تلوث البيئة في محافظة ميسان دفع الشاب أبو الفضل زياد إلى ابتكار آلة تستخدم لحرق النفايات والمخلفات الأخرى بمواد متوفرة.
يقول المخترع الذي لا يتعدى عمره 15 عاما ، إن آلية عمل الجهاز بسيطة وهو يخدم عددا من المنشآت وخاصة المستشفيات بحرق المواد ونواتج النفايات الطبية بدلا من تركها في العراء لتلوث البيئة.
وعن طبيعة عمل المحرقة ، يقول ” إنها تقوم بتصفية النواتج والغازات الناتجة عن عملية الاحتراق من خلال غرفة وجهاز محرك يؤدي إلى شفط الهواء ومنه إلى (الفلاتر) الخاصة بالتصفية ، وتقسم إلى ثلاث مراحل ، الأولى الطين القطني ، والثانية الكربون النشط ، والثالثة الكربون النشط الصلب ، ومن خلال تنقية النواتج حيث يتم إنتاج أوكسجين نقي 100% بدلا من النواتج المضرة بالبيئة “.
(20 طنا بالساعة) ..
ويضيف المخترع ” أن مواد تصنيع الجهاز بسيطة جدا ومتوفرة ، وقد ساهم منتدى الرعاية العلمية في المحافظة بتوفيرها ، إلا أن على الجهات ذات العلاقة أن تتبنى هذا الجهاز بجدية كي يدخل أرض الواقع لتحقيق نتائج مفيدة ، بدلا من ترك المخلفات الطبية منتشرة في كل مكان تنبعث منها روائح كريهة تزكم الأنوف وتلوث الجو “.
ويؤكد زياد ” أن المحرقة تستطيع أن تحرق أكثر من عشرين طنا من النفايات خلال ساعة واحدة ، اعتمادا على حجم المحرقة ، كما تستطيع إنتاج هواء نقي خال من الغازات السامة من خلال تكثيف الأبخرة المتصاعدة “.
ورغم نجاح المحرقة في عمليتي الفحص والتقييم والتقدير من خلال لجنة خاصة من دائرة الرعاية العلمية التابعة لوزارة الشباب والرياضة ، فإن المعنيين لم يقدموا حتى الآن ما تعهدوا به من توفير المبالغ اللازمة لتصنيعها كي تدخل مرحلة الانتاج والاستخدام “.
ويشير الشاب المبدع إلى أن الجهاز شارك مع مجموعة أجهزة أخرى من خلال مسابقة نظمتها دائرة الرعاية العلمية التابعة لوزارة الشباب والرياضة وحصل على المركز الأول ، متمنيا من الدولة أن تهتم بهذا الجهاز لأنه مفيد لحماية البيئة في وقت تعطي أغلب الدول العربية ودول العالم جل اهتمامها للبيئة.
(ابتكارات أخرى) ..
ويبيّن زياد أنه استطاع ابتكار ثمانية أجهزة أخرى منها جهاز خاص بالتنصت ، وآخر لتنقية المياه ، وثالث لتحديد المواقع بمنظومة بسيطة ، ومنظومة الإنذار المبكر لحالات السرقة ، وجهاز إطفاء وإنذار الحرائق ، وجهاز استشعار ضد الحوادث المرورية من خلال استخدام الهاتف النقال ، وجهاز كشف المتفجرات والعبوات اللاصقة ، وجهاز تنظيم وقوف السيارات داخل المواقف المتعددة الطوابق ، مشيرا الى أن هذه الأجهزة عملية ومجربة وله فيها شهادات تؤكد ذلك.
من جهته يؤكد مدير بيئة محافظة ميسان سمير عبود أن المحرقة أثبتت أنها عملية في ظل بيئة ملوثة مثل ميسان بمختلف الملوثات ، كمعامل الطابوق والمخلفات الأخرى ويمكن أن تنجح إذا ما استخدمت بشكل عملي بانتاج هواء نقي إلى جانب إنتاج غاز الميثان المفيد لأغراض صناعية وغاز الأوكسجين النقي.
وقال أن المشكلة التي تواجهها المحافظة هي عدم وجود معمل أو جهاز لتدوير النفايات الصلبة بصورة عامة والنفايات الطبية بشكل خاص ، مؤكدا أنهم لطالما حذروا من المخاطر السلبية لتلك النفايات وتأثيرها على البيئة والصحة والكائنات الحية الأخرى ” ولكن يبدو أنه لا أهمية لتلك التحذيرات والإنذارات التي نصدرها بين الحين والآخر “.
(صديقة البيئة)..
ويتفق مهندسو قسم الإلكترونيك في المعهد التقني بالعمارة مع ما ذهب إليه مدير بيئة المحافظة بشأن ضرورة الاستفادة من ابتكار كهذا وسط بيئة أقل ما يقال عنها إنها غير صالحة للعيش وتنطوي على مخاطر محتملة وقد تنذر بكارثة بيئية إذا ما بقي الوضع على حاله ، بحسب حديثه.
ويرى مدير الرعاية العلمية لشباب ميسان جواد شتيوي أن زياد من بين شباب يعدون على أصابع اليد ، يمكن أن يحدثوا تغييرا جذريا في واقع هذه المحافظة التي أصبحت مهملة بيئيا ، /بحسب قوله/ ، منوها بأن ما يجري من حالات تكدس النفايات والمخلفات وتعطل أغلب المشاريع التنموية بحجة تأخر إقرار الموازنة المالية ، قد حول بعض مناطق المحافظة إلى مكب للنفايات.
12/5/150226
https://telegram.me/buratha