يقسم المؤرخون المعاصرون تأريخ حكومة آل سعود الى ثلاث مراحل والعصر الراهن هو المرحلة الثالثة من هذه السلطة.
الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز كان يعاني مرضا عضالا منذ سنوات واليوم فان مصيره مجهول ولا احد يعرف ما حل به لذلك احتدم الصراع لاجل الهيمنة على السلطة وقد تطرقنا آنفاً الى جانب من هذه الاحداث التي تعصف بالساحة السعودية ونكمل الحديث هنا.
كما هو معروف فان نظام الحكم في بلاد الحجاز ملكي والقول الفصل للملك وحده وسائر أمور البلاد تشرف عليها الأسرة الحاكمة ويقسم المؤرخون تاريخ حكومة هذه الأسرة في ثلاث مراحل كلية، وهي:
1 – المرحلة الاولى: بدأت هذه المرحلة في عام 1744 م بعد ان تحالف محمد بن سعود بن حمد بن مقرن مع مؤسس المذهب الوهابي محمد بن عبد الوهاب وانتهت بعد الهجمة المشتركة التي شنتها الحكومة العثمانية مع القوات المصرية على منطقة نجد.
2 – المرحلة الثانية: بدأت هذه المرحلة مع تصدي تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود لزمام الامور في عام 1824 م وانتهت في عام 1891 م بعد هزيمة عبد الرحمن الفيصل والد عبد العزيز حينما حدثت مواجهة عسكرية مع قوات محمد بن عبد الله بن رشيد.
3 – المرحلة الثالثة: بدأت هذه المرحلة في عام 1902 م عندما احتل عبد العزيز بن عبد الرحمان مدينة الرياض وما زالت حتى يومنا هذا.
المملكة السعودية يطغى عليها نظام سياسي تقليدي راديكالي، فالملك هو الذي يتولى شؤون المملكة وهو الذي يعين الحكومة وهو رئيس الوزراء وزعيم السلطة التنفيذية.
كما يقول آل سعود فان حكومتهم متقومة على احكام الشريعة ويعتقدون ان شرعية حكمهم مستمدة من الاحكام الاسلامية لكن الشعب ليس له اي دور مطلقاً وهو مهمش بالكامل عن كل شيء ومن الطريف ان هذا البلد لم يكن يمتلك دستوراً وبرلماناً حتى عام 1992 م بعد ان امتلك جميع بلدان العالم - حتى المتخلفة منها - دساتير وقوانين وبرلمانات. فقد اصدر الملك فهد بن عبد العزيز امراً بوضع نظام قانوني للحكم وقوانين خاصة لمجلس الشورى والادارات المحلية.
وجاء في القانون الذي وضعه الملك فهد ان المملكة السعودية هي دولة عربية اسلامية مستقلة بالكامل وعاصمتها الرياض وان السلطات فيها ثلاثة، وهي السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية ومع ذلك فان الملك هو الكل بالكل وهو المرجع الاول لهذه السلطات لانه رئيس الوزراء ورئيس الحكومة ورئيس السلطة التنفيذية وله صلاحية مطلقة في عزل وتنصيب جميع المسؤولين في البلاد دون استثناء.
في تاريخ 19 اكتوبر عام 2006 م اصدر الملك عبد الله بن عبد العزيز قراراً لتاسيس شورى البيعة بغية نقل السلطة الى الوريث بعد موت الملك السابق أو ولي العهد وهذا الامر قد نظم انتقال السلطة في هذا البلد الذي لا يحكمه قانون معين الى حد ما.
24/5/150112
https://telegram.me/buratha