بينما تستمر بجرائمها البشعة وباساليبها الهمجية، تعمد عصابات داعش الارهابية على إسكات الاصوات الرافضة لوجودها في مدينة الموصل من خلال عمليات الاعدام الجماعي التي تُنفذها.
وعلى بعد 20 كم جنوب الموصل، تقع منطقة العذبة حيث توجد حفرة الخسفة أو مقبرة ضحايا عصابات داعش الإرهابية التي لا تفصلها عن الطريق العام الرابط بين بغداد والموصل سوى خمسة كيلو مترات، ولا يفقد شخص مار من هناك الطريق اليها فرائحة الجثث ستقود إليها.
ومنذ سيطرة عصابات داعش الارهابية على مدينة الموصل في العاشر من حزيران / يونيو 2014، بدأت برمي جثث ضحاياها في هذه الحفرة الكبيرة، التي يبلغ قطرها 65 متراً، بينما ارتفاعها لا يعرفه أحد، بسبب الأعداد الكبيرة من الجثث التي رُميت فيها.
النائب عن محافظة نينوى، حنين قدو، يقول لـ(IMN)، إن "العصابات الارهابية عندما دخلت للمدينة، كانت تعلم انها ستقوم بمجازر كبيرة، وستقدم على قتل الاف الضحايا، لذا بحثوا عن مكان لإخفاء جرائمها التي تقترفها في المدينة، واتخذوا من هذه الحفرة الكبيرة مكاناً لرمي جثث الضحايا”.
ويضيف أن "اهالي الموصل يتعرضون يومياً لعمليات قتل ممنهج وجماعي، حيث تقوم العصابات الارهابية بقتل كل من يخالفها الرأي، وكل من يكون له موقف رافض لاعمالها، لذا فان اعداد الضحايا تزداد”.
وتستقبل هذه الحفرة الكبيرة التي يتشائم منها سكان الموصل ما بين 20 – 25 جثة لابرياء خالفوا "تعليمات” داعش الارهابي، حيث يقول سكان من الموصل، إن "من يسمع باسم هذه الحفرة ينتابه الخوف والرعب، ويتمنى ان لا يكون في يوم ما مرميا هناك.
ضحايا سجن بادوش في مدينة الموصل، ممن قتلوا العام الماضي، بعد ايام من سيطرة الارهابيين على الموصل، رُميت جثثهم في هذه الحفرة الكبيرة، وكانوا من بين الاف الاشخاص الذين قتلوا على يد هذه العصابة.
الصحفي الموصلي، خالص جمعة، يقول لـ(IMN)، إن "الضحايا الذين القوا في الخسفة اكثر من الف شخص، من مختلف الفئات، بينهم عناصر امن ومرشحين في الانتخابات السابقة وصحفيين ومسؤولين محليين ومدنيين معارضين لداعش”.
ويضيف أن ” عناصر التنظيم الذين يفرون من المعارك تلقى جثثهم في الحفرة، واحيانا يتسلم ذوو الضحايا ورقة ليوثق فيها اسم الضحية وسبب الإعدام الذي غالبا ما يكون ان الضحية تعمل في الأجهزة الامنية او متعاونة مع القوات الامنية العراقية”.
أعداد كبيرة من الموصليين ومن مدن اخرى سيطرت عليها عصابات داعش الارهابية أُختطفوا ولم يعثر احد على اي اثر لهم، لكن الجميع يعتقد بانهم قتلوا وألقيت جثثهم في الخسفة، مع المئات من الضحايا، حيث تعتبر هذه الحفرة، علامة بارزة لدى مجرمي داعش الارهابي، فكل ضحاياهم هناك.
أما الشيخ نمر الحمداني، وهو عضو مجلس شيوخ عشائر نينوى، فيؤكد لـ(IMN)، إن "جميع سكان الموصل يعرفون معنى كلمة "الخسفة”، وهي تمثل لهم جزءاً من حالة الرعب التي يعيشونها كل يوم في المدينة، لذا يحاول البعض ان لا يسمع بهذه الكلمة، حتى لا يتخيل نفسه في يوم ما بداخلها”.
ويضيف في اتصال هاتفي من محافظة اربيل، أن "بعض العناصر الارهابية يهددون ساخرين المدنيين باخذهم الى هذه الحفرة الكبيرة في حال لم يمتثلوا لاوامرهم او خالفوا قرارات ما تعرف بالهيئة الشرعية”.
مدينة الموصل وهي معقل عصابة داعش الارهابية، تعيش مثل الانبار والمدن الاخرى التي يسيطر عليها الارهاب، حالة من الخوف والقلق اليومي، تحت سياط الاجانب والغرباء الذين جاؤوا من خارج الحدود.
وستبقى "الخسفة”،وهي الحفرة الاكبر التي ابتلعت جثث الضحايا في الموصل، مكاناً يحكي قصص مئات الابرياء الذين ذهبوا ضحية على يد اجرم عصابة شهدها القرن الحادي والعشرين.
مؤخراً صدرت أوامر لعناصر عصابات داعش الإرهابية تقضي بردم الخسفة، وبالفعل ألقت سيارات حمل كبيرة الكثير من الانقاض والخردة، وبحسب أحد عمال المحارق فإن العمل استمر أياما عدة من دون ان يتم التأكد من طمرها فعلا او لا ، لكن موصليين علقوا على ذلك بالقول "ربما خاف عناصر عصابات داعش ان أن يُلقوا فيها بعد القضاء على دولتهم الزائلة قريبا”.
https://telegram.me/buratha