تضاربت تصريحات المسؤولين الأمنيين حول كيفية تحرير سيدة الأعمال الكوردية سارة ميران من خاطفيها
فقد أكدت قيادة شرطة البصرة أمس تحرير سيدة أعمال كردية من قبضة خاطفيها.
وقال مدير شرطة البصرة اللواء ، فيصل العبادي، أن"سيدة الاعمال الكردية ، سارة حميد ميران ، حررت من قبضة خاطفيها.
ولم يكشف اللواء العبادي عن كيفية تحرير السيدة ميران، وأكتفى بالتصريح الآنف المقتضب.
وكانت سيدة الأعمال الكردية والمدير المفوض لشركة الصقر الجارح (سارة حميد ميران)، قد أختطفت على أيدي جماعة مجهولة تستقل سيارتي (بلايزر) و (دودج) في 9 أيلول 2014، أثناء خروجها من مديرية بلدية البصرة، فيما كشف محافظ البصرة الدكتور ماجد النصراوي في 27 أيلول 2014 وقوف دوافع سياسية وراء اختطافها.
ويكشف تحرير السيدة ميران عن عمق الأزمة التي أصابت المؤسسات الأمنية، وعن ضرورة القيام بجهد نشط وفعال لإصلاح تلك المؤسسة، وهو ما ينتظره العراقيين من وزير الداخلية الجديد السيد محمد سالم الغبان، الذي يواجه كم هائل من التراكمات السلبية عبر عنها هو بنفسه، حينما قال في أول يوم باشر فيه عمله في الوزارة أن"أهمية وزارة الداخلية تأتي لارتباطها بمفاصل حيوية في حياة العراقيين وهي الأمن والخدمات"،مشيراً الى "أننا أمام مرحلة جديدة في بناء الوزارة لمعالجة الخطأ وتقويم العمل".
مبيناً إن "الوزارة ستعمل بمبدأ الثواب والعقاب حيث سيكافأ المتميز والمجد في عمله ويعاقب المتلكئ والذي لا يؤدي واجباته بالشكل المطلوب".
وكرر الحديث عن أخطاء الماضي في إحتفالية للوزارة حينما "وجود برنامج حكومي دقيق ومخطط له تدعمه وتنتهجه حكومة رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي والذي يدعو الى توفير الأمن والخدمات للمواطنين وتجاوز أخطاء الماضي، واليذ لن يتأتى بدون تعاضد وتوحد وتظافر جهود جميع العراقيين".
وفي مجال النزاهة فقد بيّن الوزير ان "النزاهة والاخلاص هما شرطان أساسيان في عملنا، لأننا في مواجهة شرسة مع الإرهاب الذي يستهدف الشعب العراقي، وإن المواطن لا يمكن أن يثق بنا دون أن نثبت هذان الشرطان في العمل وهما يصبان في مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي نراه ضرورة لإصلاح الأمور وتلافي الأخطاء وتنضيج العمل وتقديم أفضل الخدمات"،
وفي ذات السياق توعد وزير الداخلية بـ"محاسبة ومعاقبة الفاسدين وكل من يخالف القوانين أو يقصر في أداء واجبه"، مشيرا الى أنه "لا مكان للفاسدين وللمتخاذلين وللمقصرين بعد اليوم في مفاصل الوزارة وسيقدم للقضاء كل من يثبن تورطه بقضايا فساد أو تقصير أو مخالفة القوانين واللوائح والأنظمة".
· حررت نفسها أم جرى تحريرها؟!
· هروب سيدة الأعمال الكردية (سارة ميران) من قبضة خاطفيها في العاصمة بغداد
من جهة أخرى أفاد مصدر امني رفيع في البصرة بأن سيدة الأعمال الكردية (سارة حميد ميران) تمكنت من الهروب من قبضة خاطفيها بعد أن كانت محتجزة في منزل بمنطقة البياع بالعاصمة بغداد.
وقال المصدر في تصريح لراديو المربد "أن ميران تمكنت من الهروب بعد إيجاد منفذ في ذلك المنزل والقفز من أربعة دور مجاورة مشيرا الى أن الخاطفين قاموا بمطاردة ميران قبل أن تسلم نفسها الى الشرطة الاتحادية التي تصادمت مع الخاطفين ما أدى الى إصابة أربعة من عناصر الشرطة بجروح مختلفة".
مبينا "أنها في ضيافة رئيس الجمهورية وهي تتمتع بصحة ووضع جيد".
ثمة أسئلة كبيرة يثيرها موضوع إختطاف السيدة ميران وكيفية تحريرها، أولها كيف قطع الخاطفون مسافة 500 كيلومتر بين البصرة وبغداد محملين بغنيمتهم وهم يمرون على عشرات السيطرات الأمنية، التي تقوم بنبش السيارات وتفتيشها تفتيشا دقيقا؟ ألا يعني ذلك صحة ما قاله المحافظ النصراوي من أن دوافعا سياسية تقف وراء إختطافها، وأن الخاطفين حينما جلبوها الى بغداد، كانوا يتنقلون بطريقة مرتاحة؟ أما تعني الطريقة التي أوصل بها الخاطفون السيدة ميران الى حي من أحياء بغداد، ليس له إلا مدخل دخول وخروج واحد، بأنهم جماعة متنفذة، أو قريبة من السلطة على أقل تقدير؟! طبعا السلطة التي نعنيها هي السلطة التي كانت تمسك زمام الأمور حكومة السيد حيدر العبادي..
ثم كيف يستطيع أحد ما أن يقدم تفسيرا لما قاله اللواء فيصل العبادي وما جرى تداوله عن الكيفية التي حررت السيدة ميران نفسها؟ وإذا لم يكن لشرطة البصرة يد في تحرير السيدة المختطفة، فعلام تحدث اللواء فيصل عن تحرير السيدة ميران؟!
*المحرر السياسي لجريدة البينة البغدادية
https://telegram.me/buratha