التقارير

المجتمع الدولي يراقب مجازر ’داعش’ ولا يتحرك!

2406 20:49:46 2014-09-04

علي مطر

يستمر مسلحو تنظيم "داعش" بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية بشكل ممنهج في المناطق التي يسيطرون عليها في سوريا والعراق. ويأخذ هذا التنظيم من المدنيين في أماكن سيطرته دروعاً بشرية، كما يقتل ويهجّر كل من يخالفه الرأي والمعتقد.

وعلى الرغم من فظاعة جرائم "داعش" لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل جدي ضده، فالتصريحات والقرارات دون تطبيقها بشكل سريع وفاعل والعمل وفقاً لمصالح شخصية لا تنفع مع تنظيم إرهابي كهذا، وإلا سوف تستمر جرائمه ضد المدنيين.

أولاً: "داعش" يمارس القتل والتطهير العرقي ضد المدنيين

لقد تحدثت تقارير دولية عن مقتل ما لا يقل عن 1420 شخصاً جراء أعمال العنف والارهاب التي ضربت العراق في آب/أغسطس الماضي، ونزوح ما يقارب الـ 850 ألف عراقي إلى إقليم كردستان.

وقد اعلنت بعثة الامم المتحدة في العراق أن حصيلة اعمال العنف والارهاب التي ضربت العراق بلغت 1420 على الاقل، فيما اصيب نحو 1370 في الفترة ذاتها.

يأتي ذلك في وقت أعلنت نائبة المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فلافيا بانسيري، إن الأقليات الدينية في العراق "تتعرض لانتهاكات صارخة" على يد تنظيم "داعش". وأكدت بانسيري أن هناك عمليات "تطهير عرقي" ضد المدنيين في العراق من قبل مسلحي التنظيم.

من جانبها قالت ليلى زورقي الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، المعنية بالأطفال والصراعات المسلحة، إن أكثر الانتهاكات التي تعرض لها أطفال العراق هي القتل والتشويه بالإضافة إلى تجنيد الأطفال.

وفي تقرير وعنوانه "تطهير عرقي بمقاييس تاريخية"، اكدت منظمة العفو الدولية ان لديها "ادلة" على حصول العديد من "المجازر الجماعية" في آب/اغسطس في منطقة سنجار حيث يقيم الكثير من الايزيديين، وقالت المنظمة في تقريرها ان تنظيم الدولة الاسلامية "حول مناطق سنجار الريفية الى حقول للقتل في اطار حملته الوحشية الرامية لمحو أي أثر لكل من ليس عربيا وليس مسلما سنيا" في هذه المنطقة.

من ناحيتها، ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أن تنظيم "داعش"، استخدم الذخائر العنقودية، في موقع واحد على الأقل بسوريا.

في غضون ذلك، ندد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالانتهاكات التي تقترفها قوات "داعش" في العراق والتي قد ترقى الى كونها جرائم دولية ووافق على ايفاد بعثة للتحقيق في هذه الانتهاكات.

ثانياً: "داعش" يرتكب جرائم دولية

إذاً، تظهر التقارير أن تنظيم "داعش"، يمارس عملية التطهير العرقي الذي يعرف بأنه عملية الطرد بالقوة لسكان غير مرغوب فيهم من إقليم معين على خلفية تمييز ديني أو عرقي أو سياسي، من خلال مجازر ترتكب ضد الأقلية المستهدفة. كما يقوم بالتدمير المقصود بدنياً أو بيولوجياً أو ثقافياً، مثل قتل أفراد تلك الجماعة أو التسبب في الإضرار جسدياً أو نفسياً، أو وضع تلك الجماعة تحت ظروف مدمرة كلياً أو جزئياً، وإجبارهم على الإنتقال القسري والاختفاء القسري بما يخالف القانون الدولي.

وهذا التنظيم الإرهابي، يستخدم أسلحة فتاكة ضد المدنيين، وقد ذكرت التقارير أنه يستخدم القنابل العنقودية، التي تعتبر مخالفة للقانون الدولي لأنها من الأسلحة التقليدية الفتاكة، وتستخدم للهجوم على أهداف مختلفة مثل المدرعات أو الأشخاص.

ووفق ما تقدم، يمكننا الإشارة إلى أن ما يقوم به "داعش" هو جرائم إبادة يعرفها نظام المحكمة الجنائية الدولية بأن أي فعل بقصد إهلاك جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية إهلاكاً كلياً أو جزئياً كقتل أفراد الجماعة أو فرض ظروف قاسية عليهم لإهلاكهم. كما تدخل جرائمه وفق ما أشار إليه مجلس الأمن الدولي، في إطار الجرائم ضد الإنسانية، والتي تعرفها المادة 7 من نظام روما بأنها "القتل العمد، الإبادة، إبعاد السكان أو النقل او الاختفاء القسري للسكان، التعذيب، اضطهاد أية جماعة محددة أو مجموع محدد من السكان..".

وبالإضافة إلى الجرائم ضد الإنسانية، تنطبق على ما يقوم به تنظيم "داعش" من تصرفات جرائم الحرب، التي تحدثت عنها المادة 8 من ميثاق روما لعام 1998.

ثالثاً: لماذا تأخر تحرك المجتمع الدولي ضد "داعش"؟

وللأسف فإنه أمام ما يرتكبه تنظيم "داعش"، من جرائم بحق المدنيين في سوريا والعراق، فإن مواقف المجتمع الدولي مخزية وغير كافية، فعلى سبيل المثال نلاحظ أن الضربات الجوية الأميركية ضد التنظيم في شمال العراق دون المستوى، وخاصة أن مختلف الخبراء والباحثين يؤكدون أن إجراء واشنطن هو فقط لحماية مصالحها، وليس من أجل حماية الإنسان العراقي.

إنطلاقاً مما سبق، ينتقد استاذ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية وليد عربيد، أداء المجتمع الدولي والأمم المتحدة إزاء هذا الخطر الإرهابي، معتبراً أن ""داعش" صناعة استخباراتية اميركية وهذا الوحش انقلب على من أوجده".

عربيد يرى في حديث لموقع "العهد الإخباري"، أن "المؤسسات الأممية تعي خطر صعود "داعش"، والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان تأخذ ما يبث من مشاهد الذبح والقتل من أجل الإستفادة منها في الداخل الغربي ليس من أجل محاربة خطر داعش فقط، بل من أجل عكس صورة الإسلاموفوبيا في الغرب بأن المسلم إنسان متوحش يجب التصدي له".

ويؤكد عربيد أن "الأمم المتحدة هي اليوم أداة بيد الولايات المتحدة الأميركية، التي تستغلها وفقاً لمصالحها. وما تصدره الأمم المتحدة من قرارات لا يطبق، علماً أنها المنظمة الأممية المسؤولة عن حياة الإنسان ومصالحه".

برأي عربيد، أميركا تحاول اليوم الاستفادة من التناقضات في منطقة الشرق الأوسط، ومن وجود داعش والجماعات التكفيرية من أجل تفتيت وإعادة ترتيب العلاقات الدولية في منطقة الشرق الأوسط وتشويه صورة الإسلام.

ويخلص عربيد في الختام إلى أن "الغرب غير قادر على ايجاد حلول في مواجهة الإرهاب، حيث إن هناك مسعىً قوياً من أجل بث الفتن بين الاسلام والمسيحية، خصوصاً بعد الحديث عن صدام الحضارات والأديان نتيجة ما يحصل، وهذا كله يصب في خانة المصلحة الأميركية، التي تستغل كل ما يمكن من تناقضات من أجل مصالحها".

26/5/140904

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك