علي مخلوف
بين الحين والآخر تخرج صحف غربية لتتحف الرأي العام العالمي والعربي بالكشف عن خيوط مؤامرات وأسرار جديدة، وعلى غرار الملفات المطاطة التي يلجأ إليها الغرب في ابتزاز الأنظمة والدول التي تمانع سياسته وتقاومها مثل " ملف لوكربي وملف اغتيال الحريري" يعود الملف الكيماوي السوري ليخرج إلى العلن.
وقبل ذلك بمدة تم الحديث عن مزاعم حول بناء سوريا لمفاعل نووي تحت الأرض بالقرب من الحدود مع لبنان وأن حزب الله يتولى حراسته. ضمن ألاعيب الاستخبارات الغربية، ادعت مجلة دير شبيغل بأن شركات ألمانية زودت سوريا على مدى ثلاثين عاماً في عهدي الرئيسين الراحل حافظ الأسد والحالي بشار الأسد بمواد تستخدم في صناعة الأسلحة الكيميائية، وذكرت المجلة أن الحكومة الألمانية على علم بأسماء تلك الشركات. وأوضحت المجلة أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أعطت الحكومة الألمانية قائمة بأسماء الشركات الألمانية التي تزود النظام السوري بمواد قد تستخدم في صناعة الأسلحة الكيميائية.
إلا أن الحكومة الألمانية، بحسب المجلة، حافظت على "سرية" اللائحة لأن الكشف عنها سيلحق الضرر بالمصالح الخارجية لألمانيا، كما اتهمت الحكومة الألمانية بأنها كانت على دراية بتزويد شركات ألمانية للحكومة السورية بمواد خطيرة، قبل تقديم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لائحة أسماء الشركات، ولفتت دير شبيغل إلى أن وثائق وزارة الخارجية الألمانية تثبت ذلك، كما ذكرت بأن السفير الإسرائيلي في برلين يتزاك بن آري استفسر لدى وزارة الخارجية الألمانية عن هذه الوثيقة وزود طاقمها بمعلومات استخباراتية،وقد تعهدت الخارجية الألمانية حينها بمتابعة الموضوع. أسئلة عديدة تُثار حول ما نشرته المجلة الألمانية، لا سيما لجهة توقيت إصدار تلك المزاعم، فضلاً عن كون الحكومة السورية قد تعاونت في هذا الملف وقامت بترحيل كل ما لديها من سلاح كيماوي، وقد بدأ بالفعل تدمير المنشآت الكيماوية في سوريا وقد أكدت وسائل إعلام غربية وعربية ذلك، فما سبب إثارة هذا الموضع الآن؟. وإن ثبت تعاون شركات ألمانية مع سوريا فهل الهدف هو التضييق عليها وابتزازها على خلفية تعاملها مع سوريا؟، هل يمكن استغلال تلك الشركات من بعد ابتزازها بفرض عقوبات عليها أو إغلاقها باستخدامها ضمن ملف اتهامي جديد ضد سوريا، كأن يتم ترويج مزاعم حول اعتراف تلك الشركات مثلاً بأنها لا تزال تتعامل مع الحكومة السورية وتورد لها مواداً تُستخدم في تصنيع الأسلحة الكيماوية بما يسمح بإعادة إثارة الملف الكيماوي وتصوير سوريا وكأنها دولة مارقة لا تلتزم بوعودها وتلتف على تعهداتها؟.
عربی برس
3/5/150129
https://telegram.me/buratha