نوايا باكستانية - إيرانية لرفع حجم التبادل التجاري إلى 20%
عون هادي حسين
تصدر الصحف الباكستانية خبر بدء قطار للشحن بأداء مهامه بين باكستان و إيران، حيث سيربط القطار بين عاصمة إقليم بلوشستان كويتا ومدينة زاهدان الإيرانية، وذلك لأغراض تجارية، من بينها تصدير باكستان للأرز والمنسوجات إلى إيران واستيرادها الكبريت والكيماويات إلى جانب القطران من إيران. و للقطار أهمية خاصة لزيادة حجم التجارة المتبادلة بين البلدين، بعد رغبة الطرفين في تلك الزيادة إلى 20%، و هنا يتساءل الخبراء: هل سيكون هذا القطار مقدمة لتفعيل مشروع خط أنبوب الغاز بين البلدين، الذي تأجل تنفيذه عدة مرات؟
خط أنبوب الغاز، هو مشروع باكستاني – إيراني لمد باكستان بالغاز الطبيعي الإيراني لـ 25 عاماً، عبر أنبوب يبلغ طوله نحو 2000 كيلومترٍ على امتداد اراضي البلدين، بتكلفة تقدر بـ 7.5 مليار دولار، و كان من المقرر الانتهاء من تنفيذه في ديسمبر 2014، لكن المشروع تعثر بعقبات كثيرة أبرزها في نظر خالد جميل المحلل و الصحافي الباكستاني:
أولاً: ضخامة المشروع وتردي الأوضاع الأمنية في باكستان، يشكلان عائقاً حقيقياً أمام تنفيذه في ظل غياب سلطة الدولة (باكستان) على جزء ليس باليسير من الأراضي التي من المفترض أن يمر بها.
ثانياً: التقارب الإيراني - الهندي حيث أن باكستان لا تنظر إلى هذا التقارب مع عدوتها التقليدية بارتياح، كما أن تباين المصالح الباكستانية والإيرانية في أفغانستان له دوره أيضاً في عرقلة سير تنفيذ المشروع.
ثالثاً: معارضة الولايات المتحدة الأميريكية للمشروع، وهذا الخيار يؤيده الناشط السياسي الباكستاني السيد جعفر نقوي الذي يرى أن "العائق الأبرز امام تنفيذ المشروع هو الضغط الأمريكي على اسلام آباد بذريعة العقوبات الدولية على ايران، ووعودٍ بتقديم حوافز مالية لباكستان لوقف تنفيذ المشروع، غير أن واشنطن لم تلتزم بتعهداتها المالية اتجاه باكستان".
لكن يتوقع مراقبون أن يؤدي التقارب الحذر بين طهران وواشنطن إلى تحسين العلاقات بين باكستان وايران، وفتح آفاق التعاون الاقتصادي بينهما، ما سينسحب على مشروع أنابيب الغاز. وخاصة مع رغبة البلدين رفع حجم التعاون التجاري والاستفادة من الأهمية الجيو- سياسية لكليهما.
بناء على ما تقدم، يتضح أن ايران، وعلى الرغم من معاناتها نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض عليها منذ أكثر من ثلاثة عقود، إلا أنها تتمتع بميزات جيو-سياسية وجيو- استراتيجية خاصة في المنطقة، وهذا ما تدركه باكستان ودول الجوار الأقليمي المتاخم لايران، ويتجلى ذلك من خلال تجرؤ باكستان على الولايات المتحدة الامريكية وتحدي العقوبات المفروضة على ايران، خصوصاً مع عدم توفر بدائل لدول الجوار الايراني .
https://telegram.me/buratha