تتصدر مدينة القائم قائمة الغارات الجوية المستهدفة لتنظيم داعش الارهابي شمالي الانبار، اذ اعلن الطيران الحربي العراقي توجيه 5 ضربات على مواقع الارهابيين في المدينة خلال شهر واحد بينها ثلاث غارات في غضون اسبوع واحد.
وعادة ما تصيب تلك الغارات مواقع تجمع قيادات التنظيم الارهابي الذي يفضل عقد الاجتماعات في القائم التي تعتبر ممرا مهما بين سوريا والعراق.
وتسرق خلية الصقور الاستخبارية الأضواء من طيران التحالف الدولي. اذ تقوم المجموعة التابعة لوزارة الداخلية بتمرير المعلومات بشكل دائم الى طيران الجيش العراقي لقصف تلك الاهداف. وتقول الجهات المعنية بالشأن الامني عن تلك الخلية بانها "مجموعة من المحترفين وذوي قدرات عالية".
بعد سقوط الموصل
وتسبب سقوط الموصل في 10 حزيران 2014 بانهيار معنويات اللواء السادس في الجيش العراقي الذي ترك مهمته بحماية حدود القائم مع سوريا، وفتح المجال امام ارهابيي داعش بعبور البلدات السورية التي كان التنظيم احتلها في وقت سابق.
ويقول فرحان فتيخان، قائممقام قضاء القائم ان "القائم تعتبر مكانا مميزا للقاء قيادات تنظيم (داعش) الارهابي فهي مدينة حدودية وتتوسط بلدات يسيطر عليها الارهابيون في الجانبين العراقي والسوري، كما توجد طرق برية للتنقل بين البلدين".
وتشترك القائم بحدود تمتد لـ200كم مع سوريا وتتاخم بلدتي البوكمال ودير الزور السوريتين، اللتين تعدان من اوائل المناطق التي سيطر عليها التنظيم العام الماضي. وترتبط عشائر الجانبين السوري والعراقي بعلاقات قربى وطيدة.
واضاف فتيخان في تصريح لـ"المدى" قائلا "بعد عشرة ايام من سقوط الموصل، سمع منتسبو حماية الحدود، اغلبهم من اهالي الموصل، ما جرى في مدينتهم فقرروا ترك مهمتهم ومواقعهم ما ادى الى دخول التنظيم الارهابي الى القائم وقام بتصفية الموالين للحكومة من شرطة وصحوات وتفجير المباني الحكومية".
داعش الارهابي باع الحنطة بسعر التراب
وكشف قائممقام القائم عن "استيلاء داعش، بعد دخوله المدينة، على اطنان من محصول الحنطة الذي تشتهر بزراعته".
ويوضح المسؤول المحلي "كان من المفترض ان نحصد في عام 2014 نحو 40 الف طن من الحنطة المزروعة في القائم وهي نسبة اعتيادية تتكرر في كل موسم زراعي لكن الارهابيين استولوا على المحصول وباعوه باثمان بخسة".
وكان فلاحو مدينة القائم والجهات المختصة اتخذوا اجراءات، قبل سقوط المدينة، بتحسين محصول الحنطة وتطبيق خطة لزيادته الى 60 الف طن سنويا.
الثأر من أهالي القائم
ويقول فتيخان ان التنظيم وبعد دخول القائم شن حملات دهم وتفتيش على منتسبي القوات الامنية والمتعاونين معهم كما واعدم المئات من المدنيين والعسكريين.
ويعزو المسؤول ذلك الى "وجود ثأر قديم سعى الارهابيون لتنفيذه بحق سكان القائم"، مبينا ان "القائم كانت اول مدينة في العراق تطرد تنظيم القاعدة الارهابي في عام 2005".
وخلال نيسان الماضي أعدم داعش الارهابي ، بحسب زعماء عشائر، 300 مختطف لديه اغلبهم من منتسبي القوات الامنية بالاضافة الى مدنيين من اهالي القضاء. وينحدر اغلب ضحايا داعش من عشائر الكرابلة والسلمان والبومحل وعشائر الدليم الاخرى، لكن اكثرهم من ابناء البو محل.
واطلق "داعش" الارهابي اولى عملياته في القائم اواخر 2014. كما اعلن مؤخرا عن فتح "باب التوبة" لبعض الموظفين الحكوميين في العودة الى المدينة والتخلي عن رواتبهم مقابل منحهم 150 دولارا مقدمة من "داعش".
ويقول قائممقام القائم ان "70% من اهالي القائم هربوا من بطش التنظيم فيما العدد المتبقي مغلوب على امره ولايستطيع الخروج"، مشيرا الى ان "عدد المؤيدين له في الداخل قليل جدا".
ويمنع "داعش" منذ وصوله الى القائم السكان من الخروج ويتخذ منهم دروعا بشرية لاسيما بعد تزايد الضربات الجوية.
ولفت فتيخان الى ان "الضربات الجوية مستمرة على القائم من قبل الطيران العراقي والتحالف الدولي لكننا نجد صعوبة في معرفة الخسائر لان التنظيم الارهابي يطوق مكان الحادث ويمنع التصوير قربه".
"الصقور" فوق معسكرات داعش
وفي سياق متصل، اعلنت خلية الصقور الاستخباراتية التابعة لوزارة الداخلية العراقية تنفيذ عدد من الضربات الجوية في مدينة القائم خلال حزيران الفائت، اخرها كان في 28 حزيران، حيث قتل في الغارة التي نفذها طيران الجيش العراقي 20 من الارهابيين، بينهم مسؤولو زرع العبوات وتجنيد الارهابيين.
وكانت مصادر امنية رجحت، في شباط الماضي، اصابة زعيم "داعش" الارهابي في غارة شنها التحالف الدولي على القائم. وهي الثانية خلال شهرين، نقل على اثرها الى الموصل للعلاج، حيث يعتقد بانه اصيب في عموده الفقري.
وكان الجيش الامريكي اطلق في 2005 حملة عسكرية في غرب الانبار سميت آنذاك بـ"الاجهاز على الثور الجريح" للبحث عن زعيم تنظيم القاعدة في العراق الارهابي المقبور "ابو مصعب الزرقاوي" بعد شكوك باصابته في ضربة جوية بمدينة القائم ايضا وذلك قبل مقتله بعام.
ويقول ماجد الغراوي، عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية، ان "القائم مدينة مهمة بالنسبة لتنظيم داعش الارهابي فهي نقطة التقاء بين مسلحي العراق وسوريا".
واكد الغراوي، في تصريح لـ"المدى" ان "الضربات الجوية عادة ما تصيب خطوط الامداد القادمة من سوريا كما تستهدف في اغلب الاحيان اجتماعات لقيادات التنظيم".
وفيما ينتقد الغراوي حجم الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي، يشيد بدور خلية الصقور الاستخباراتية. ويوضح بان الخلية "جهة استخباراتية تعمل على جمع المعلومات، التي تردها من الامن الوطني او وزارة الدفاع، وتقوم بمقاطعتها وتمرير الاحداثيات الى الطيران لضرب نقاط تجمع المسلحين".
ويؤكد عضو لجنة الامن ان "هذه الخلية تتميز بقدرات وكفاءة عالية"، رافضا الادلاء بمزيد من المعلومات حفاظا على سرية عمل المجموعة الاستخباراتية.
لكن الغراوي يؤكد ان "خلية الصقور كانت تواجه، في السابق، مشاكل تعيق عملها لكن في الآونة الاخيرة تم تجاوز ذلك واصبحت تعمل بشكل افضل".
https://telegram.me/buratha