التقارير

توقيع الاتفاق حول النووي الإيراني: خطوة هامة على طريق انتصار محور المقاومة

1216 09:50:34 2015-04-08

عقيل الشيخ حسين

حدث تاريخي كبير... أكثر من ستة وثلاثين عاماً من الجهود المحمومة من أجل إسقاط نظام الثورة الإسلامية في إيران، منها 13 عاماً من المفاوضات التي سعى الغرب منذ انطلاقتها إلى تجريد إيران من برنامجها النووي السلمي، إلا أنها أفضت إلى نتيجة معاكسة تماماً.

فمع رسم الخطوط العريضة لاتفاق نهائي يسمح لإيران بالاستمرار في العمل على برنامجها النووي بصيغته المقبولة من قبل مجموعة 5+1، لا يبدو أن الشيطان الذي يكمن في التفاصيل - التي ما زالت موضع نقاش - فهو يمتلك ما يكفي من القدرة على وقف تقدم هذه العملية نحو غايتها المنشودة.

ذلك أن أيه عراقيل جدية من شأنها أن تربك هذا التقدم لن تفعل غير العودة إلى نقطة الانطلاق، أي إلى الوضع غير المرغوب فيه من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما. أي إلى حالة العداء المكشوف والحرب الباردة المرشحة للتحول إلى حرب ساخنة في كل لحظة بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين والدوليين من جهة أخرى.

واشنطن واستمرار سياسة العدوان

ولا تعود هذه الرغبة الأميركية في تجنب الحرب إلى صحوة مفاجئة للعقل الرحماني أو للضمير الخلقي. فواشنطن مستمرة في ممارسة سياساتها العدوانية بألف شكل وشكل في أربعة أقطار الدنيا. من أميركا اللاتينية إلى اليمن، مروراً بإفريقيا وأوروبا الشرقية ومنطقة الباسيفيكي... وحتى أن جنوحها إلى السلم في الحالة الإيرانية يقتصر على الملف النووي وحده، في حين يستمر التعامل الأميركي العدواني مع إيران انطلاقاً من الاعتبارات التقليدية التي تنظر إليها كدولة داعمة للإرهاب وغير منضبطة في مجال حقوق الإنسان.

السبب الرئيس لإصرار الرئيس أوباما على ضرورة إنجاح المفاوضات حول الملف النووي الإيراني هو الفشل الذريع الذي منيت به السياسات الأميركية الهادفة إلى ضرب الثورة الإسلامية: تدخلات مباشرة (صحراء طبس)، دعم للإرهاب ومحاولات لتفجير الوضع داخل إيران، حرب بالوكالة (نظام صدام حسين)، مساع لضرب حلفاء إيران في المنطقة، عقوبات اقتصادية وحرب اقتصادية فعلية من خلال دفع السعودية إلى كسر أسعار النفط. وحتى غزو العراق وأفغانستان اللَّذين يجاوران إيران من الغرب والشرق كان تمهيداً لم يكتب له النجاح لغزو إيران.  

توقيع الاتفاق حول النووي الإيراني: خطوة هامة على طريق انتصار محور المقاومة

من اللقاءات بين إيران والدول الست في لوزان

ورغم ذلك كله، لم تتمكن إيران من الصمود وحسب، بل حققت قفزات كبرى على جميع مستويات النهوض الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي، وحققت سياساتها نجاحات باهرة عبر إقامة التحالفات في المنطقة وخارجها، وخصوصاً عبر الانتصارات التي حققتها فصائل المقاومة في لبنان وغزة على العدو الإسرائيلي، وعبر صمود سوريا ولبنان والعراق واليمن أمام محاولات التفتيت والتدمير.

من هنا، يأتي التقدم المتحقق حتى الآن على صعيد المفاوضات بشأن الملف النووي كمحاولة أميركية للحد من الخسائر في إطار التوجه الأميركي المستجد نحو عدم التورط في حروب جديدة في المنطقة، ولكن مع الحرص الكامل على تأجيج حروب بالوكالة تنفذها لصالح مشروع الهيمنة الصهيو- أميركي جهات كبعض الأنظمة العربية والتنظيمات الإرهابية التكفيرية.

والسؤال، في الوقت الذي يتهيب فيه المستاؤون من توقيع الاتفاق بسبب المكاسب الكبرى التي سيحققها لإيران، والتي سمحت للبعض بالوصول إلى حد اتهام أوباما بالتشيع، يكمن في: كيف يمكن لمسعى أوباما الذي أثار خلافات قد تتجه نحو المزيد من الخطورة داخل الولايات المتحدة، وبين الولايات المتحدة وجميع حلفائها، أن يساعد واشنطن على الخروج من أزمتها في المنطقة، أو حتى على استعادة موقعها كقوة مهيمنة؟

استمرار المواجهة... بأشكال أخرى

الرئيس أوباما لا يمكنه في مداخلاته العلنية حول الموضوع أن يطمئن المعترضين عبر إفهامهم أن مسعاه هو شكل آخر من الحرب التي تشنها واشنطن وحلفاؤها على إيران ومحور المقاومة وهو الذي سيتمكن من أن ينجح حيث فشلت جميع المساعي الأخرى. لأن مثل هذا الاعتراف كفيل بضرب هذا المسعى الجديد من أساسه.

اكتفى بالتشديد على "عدم الثقة"، ما يعني أن العداء الأميركي المبدئي لإيران ما زال قائماً. وعلى أن الاتفاق سيحول دون تمكن إيران من صنع سلاح نووي. وقدم ذلك بوصفه انتصاراً كبيراً لواشنطن وحلفائها.

من الواضح إذن أن توقيع الاتفاق يأتي كاستمرار لاستراتيجية الحرب الناعمة الهادفة إلى تحقيق ما عجزت عن تحقيقه الحرب الخشنة. ولكن ما تراكم حتى الآن من مظاهر فشل هذه الاستراتيجية يعني أن الرهان الأميركي الجديد هو على السعي إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من المصالح الأميركية من خلال التعويل على القوى الصاعدة في المنطقة، مع الحرص على زج الأدوات والحلفاء الإقليميين في حروب محكومة بالفشل أقصى غاياتها تحسين شروط التفاوض في المراحل اللاحقة مع محور المقاومة، أي مع الجهة الوحيدة التي أثبتت قدرتها على صنع المستقبل

25/5/150408

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك