تعدّ الآثار كنز الشعوب، ودليل على وجود حضارة وعمران وبداية سطوع نور العلم والمعرفة والثقافة، والعراق بلد الحضارات، زاخر بالآثار والمواقع الأثرية، وفي محافظة ذي قار وحدها قرابة "1200" موقع أثري، لعل من أبرزها بيت النبي إبراهيم وزقورة أور التاريخية، فضلاً عن المقبرة الملكية، وقصر شوكي ومعبد (دب لال ماخ) الذي يعدّ أقدم محكمة في التاريخ .
ومعظم تلك الآثار تعود إلى عصر فجر السلالات والحضارات السومرية والأكدية والبابلية والأخمينية والساسانية والبابلية والعصر الإسلامي، كما تضم واحدة من أقدم المدن في المنطقة العربية والعالم، ألا وهي مدينة أور التاريخية.
ومدينة أور وزقورتها هي واحدة من أقدم وأكبر المعابد والمتاحف المعمارية الباقية من الحضارات السومرية القديمة ليومنا الحاضر.
والزقورة وجمعها الزقورات أي (الأهرام الرافدية) هي معابد مدرجة كانت تبنى في العراق ثمّ إيران وسوريا، ومن أشهر الزقورات عالمياً هي( زقورة أور) في العراق.
وقام ببنائها الملك أورنمو عام (2100) قبل الميلاد، ويبلغ ارتفاعها 70 قدم، وهي مخصصة لعبادة آله القمر "نانا"، فقد كانت من أكثر الزقورات شهرة والأكثر مقاومة وصموداً أمام الزمن، وآثارها مازالت شامخة.
بنى الملك أورنمو زقورته على مصطبة عالية محاطة بسور مزدوج يحتوي على غرف داخلية، ثمّ أضاف إلى البناء باحة أخرى ذات بوابة عظيمة على نفس مستوى المجمع الديني الذي يؤدي إلى المدخل الرئيسي ثمّ إلى مصطبة الزقورة وهناك بوابة غير واضحة المعالم موجودة في الزاوية الشرقية، وكان الرواق الخارجي يطلّ على الجنوب وفيه تمثال للآله نانا، واستعمل الملوك هذا الرواق كمجلس للقضاء، أما أبنية عصر ألسلاله الثالثة فقد بقي منها بناءان محافظان على شكلهما الأصلي.
وأول من قام بالتنقيب العلمي المنظّم في موقع مدينة أور الأثرية وكشف بعمله هذا عن صورة واحدة من حضارات وادي الرافدين، هو العالم ليونارد المسؤول عن البعثة المشتركة للمتحف البريطاني.
ويصف ماكس مالون بأن زقورة أور لايوجد مايقارن بها في بلاد الرافدين كلها، بسبب اللون الأحمر القاني وتكوين البناء الذي أستخدم فيه الجير وبسبب الترتيب المستنبط.