التقارير

رويترز: علامات توتر في علاقات أمريكا وتركيا مع نفاد صبر واشنطن

1366 09:28:29 2014-10-26

يمثل قرار الولايات المتحدة إسقاط اسلحة جوا للقوات الكوردية في سوريا في نفس اليوم الذي وصفهم فيه الرئيس التركي طيب اردوغان بأنهم ارهابيون أحدث نغمة نشاز في العزف المتنافر بصورة متزايدة بين واشنطن وأنقرة.

 وبصرف النظر عن مدى تأكيد المسؤولين على الجانبين علنا على وجود انسجام تتسبب الخلافات في الاستراتيجية بشأن قتال تنظيم داعش الارهابي ومصير بلدة كوبان الكورديةي السورية الحدودية المحاصرة في توتر العلاقات بين واشنطن وحليفتها الاقليمية المهمة مما يزيد عزلة تركيا بصورة مطردة.

 وتحدث اردوغان يوم السبت للصحفيين على متن طائرته الرئاسية الجديدة الفاخرة قائلا إنه سيكون من غير الملائم للولايات المتحدة أن تسلح قوات حزب الاتحاد الديمقراطي التي تسيطر على كوباني المحاصرة من قوات تنظيم داعش منذ أكثر من شهر.

 وبعد أقل من ساعة على هبوط الطائرة في اسطنبول تحدث الرئيس باراك اوباما الى اردوغان عبر الهاتف وأبلغه بأن إسقاط الأسلحة الى المدافعين عن كوباني يمضي قدما.

 وقال آرون ستين الزميل بالمعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن في لندن لرويترز إن "التحركات الامريكية تهين اردوغان بالتأكيد. واقعة الاسقاط الجوي هي واحدة من وقائع عدم الاعتداد بتركيا."

 وأكد مقال نشره مستشار لأردوغان يوم الاثنين بعد عمليات الاسقاط معارضة تركيا لمساعدة حزب الاتحاد الديمقراطي وسلط المقال الضوء على الفجوة الظاهرة بين أنقرة وواشنطن.

 وبعد ساعات قال وزير الخارجية التركي مولود چاويش اوغلو إن تركيا ستعمل مع الولايات المتحدة للسماح لمقاتلي الپيشمرگه‌ الكوردية العراقية بالوصول الى كوباني للدفاع عنها.

 وأعطى مسؤولون أتراك كبار تفسيرا ايجابيا للتغير في الموقف. لكن اردوغان واصل هجومه على التكتيكات الأمريكية وعلى التركيز على كوباني.

 وقال يوم الخميس "الآن يوجد هذا الوضع المسمى كوباني. ما هي أهميته؟ جاء حوالي 200 ألف شخص إلى بلدي ولم يتبق هناك مدنيون ما عدا 2000 من مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي." ووصف مقاتلي الحزب بأنهم إرهابيون.

 لكن موقف تركيا ليس له تأثير يذكر على اتجاه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وعلى تحركات واشنطن حسبما يعتقد ستين.

 ويقول "لا أعتقد أن تركيا تستسلم للضغط (لتفعل المزيد).. أعتقد أن الناس يتجاهلون تركيا ببساطة."

ويعترف مسؤولون امريكيون كبار بالضيق الذي تشعر به تركيا ازاء عمليات الاسقاط الجوي للكورد السوريين وقالوا إنهم شرحوا لأنقرة أنه علاج مؤقت لن يكون ضروريا اذا سمحت تركيا بممر آمن لمقاتلي الپيشمرگه‌ الى كوباني للمساعدة في الدفاع عن المدينة.

 ووصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إسقاط الأسلحة بأنه "جهد لحظي". ووصف كيري محادثات اوباما مع اردوغان ومحادثاته هو نفسه مع كبار المسؤولين الاتراك قائلا "ما قلناه واضح جدا.. (ساعدونا لادخال الپيشمرگه أو غيرها من الجماعات التي ستواصل هذا الأمر هناك ولن نحتاج لعمل ذلك (اعادة التزويد بالسلاح)."

 وقال مسؤول أمريكي كبير "لذلك فما فعلنا كان محدودا جدا فعليا لكنه استهدف اساسا اقامة جسر للوصول الى مكان يأتي فيه التموين عبر تركيا من الپيشمرگه الكوردية."

 واعترف مسؤول امريكي كبير ثالث بالتوترات المتبقية لكنه قال إن الدبلوماسية عالية المستوى بما في ذلك اتصال اوباما هاتفيا بأردوغان منعت على الاقل مزيدا من التدهور في العلاقات بين الدولتين العضوين في حلف شمال الاطلسي.

لكن البلدين سيبقيان على خلاف بشأن طلب واشنطن استخدام قاعدة انجيرليك الجوية لدعم العمليات العسكرية في سوريا في حين يطالب اردوغان بأن ينشئ التحالف المناهض لتنظيم داعش منطقة حظر جوي فوق سوريا.

 وتحتفظ الولايات المتحدة بشكوك بشأن ميول تركيا في سوريا وفي أماكن أخرى في العالم العربي.

 وقال مسؤول حكومي أمريكي طالبا عدم نشر اسمه إن الولايات المتحدة تعتقد أن تركيا تلعب لعبة مزدوجة في سوريا فتقدم دعما معنويا خفيا على الأقل لداعش في حين تتجنب عمل ذلك علنا.

 ولا يعرف المسؤول ما إن كانت تركيا تقدم دعما ماليا أو عسكريا لداعش لكنه قال إن واشنطن تعتقد أن تركيا تشارك قطر في تقديم الدعم لفصائل اسلامية وجماعات مسلحة في ليبيا.

 وقال المسؤول إن الولايات المتحدة تعتقد أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لديه سياسة قديمة بالسعي سرا إلى مواءمات مع الجماعات الاسلامية إن لم يكن يحاول فعليا اكتساب حظوة لديها.

مشكلة تصورات

 وأصبحت تركيا عضوا على مضض حتى الآن في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة للتصدي لتنظيم داعش الارهابي الذي استولى على مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق.

 وتؤكد أنقرة على التزامها تجاه المنطقة بدليل الجهود الإنسانية التي تضمنت تقديمها المأوى لحوالي مليوني سوري منذ بدء الحرب في 2011 .

 لكن تركيا أوضحت أيضا أنها تعتبر الرئيس السوري بشار الأسد تهديدا أكبر من تهديد داعش وطالبت بإقامة مناطق آمنة في شمال سوريا ومنطقة حظر جوي قبل قيامها بدور عسكري أنشط.

 ورغم الاشادة بمعاملتها للاجئين تعرضت تركيا لانتقادات في وسائل الإعلام الغربية بسبب عدم انضمامها لحملة القصف ضد داعش.

 ولم يفلح إنكار المسؤولين الاتراك مرارا وتكرارا في قمع الشائعات عن أن انقرة سمحت بتدفق أسلحة ومقاتلين الى جماعات راديكالية في سوريا في إطار استراتيجية للاطاحة بالأسد.

 وفي حادث محرج آخر في وقت سابق هذا الشهر طلب اردوغان اعتذارا من نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قوله إن تركيا ودولا أخرى ساندت المتطرفين وأشعلت الصراع الطائفي. واعتذر بايدن عن تصريحاته.

 وقال عثمان بهادير دينجر من المؤسسة الدولية للبحوث الاستراتيجية ومقرها انقرة إن "تركيا لديها مشكلة تصورات.. والتصورات يمكن أن تكون أهم من الحقيقة."

 وعلى الساحة الداخلية لقي موقف الحكومة التركية صدى جيدا بصورة عامة لدى الجماهير الذين لا توجد لديهم رغبة تذكر في مغامرات السياسة الخارجية وسط ركود اقتصادي وفي ظل ضغوط استضافة نصف اللاجئين السوريين إجمالا.

 لكن الاحتجاجات المتكررة من الكورد الغاضبين من عدم مساعدة أنقرة لأقرانهم في كوباني تشير إلى مخاطر داخلية من امتداد آثار الأحداث الإقليمية. وتخاطر أيضا بعرقلة عملية سلام هشة مع حزب العمال الكوردستاني المحظور تهدف لإنهاء تمرد بدأ قبل 30 عاما.

 وعلى الصعيد الخارجي تبدو الصورة مختلفة.

 وفي الأحاديث الخاصة يعبر دبلوماسيون من دول صديقة عن الإحباط مدركين أن موقع تركيا وقوتها العسكرية يجعلانها حليفا إقليميا حيويا وإن كان موضع ارتياب بصورة متزايدة.

 وقال اتيلا يسيلادا وهو اقتصادي في مؤسسة گلوبال سورس پارتنرز ومقرها نيويورك "لكي أكون صريحا.. قد يكون الساسة الاتراك خبراء بارعين في الادارة السياسية محليا لكنهم ينتمون الى دوري الناشئين حين يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية في حين يهدد تنظيم الدولة الاسلامية بزعزعة استقرار المنطقة."

افتقاد الثقة

ورحب المسؤولون في واشنطن بقرار السماح بعبور مقاتلي الپيشمرگه إلى سوريا فيما قد يكون أول علامة على أن تركيا تخفف معارضتها للتركيز الاستراتيجي لأمريكا على داعش.

 لكن التأخر شهرا في التحرك أضر بتركيا دوليا وعمق الاحساس بأن رغبتها في أن تصبح لاعبا إقليميا كبيرا لا تدعمها قدرتها بحسبما يقول دبلوماسي اوروبي في انقرة.

 وقال الدبلوماسي إن رفض تركيا التراجع عن مطالبتها بإبعاد الاسد واقامة مناطق آمنة أدى الى ارباك الشركاء واثارة غضبهم رغم أنهم يتفقون مع هذه الأفكار من حيث المبدأ لكن لا يعتبرونها اولويات.

ولم يخش الزعماء الاتراك مطلقا من التشبث بمواقفهم في مواجهة الرأي العام العالمي. وينطلق اردوغان ورئيس وزرائه احمد داود اوغلو من رؤية لشرق اوسط يوحده النموذج التركي للاسلام السياسي. ويعتقد الاثنان ان سياستهما الخارجية تدعمها التزامات اخلاقية وان موقفهما صحيح بحكم التاريخ.

 لكن كثيرا من الخبراء يعتقدون أنه ما لم تنسجم أنقرة بدرجة أكبر مع الرأي العام العالمي فستصبح أكثر عزلة مما هي عليه وستبقى أهدافها بعيدة المنال.

19/5/141026

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك