المرحوم أحمد الجلبي قد أشتكى له من المجلس الأعلى ومن السيد عمار الحكيم وأن قلبه سيتوقف من أعمالهم وكأنه يمهد لضرب عصفورين بحجر واحد لكونه مَن طبخ الطبخة جيداً في إغتيال الدكتور الجلبي وبنفس الوقت التنكيل وتحويل أصابع الإتهام نحو تيار شهيد المحراب!
دعونا نسأل من مع الجلبي قبل وفاته بسويعات إذ كان مدعواً على العشاء في بيت الدكتور قاسم داود ومعهم الأستاذ نوري البدران والقاضي وائل عبد اللطيف والدكتور زهير حمادي وكانوا يتكلمون عن الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وحتى الآن الأمر طبيعي ولكن قبل أن ينصرفوا بنصف ساعة حضر الشابندر دون دعوة من أي أحد جلس معهم نصف ساعة وتفرقوا وهنا تقفز علامة استفهام كبيرة لماذا حضر الشابندر من مقر قناة الشرقية الى دار الدكتور قاسم؟!
مؤامرة بحجم ملفات الفساد التي يمتلكها المرحوم الدكتور أحمد الجلبي وهي تخص الحيتان الكبيرة والتي ستغير الخريطة السياسية في البلد دون شك فلابد من إسكاته مهما كلف الامر هكذا خططوا ومثلها نفذوا ولكن الجلبي كان يعلم بما يخططون له فأرسل نسخاً من ملفات الفساد الى المرجعية وستكشف الأيام القادمة أسراراً أخرى حول اسكات الشرفاء ومحوهم من قاموس السياسة بنفس الأسلوب والطريقة الخبيثة دون شك