خلاف يتصاعد بصمت داخل اتحاد القوى بين نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي ورئيس البرلمان سليم الجبوري على خلفية موافقة الاخير على اقالة محافظ نينوى واعطاء الضوء الاخير لتعيين رئيس جديد لديوان الوقف السني.
وتتحدث اوساط من داخل اتحاد القوى عن مساع يقودها النجيفي للإطاحة بالجبوري على خلفية اتهامه بـ"محاباة التحالف الوطني" و "عدم حديثه عن معاناة السنة".
وتذكر الضغوطات التي يتعرض لها رئيس البرلمان بمساعي التعطيل التي يواجهها رئيس الوزراء حيدر العبادي والتي تشير اصابع الاتهام فيها الى النائب الآخر لرئيس الجمهورية نوري المالكي.
وفي مسعى للتقليل من شأن الخلافات، اكدت كتلة الجبوري، ان الاخير يحظى بدعم جميع اطراف اتحاد القوى، نافية صحة الانباء التي تتحدث عن محاولة الاطاحة برئيس البرلمان.
التحالف الوطني يؤكد انه "لايرى مصلحة لتعرض السلطة التشريعية إلى الاهتزاز في ظل الظروف الحالية"، وشدد على اَنَ الجبوري "اثبتْ كفاءةً عاليةً في ادارته الجلسات البرلمانيةَ".
وكشف نواب من اتحاد القوى، طلبوا عدم الكشف عن اسمائهم لـ"المدى"، عن "وجود تحفظات ابدتها كتلة متحدون برئاسة اسامة النجيفي على اداء رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وتعامله مع بعض الملفات على الساحة السياسية ومنها تحديداً ادراج إقالة محافظ نينوى اثيل النجيفي على جدول اعمال مجلس النواب".
وكان مصدر برلماني، كشف، نهاية أيار الماضي، أن رئيس مجلس النواب أصر على طرح قضية اقالة محافظ نينوى اثيل النجيفي من منصبه خلال جلسة البرلمان، التي عقدت في 28 أيار الماضي، بعد اشتباك بالايدي بين نائبين عن ائتلاف العربية ومتحدون بشأن الاقالة.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "الجبوري اصر على حسم قضية إقالة المحافظ اثيل النجيفي من منصبه خلال جلسة اليوم".
وأوضح نواب، بعضهم مقرب من دائر رئيس البرلمان، أن "كتلة متحدون تقود حراكاً لتنحية سليم الجبوري من منصبه واختيار بديل عنه لاتهامه بعدم الحديث عن معاناة أهل السنة طيلة مدة تبوئه موقع الرئاسة"، مؤكدين ان "هذا الحراك ولد انقسامات حادة داخل اتحاد القوى بين داعم للجبوري ورافض له".
وتضيف المصادر النيابية التي تحدثت لـ"المدى" أن "ما عمق الخلافات بين النجيفي والجبوري وجعلها تتجه نحو التعقيد موافقة الاخير على تعيين عبد اللطيف الهميم رئيساً للوقف السني خلافاً لرغبة كتلة متحدون التي عدّته إضراراً بالمصالحة الوطنية وخروجاً عن الاتفاق السياسي، وحمّلت رئيسي مجلس الوزراء ومجلس النواب مسؤولية هذا القرار".
وتنوّه المصادر المتطابقة الى ان "كتلة متحدون كانت تدفع بقوة نحو ترشيح أحمد المساري ليشغل منصب رئيس ديوان الوقف السني لكن المشاورات التي قادها سليم الجبوري مع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي توصلت إلى تسمية الهميم رئيساً جديداً بالوكالة".
وتؤكد المصادر أن "رفع الجبوري لجلسات البرلمان إلى ما بعد عطلة عيد الفطر تأتي في مسعى منه لتقريب وجهات النظر وكسب الوقت خشية خروج المشكلة الى العلن وتحولها إلى صفقة سياسية".
واشارت المصادر البرلمانية الى "حدوث مشادة كلامية في احد اجتماعات الهيئة السياسية لاتحاد القوى بشأن اداء سليم الجبوري بعد اتهامه من قبل بعض الاطراف بمحاباة التحالف الوطني على حساب المكون السني".
وانعكست هذه الازمة على اجتماعات اتحاد القوى التي قاطع الجبوري بعضها مؤخراً، الا ان اطراف الاتحاد تسعى حثيثاً للتستر على الازمة رغم تداولها في وسائل الاعلام.
وفي هذا السياق، نفت كتلة (ديالى هويتنا)، التي يتزعمها سليم الجبوري، ان يكون اتحاد القوى العراقية يعاني انقسامات بسبب الخلاف بين النجيفي والجبوري، مؤكدة ان "الامور تجري بشكل طبيعي وانسيابي داخل المكونات السنية".
ويقول صلاح الجبوري، رئيس الكتلة البرلمانية لـ"المدى"، ان "قضية إقالة محافظ نينوى قانونية ودستورية بعد ارسال طلب من رئيس مجلس الوزراء يحمل تواقيع 22 عضواً من مجلس محافظة نينوى إلى رئيس البرلمان والذي عرضه على الجلسة بعد اصرار الكثير من النواب".
واكد الجبوري ان "رئيس البرلمان لم يكن يقف وراء عرض طلب إقالة أثيل النجيفي وانما كان هناك أكثر من 80 نائباً وقعوا طلباً على ادراج القضية على جدول اعمال الجلسة".
وتابع رئيس كتلة (ديالى هويتنا) ان "اتحاد القوى العراقية اجتمع، خلال مدة الاسبوع الماضي، أكثر من مرتين احداهما في منزل الجبوري والاخرى في اجتماع للهيئة السياسية للاتحاد في منزل احمد المساري"، مشيراً إلى ان "الجميع كان داعماً لسليم الجبوري ولطروحاته وتوجهاته".
وتعليقاً على الموضوع، يؤكد التحالف الوطني ان "سليم الجبوري اثبت، خلال المدة الماضية، كفاءة عالية في ادارته لمجلس النواب، واستطاع ان يشكل نقطة التقاء لتشريع بعض القوانين الحساسة".
ويؤكد النائب عباس البياتي، في تصريح لـ"المدى"، ان "التحالف الوطني لا يرى مصلحة ولا يؤيد أيّ توجه لتعرض السلطة التشريعية الى الاهتزاز أو التغيير في ظل الظروف الحالية"، مشيراً الى ان "من يسرب المعلومات يسعى لتحقيق الضغط السياسي".
ويشدد البياتي على ان "التحالف الوطني لايدعم بأيّ شكل من الاشكال تغيير السلطة التشريعية ورئاستها"، مضيفاً "ما تم تسريبه فإن الهدف منه هو تحقيق مصالح سياسية من قبل بعض الاطراف".
https://telegram.me/buratha