الأزمة الأمنية التي شهدتها البلاد كشفت عن الكثير من الوجوه الداعمة لداعش في الخفاء، والتي أخذت دور الأبواق الإعلامية الداعمة للإرهاب للحد من انتصارات القوات الأمنية.
يبدو أن الانتصارات الكبيرة المتحققة على يد قوات الحشد الشعبي باتت مصدر تهديد لمخطط تقسيم البلاد، بعد الانكسار الكبير في صفوف "داعش"، الامر الذي دفع ببعض الشخصيات السياسية الى شنّ حرب إعلامية على سرايا الدفاع الشعبي باعتبارها تنتهك حقوق الأهالي في مناطق العمليات العسكرية.
لقد تصاعدت الأصوات ضد قوات الحشد الشعبي، بحجة أن هنالك تجاوزات على دور العبادة من الـ"ميليشيات"، كما يزعم بعض الناعقين من بوم الخرائب، واستغرابنا موجه الى نواب التحالف الوطني لماذا لا يردون على هذه الأصوات؟ واستغرابنا الاكبر أين كان النواب الذين يصرخون دوما، أين هم من أعمال داعش بتفجير المساجد والمراقد ومنها مرقد النبي يونس؟!
إن بعض المكشوفين توجها وعقيدة وإنتماءا، منزعج جدا من هزيمة "داعش" على أيدي أبناء العراق الغيارى، وهم يعلمون جيدا أن كل الأعمال المنافية لطبيعة العراقيين السمحاء، يقف وراءها الارهاب.
إن الحل مع داعش والقاعدة وأذنابهم لا يتم إلا عن طريق السلاح، وأما الخلافات أو حالة عدم الثقة بين المكونات، فإن حلها يتم من خلال الحوار والجلوس على طاولة الثقة بين المكونات والمذاهب، وهذا من مسؤولية السياسيين. ولن يكون اي معنى بعد ذلك لأجواء التأزيم وإطلاق الإتهامات جزافا.
إن الذين يتهمون قوات الحشد الشعبي بالأعمال الطائفية عليهم أن ترتدوا الملابس العسكرية، ويحملوا السلاح للدفاع عن مناطقهم، ويدونوا أسماءهم في سجل التاريخ، بأنهم وقفوا بوجه الباطل من القاعدة وداعش وبقايا البعث. بدلا من العويل على منابر الإعلام، وبهذه الطريقة فقط ستتحرر مناطقهم من الارهاب.
إن الإعلام المعادي يمارس دوره بالتطبيل عند سقوط أي منطقة بيد عناصر "داعش"، ويكرس نشرات أخباره للترويج له. وبالمقابل عندما يقوم الحشد الشعبي والقوات الأمنية بتحرير المناطق، فإنه يتجاهل هذه الأحداث أو ينقلها بشكل غير مهني، ويقوم بدور خبيث بتلفيق أخبار كاذبة عن حرق دور العبادة أو المحلات لصرف الأنظار، والطعن بمجاهدي الحشد الشعبي.
وفي صدد الإدعاءات المتكررة بأن هناك تصرفات غير ناضجة تصدر هنا وهناك، من عناصر ينتمون الى الحشد الشعبي، فإن المرجعية الدينية العليا أكدت وبشكل صارم، جميع الأطراف بالابتعاد عن الشحن الإعلامي الطائفي أو القومي بين مكونات الشعب العراقي.
وفي خطبة جمعة سابقة بتاريخ 28 نوفمبر الفائت، رفض ممثل المرجعية في كربلاء المقدسة الشيخ عبد مؤكدا على إنه "ينبغي الابتعاد عن لغة التعميم باتهام أصناف من المقاتلين في مناطق القتال بممارسات غير مقبولة"، مؤكدا على "حرمة التعرض لأي مواطن في دمه أو عرضه أو ماله".
وأشار الشيخ الكربلائي إلى أن "تلك الممارسات لا تمثل النهج العام لان أولئك المقاتلين دفعهم حبهم للوطن للتضحية وتعريض عوائلهم للمعاناة".
ولفت الى ان "التلاحم الوطني الذي عبرت عنه صنوف المقاتلين من الجيش والحشد الشعبي والعشائر والبيشمركة كان ورائه الشعور العالي بالمسؤولية الوطنية"، حاثا السياسيين "على الاقتداء ببطولات هؤلاء المقاتلين وجعلها نبراسا والعمل على إدامة زخم هذه الانتصارات".
إن من يتهم الحشد الشعبي بأنه ميليشيا طائفية أو مليشيا إجرامية، فإنه المجرم الأول وهو الطائفي الأول، والذي يتعمد الإساءة الى هذه المهمة المقدسة، فإنما يتعمد الإساءة إلى المرجعية الدينية العليا قبل أن يسيء إلى أصل الجهاد، كما أنه يسيء إلى وطنيته أولاً وإلى أخوته في الدين والوطن، و لا وطنية له، ونحن ندين وأي محاولة لتشويه هذا الجهاد المقدس الذي حفظ العراق ودماء العراقيين وأعراضهم. وإنجازاته التي كانت بلسماً لجراح كل وطنيٍ شريف مهما كان دينه أو مذهبه أو قوميته،إنما تمثل عدوانا على كل العراقيين
إن التقيّد بتوجيهات المرجعية الدينية، والالتزام بالضوابط الشرعية في التعامل مع الأحداث هو الذي يجنبنا الوقوع في الهاوية والانزلاق في المتاهات.
جريدة البينة البغدادية
https://telegram.me/buratha