التقارير

’إسرائيل’ على خط الدعم العسكري المباشر لـ’داعش’

1625 16:13:41 2015-01-21

ما بعد عدوان القنيطرة.. توسيع خارطة المواجهة
محمد الحسيني
أقحمت "إسرائيل" نفسها ميدانياً وبشكل مباشر في معادلة الحرب الجارية في سوريا، في ترجمة فعلية للتحالف الدولي - العربي الجديد الذي مهّدت الولايات المتحدة الأميركية له تحت عنوان "الائتلاف الدولي لمحاربة الإرهاب"، وشكّل العدوان الذي استهدف مجموعة من مجاهدي المقاومة الاسلامية في القنيطرة خطوة صريحة جداً في هذا المجال، ما سيكون له تداعيات دراماتيكية - بحسب معظم المراقبين - أقلّها توسيع خارطة المواجهة، وفتح المرحلة المقبلة على الكثير من احتمالات التصعيد بمختلف أشكاله ومستوياته.
لم يعد خافياً أن الهدف الأساسي لتشكيل ما يسمى "الائتلاف الدولي لمحاربة الإرهاب" ليس القضاء على "النصرة" و"داعش"، بل يتجاوز ذلك لضرب حركات المقاومة المناهضة للسياسة الأميركية - الإسرائيلية في المنطقة، ولا سيما في لبنان وفلسطين وفي مقدمتها حزب الله وحماس.

ولا يكفي بالطبع إقحام العنصر الإسرائيلي في منظومة جديدة أفرزتها الوقائع في كل من سوريا والعراق، بل أتى التدخّل الإسرائيلي المباشر على مسرح التطورات الميدانية السورية - بقطع النظر عن التوظيف الانتخابي الداخلي - ليبعث برسائل واضحة لكل من يعنيه الأمر أن "إسرائيل" لا تقف على الحياد بل هي معنية بشكل مباشر في المشاركة بإعادة تشكيل القوى ورسم الخارطة السياسية في المنطقة.
ولعل نظرة بسيطة إلى الوراء تبرز لنا بعضاً من أهم المعطيات السياسية التي تشير لهذه الخلاصة، ولا سيما ما اشار إليه وزير الخارجية الأميركية جون كيري، في كلمة له أمام منتدى سابان التابع لمعهد "بروكينغز" في واشنطن، من أن "العنف الحالي في الشرق الأوسط أظهر وجود فرصة لتشكيل تحالف إقليمي جديد يضم إسرائيل ودولا عربية"، وأيّده في ذلك الجنرال احتياط "عاموس يالدين" الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية والمدير الحالي لمعهد الدراسات حول الامن القومي في جامعة تل أبيب، الذي قال إن "المعلومات الاستخباراتية التي نجمعها حول الشرق الاوسط في مواجهة سلسلة من التهديدات هي ايران وحزب الله وما يحدث في سوريا والمنظمات الارهابية في سيناء وفي قطاع غزة هي معلومات جيدة جداً ونتقاسمها مع حلفائنا".

ولعل الموقف الصريح جاء على لسان وزير داخلية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة - المعروف بعلاقته الوطيدة مع كثير من المسؤولين الإسرائيليين - الذي اعتبر أن "الجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة وداعش ليست التهديد الإرهاب الوحيد.. فهناك الإرهاب الذي ترعاه الدول، وخير مثال على هذا هو حزب الله الذي يعتبر منظمة إرهابية".

 في حين تؤكد مصادر أميركية وغربية أن تمويل "داعش" في سوريا والعراق يخرج من معاونين داخل الديوان الملكي، وتشير المصادر إلى الكثير من المعلومات والأدلة والتقارير التي تكشف تورط سياسيين وأمنيين بحرانيين في دعم هذه الجماعات.
أما الحديث الأكثر صراحة فجاء في تقرير العام 2014 الذي قدّمه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى مجلس الأمن، وطلب فيه تجديد التفويض للقوات الدولية في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وكشف فيه عن "تعاون قائم بين إسرائيل ومجموعات مسلحة سورية من بينها "داعش" و"جبهة النصرة" في منطقة الجولان". وأشار التقرير، الذي نشرت صحيفة " هآرتس" مقتطفات منه، إلى "عشرات اللقاءات بين معارضين سوريين مسلحين وجنود الجيش الإسرائيلي وإدخال جرحى لإسرائيل، ونقل صناديق غامضة المحتوى إلى سوريا".

ولا تخفي الأوساط الإسرائيلية علاقتها بهذه الجماعات والتنسيق القائم بين قاداتها وبين ضباط إسرائيليين، وتأمينها إطار حماية عسكرياً وأمنياً، فضلاً عن الاهتمام الطبي اعتباراً من آذار العام 2013، حيث أقام جيش الاحتلال قرب الحدود في الجولان مستشفى ميدانياً لعلاج جرحى الإرهابيين، ومنهم من تم نقله للعلاج في مستشفيات صفد ونهاريا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك