التقارير

متاهات البحث عن "بيضة القبان" في أروقة الأمم المتحدة

1805 08:54:28 2015-09-29

مقر الأمم المتحدة بنيويورك شكل هذه الأيام قبلة للقادة والزعماء العرب والأجانب، كل حط رحاله حاملا رؤيته السياسية والاقتصادية لملفات باتت تؤرق العالم وتقض مضاجعه من أقصاه إلى أقصاه.

  بوتين: روسيا ستعقد اجتماعا لمجلس الأمن الدولي لتنسيق مواجهة داعش كلمات الزعماء العرب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

الدورة السبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة مناسبة للقادة كي يدلي كل بدلوه بشأن كيفية معالجة الأحداث والأزمات السياسية والدموية التي تعصف بالعديد من دول العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط الأسخن في كوكبنا.

ولعل اللافت في هذه الدورة السنوية والحدث الذي انتظره الكثيرون تمثل في عودة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد غياب امتد لعشر سنوات والكلمة التي استبقها العديدون بأسئلة محيرة وتوقعات بشأنها من قبل أصحاب الأقلام ووسائل الإعلام والمحللين والدبلوماسيين الحاليين والسابقين. هذا كله إلى جانب لقاء القمة الذي جمع الرئيس الروسي بنظيره الأمريكي باراك أوباما بعد حوالي سنة من القطيعة بين الرجلين وما تخلل ذلك من تصريحات ومواقف وعقوبات متبادلة بين البلدين على خلفية أزمات باتت معروفة وواضحة لا تبدأ بسوريا ولا تنتهي بأوكرانيا.

 

فلاديمير بوتينReuters Carlo Allegriفلاديمير بوتين

 

مكافحة الإرهاب والأزمة في سوريا وما آلت إليه الأوضاع في العراق وليبيا واللاجئون التائهون في عرض البحار ونووي إيران وأوكرانيا، كل ما يحيط بهذه القضايا وسبل حلها والخروج من متاهاتها أخرجه الزعماء من جيوبهم بأفكار وآراء ومواقف سجلت في بعضها نقاط التقاء، وفي بعضها الآخر كشفت عن مساحات مليئة بالألغام بين رؤى القادة.

يجمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمته أسباب انتشار الإرهابيين ويعيدها إلى فراغ السلطة في بعض البلدان والتحرك خارج إطار الشرعية الدولية والتدخل الخارجي الذي أدى إلى تدمير مؤسسات بعض الدول والدعم اللامحدود الذي تقدمه بعض الدول إلى جهات معارضة.

ويؤكد بوتين على أن الحل يتمثل في ضرورة مساعدة الحكومات التي تكافح الإرهاب وتنسيق جهود جميع القوى المناهضة للإرهاب على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة و بلورة استراتيجية شاملة ترمي إلى إعادة الاستقرار السياسي إلى الشرق الأوسط وإنعاش المنطقة اقتصاديا واجتماعيا.

أما أوباما الذي هاجم روسيا ذات يوم في سبتمبر/ أيلول الماضي ووصفها بأنها من الأخطار التي تهدد العالم مثلها مثل "داعش" وفيروس "إيبولا" فبدى في كلمته هذه المرة أكثر دبلوماسية، حيث أكد أن بلاده لا تريد العودة إلى الحرب الباردة مع روسيا مشيرا إلى الدور الإيجابي الذي لعبته روسيا في الاتفاق النووي مع إيران. ولم ينس أوباما أثناء تطرقه إلى الملف السوري انتقاد الموقف الروسي بقوله "هناك من يدافع عن الرئيس السوري بشار الأسد بدعوى أن البديل هو الأسوأ"، ومع ذلك فقد أكد أوباما أن الولايات المتحدة مستعدة للعمل مع الجميع لحل الأزمة السورية، بما في ذلك روسيا وإيران، مشيرا إلى أن حل الأزمة السورية سيستغرق وقتا طويلا.

صاحب البيت الأممي بان كي مون غرد ضمن سرب الدبلوماسية وبدا عاجزا عن الفعل، لكن كلماته عبرت عن مكنون الغضب في داخله عندما قال "إن العجز الدبلوماسي لمجلس الأمن الدولي وغيره على مدى 4 سنوات أدى إلى خروج الأزمة السورية من السيطرة وإن المسؤولية الأساسية عن تسوية النزاع تقع على الأطراف المتنازعة في سوريا أن قوى إقليمية ومنافستها تغذي النزاع في سوريا.

 

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مونReuters Mike Segarالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون

 

ودعا بان مجلس الأمن ودول المنطقة الرئيسية للمضي قدما في مجال تسوية الأزمة" الأمين العام لم ينس كذلك اليمن "السعيد" حينما قال إنه لا يوجد حل عسكري للنزاع في هذا البلد، داعيا جميع الأطراف المعنية للجلوس وراء طاولة المفاوضات وتسوية الأزمة من خلال الحوار وإلى وقف القصف الذي يدمر المدن والبنى التحتية والتراث التاريخي في هذا البلد

الرئيس الصيني شي جين بينغ ظهر بالحريص على المؤسسة الأممية الأكبر في العالم والتي تحمل على كاهلها مسؤولية المجتمع الدولي برمته بقوله إن "شريعة الغاب لا يمكن أن تكون نموذجا للشراكة بين الدول وأن مستقبل العالم يجب أن ترسمه جميع البلدان ولا يجب أن يفرض القوي رأيه على الضعيف"، وأكد الرئيس الصيني أن المنظمة الأممية تمكنت من تجسيد أمل البشرية والولوج إلى مستوى لم يكن له مثيل، وقال "أصبحنا في عالم متعدد الأقطاب وهذا أمر لا رجعة عنه".

كلمات القادة العرب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حاولت أن تعيد إلى الأذهان القضية الأقدم والأهم في العالم والتي بدون حلها لن يعم الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط "قضية فلسطين"، حيث حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من تفاقم الوضع في فلسطين، مؤكدا أن حل القضية يبدأ بإقامة دولة فلسطين على حدود67 وعاصمتها القدس، كما تطرق إلى المخاطر المترتبة على انتشار الإرهاب داعيا إلى حل سلمي للأزمات التي تعصف بالمنطقة.

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ندد بالانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية ومقدساتها مؤكدا عدم وجود شريك إسرائيلي لحل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، مضيفا أن استمرار القضية الفلسطينية دون حل عادل وشامل هو وصمة عار للإنسانية. أما في الشأن السوري، فقال أمير قطر إن تقاعس المجتمع الدولي عن وقف المأساة في سوريا يعد جريمة إنسانية، وإن ظاهرة الإرهاب تضع تحديات أمنية وسياسية خطيرة أمام المجتمع الدولي.

أما العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني فقال إن "علينا مواجهة جميع متطرفي ومتشددي العصر وإن حوار الحضارات هو السبيل للخروج من العنف، داعيا إلى ضرورة العودة إلى الروح المشتركة للأديان  لتعزيز القيم الإنسانية، مؤكدا في الوقت ذاته أن الخارجين عن الإسلام ينشرون الكراهية في العالم.

تحدث العديد من الزعماء من على منصة الأمم المتحدة وغادروا نيويورك وهناك من ينتظر دوره، وإلى أن يتم إيجاد أرضية مشتركة تجمع المواقف والمصالح بين الدول يواصل الإرهاب مد خيوطه ونسجها في أماكن مختلفة، تزهق أرواح بريئه، ويهرب لاجئون في قوارب الموت بحثا عن بصيص أمل، وتدمر مقدسات وآثار، وتدور الأيام، ويبقى الأمر على حاله إلى أن يظهر الدخان الأبيض من المؤسسة الأممية التي أسست من أجل تحقيق الأمن والأمان والسلم والسلام.

المصدر: RT

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك