أعلن البيت الأبيض، الأربعاء 22 يوليو/تموز، وصوله إلى المرحلة الأخيرة من صياغة خطة لإغلاق سجن غوانتانامو.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست "إنها أولوية بالنسبة إلى الرئيس" باراك أوباما الذي وعد بإغلاق القاعدة العسكرية لدى وصوله إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2009. لكن في الكونغرس يعارض الجمهوريون الذين يتمتعون بغالبية في مجلسي النواب والشيوخ- بشدة إغلاق هذا المعتقل وبدأوا يضعون عقبات إدارية لمنع نقل المعتقلين إلى الولايات المتحدة أو إلى الخارج.
وأكد إن إدارة الرئيس باراك أوباما تأمل "بتعطيل" المعارضة من الجمهوريين في الكونغرس الذين حالوا دون تنفيذ وعد أوباما الانتخابي بإغلاق السجن. وقال "الإدارة ... في المراحل الأخيرة من صوغ خطة لإغلاق السجن... وتقديم تلك الخطة إلى الكونغرس".
عودة الدفء مع هافانا فك جمود غوانتانامو
ويرى مراقبون أن تحسن العلاقات مع كوبا وإعادة إطلاقها سيلجم الجمهوريين الذين منعوا نقل السجناء من المنشأة الواقعة في القاعدة البحرية الأمريكية بخليج غوانتانامو في كوبا. كما تواجه الإدارة أيضا مقاومة في وزارة الدفاع (البنتاغون) لترحيل أولئك الذين تحتجزهم الولايات المتحدة بتهمة التورط في الإرهاب. كما يناقش مجلس الشيوخ الأمريكي مشروع قانون سنوي لسياسة الدفاع يسمح بإغلاق السجن لكن بشرط أن يقدم الرئيس أولا خطة تحصل على موافقة الكونغرس.
AFPكوبا - الولايات المتحدة
ولا يزال 116 معتقلا يقبعون في مركز الاعتقال العسكري الذي افتتح قبل أكثر من 14 عاما لسجن المشتبه فيهم بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. لكن هذه العراقيل لم تحل دون الإفراج عن معتقلين، فقد غادر 28 منهم المعتقل في 2014 إلى كازاخستان وأورغواي وجورجيا وسلوفاكيا.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض "لقد أحرزنا الكثير من التقدم. وتراجع عدد المعتقلين في هذا العام من 127 إلى 116".
ولا يزال معتقل غوانتانامو يثير مناقشات بين المدافعين عن حقوق الإنسان والمسؤولين الأمنيين بشأن ما إذا كان يجب مقاضاة المشتبه في تورطهم بالإرهاب أمام النظام القانوني المدني الأمريكي أم يعاملون كمقاتلين أعداء بمقتضى قوانين الحرب.
على طريق إغلاقه
وأنشئ سجن غوانتانامو بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وتعهد أوباما بإغلاقه في غضون عام عندما وصل إلى البيت الأبيض في 2009. وانخفض عدد النزلاء في السجن هذا العام من 127 إلى 116 فيما استبعدت واشنطن إرسال 69 يمنيا إلى بلدهم بسبب الفوضى الأمنية في وطنهم.
وبموجب معاهدة موقعة مع كوبا عام 1903 تسيطر الولايات المتحدة على خليج غوانتانامو البالغة مساحته 116 كم مربع، حيث توجد قاعدة بحرية كبيرة إضافة الى مركز الاحتجاز العسكري المثير للجدل والذي بدأ يستقبل المشبوهين بالإرهاب بعد 4 أشهر من هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت نهاية يناير/كانون الثاني عدم نيتها تسليم قاعدة غوانتانامو لهافانا، وذلك بعد مطالبة الرئيس الكوبي باستعادة السيطرة على الخليج كشرط لتطبيع العلاقات مع أمريكا. ورغم حديثه المتكرر عن بذل كل ما في وسعه لإقفال سجن غوانتانامو، إلا أن الرئيس الأمريكي لم يفلح حتى الآن في ذلك. لكن حكومة هافانا قالت إنه من أجل التطبيع الشامل للعلاقات يجب أن تتخذ الولايات المتحدة خطوات منها تسليم القاعدة البحرية التي تستأجرها منذ عام 1903.
لكن العلاقات بين البلدين شهدت انفراجا نسبيا في الآونة الأخيرة وأعلن أوباما في 17 ديسمبر/كانون الأول عام 2014 عن قرار الولايات المتحدة تطبيع العلاقات مع كوبا، مما سمح باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهافانا التي انقطعت عام 1961 على خلفية قيام السلطات الثورية الكوبية بتأميم مزارع قصب السكر ومصادرة الممتلكات الأمريكية في الجزيرة، بما فيها مصانع النفط.
ويوم الاثنين في 20 يوليو/تموز، تم رفع العلم الكوبي في السفارة الكوبية بواشنطن، وبذلك تكون كوبا قد استعادت وضع السفارة لأول مرة بعد قطع العلاقات بين البلدين، كما رفع العلم الكوبي على مبنى وزارة الخارجية الأمريكية. وأضيف العلم الكوبي الأحمر والأبيض والأزرق إلى أعلام الدول الأخرى المرفوعة عند مدخل المبنى.
https://telegram.me/buratha