تباينت الانباء التي ترد من الانبار بعد يوم من شن القوات العراقية هجوماً مفاجئاً على مسلحي داعش في مركز المحافظة . لكن مسؤولين عسكرين وجهات مطلعة في الانبار تحدثوا عن "فرار كبير" لقيادات داعش نحو الغرب.
ويتحدث سكان محليون في مركز الرمادي عن وجود قطعات عسكرية اميركية بضمنها آليات ثقيلة شاركت بالعملية العسكرية فضلا عن استخدام الراجمات والمدافع.لكن مسؤولين في الحكومة المحلية وزعامات قبلية اكدت ان الدور الاميركي اقتصر على الضربات الجوية.
وتفيد مصادر من الرمادي بان القوات المشتركة لم تعد تبعد عن مركز المدينة سوى كليو متر واحد فقط، وشوهدت القوات العراقية تدخل احياء قريبة من منطقة الحكومة المحلية وسط الرمادي.
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، الأربعاء، عن تقدم القوات المشتركة معززة بقطاعات جديدة باتجاه مركز مدينة الرمادي لتحريرها بالكامل، فيما أكدت تدمير دفاعات وتحصينات تنظيم (داعش).
وأضافت في بيان لها ان "تلك القوات تمكنت من التقدم على المحاور المحددة لهم من قيادة العمليات المشتركة، حيث استطاعوا تدمير دفاعات وتحصينات عصابات داعش ومازالوا يتقدمون بكل ثبات باتجاه مركز المدينة من اجل تحريرها بالكامل".
وأكد البيان "تعزيز المحاور الأخرى بقطاعات جديدة لتتكامل العمليات العسكرية وفق الخطط والأهداف المحددة لها".
مشاركة 4 أفواج عشائرية
ويقول غسان العيثاوي، وهو قائد محلي في اتصال مع (المدى)، ان "القوات المشتركة مسنودة بالتحالف الدولي و4 افواج من حشد الانبار بنحو 2000 مقاتل اقتحموا منطقة زنكورة والبو جليب في جنوب غربي الرمادي".
ويؤكد العيثاوي بان "الهجوم الكبير تسبب بهروب القيادات الى قضاء هيت"، مشيرا الى "وجود تقدم آخر للقوات في المحور الشمالي".
واستطاعت القوات المهاجمة، بحسب العيثاوي، من التقدم في مناطق البو عيثة والبو فراج القريبة من مركز مدينة الرمادي. وتسببت ضربات التحالف الدولي المكثف بالطائرات الى ترك التنظيم مواقعه والفرار الى مناطق اخرى.
ويؤكد القيادي المحلي ان القوات المشتركة لايفصلها عن مركز المدينة سوى كيلو متر واحد فقط. لكنه يعتقد ان المعركة مازالت لم تكتمل لان "التنظيم يمسك مناطق اخرى في شرق الرمادي ويمكن ان يهاجم القوات العراقية".
الدور الأميركي
وينفي العيثاوي اشتراك المدفعية الاميركية في المعارك، مؤكدا اقتصار دور التحالف الدولي على الطيران. واشار الى ان "مدفعية الفرقة الثامنة للجيش العراقي هي من تقصف اوكار داعش".
وترددت انباء، الاسبوع الماضي، عن طلب تقدم به محافظ الانبار صهيب الراوي، خلال زيارته الى واشنطن في ايلول الماضي، بـتدخل المدفعية والراجمات الى جانب طائرات الاباتشي لضرب مواقع التنظيم في الانبار. لكن الراوي نفى ذلك بعد موجة انتقادات وجهت له.
ويؤكد هشام الهاشمي، الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، استخدام القوات الاميركية المدفعية في معركة الرمادي وسلاح الجو للتحالف على مدار الساعة. كتب على صفحته في فيسبوك بان "غارات التحالف كانت مؤثرة وفاعلة".
وكشف الهاشمي عن "اقتراب القوات المشتركة في شمال الرمادي بحدود ٥٠٠ متر"، وانها "اصبحت على مشارف ساحة الاعتصامات وعلى مقربة من الطريق السريع"، مشيرا الى وصول قوات عمليات بابل الى اهداف على المحور الغربي .
وتحدث الهاشمي عن هروب لعناصر داعش من جزيرة الخالدية والرمادي باتجاه غرب الانبار، كاشفا عن تجمع كبير للمسلحين في الرطبة والقائم حيث وصلت ما يقارب ٢٨٠-٣٠٠ عائلة الى الرطبة من داخل سوريا. معتبرا ان ذلك "يعكس ضعف معنويات داعش".
لكن الخبير الامني ينفي دخول القوات العراقية مقر "عمليات الانبار وسط الرمادي"، مشيرا الى تعرض شوارع رئيسة وسط الرمادي، كشارع 60 و 40، الى قصف مكثف.
في اثناء ذلك يقول مجلس محافظة الانبار ان "العملية الجارية منذ ليلة الثلاثاء في الرمادي هي مكملة لعملية تطويق المدينة وستستمر لاقتحام مركز المحافظة".
ويوضح عذال الفهداوي، عضو مجلس المحافظة في اتصال مع (المدى)، ان "المرحلة الثالثة وربما تكون الاخيرة قد بدأت في الرمادي ولن تتوقف حتى تحرير كل المدينة".
ويؤكد الفهداوي ان "القوات المشتركة تطوق كل محاور الرمادي وتطبق عليها بشكل كامل تقريبا، باستثناء بعض المناطق في شمال المدنية مثل احياء البو ريشة والبو ذياب وشعبان".
لكن المسؤول المحلي يشدد على ان "ما حققته القوات المشتركة حتى الان يعتبر قد انهى كل العقد العسكرية وبات تحرير كامل الرمادي قريبا جدا".
واعلن رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت، الاربعاء، في بيان صحفي ان "القوات الامنية ومقاتلي الحشد العشائري تمكنوا من استعادة السيطرة على مناطق ستراتيجية بالرمادي وهي زنكورة والبوجليب والعدنانية واجزاء كبيرة من البوريشة بينها منزل ومضيف رئيس مؤتمر صحوة العراق الشيخ احمد ابوريشة".
واضاف كرحوت، ان "القوات تمكنت من تحرير منطقة الخمسة كيلو غرب الرمادي، وكبدت داعش خسائر مادية وبشرية كبيرة جدا".
وكان مسؤولون وزعماء عشائر في الانبار قالوا في وقت سابق لـ"المدى" بان "القوات الامريكية قد وعدتهم بعودة النازحين الى ديارهم في الرمادي في شهر تشرين الاول الحالي". وكانت العمليات العسكرية قد تعطلت لنحو شهر تقريبا قبل ان تستأنف في الاسبوع الماضي.
من..وائل نعمة
https://telegram.me/buratha