التقارير

اللعبة القديمة الجديدة: رفع سقف المطالب قبل تشكيل الحكومة!

1594 13:14:30 2014-08-25

يتآكل الوقت المتبقي لتقديم السيد حيدر العبادي، رئيس الوزراء، المكلف أسماء وزراء كابينته الحكومية الى مجلس النواب لنيل ثقته، بغية الشروع بعهد جديد، يتجاوز فيه العراق آثام وآلام حقبة الثماني سنوات العجاف، التي مرت على العراق في ظل ولايتين متتاليتين للسيد نوري المالكي. وبغية أن يقدم العبادي تشكيلته الوزارية في موعدها المحدد قبل انتهاء المدة الدستورية في 9 - 9- 2014 أمهل السبت 23/ آب الكتل السياسية مدة 72 ساعة لتقديم مرشحيهم لإشغال الحقائب الوزارية، في موعد أقصاه اليوم الأثنين.. فيما وراء الصورة، فإن مهلة الـ72 ساعة تعكس حجم الخلافات السياسية داخل الكتل السياسية نفسها، وليس بينها وبين التحالف الوطني، فالتسريبات تفيد أن تحالف القوى العراقية الذي يضم "متحدون" برئاسة أسامة النجيفي و"ائتلاف العربية" برئاسة صالح المطلك و"كتلة الحل" برئاسة جمال الكربولي، يعاني من خلافات داخلية حادة، بشأن توزيع المناصب الوزارية في الحكومة الجديدة..ناهيك عن أن هذا التحالف قد أعد ورقة تفاوضية أطلق عليها "ورقة الحقوق" أعتبر الاستجابة لها شرط أساسي للمشاركة في الحكومة القادمة. يشار إلى أن هذه الورقة المقدمة الى السيد العبادي، تضمنت 17 مطلبا تحت عنوان "ورقة بناء الثقة" أهمها أن يتعهد التحالف الوطني تعهد خطياً بان يكون منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والنائب الأول لرئيس الجمهورية من حصة المكون السني، وأن يتم إطلاق سراح قيادات الجيش السابق ومنحهم الفرصة لرد الاعتبار ومن بينهم وزير الدفاع في عهد النظام السابق "الفريق سلطان هاشم ورفاقه". ما يعكس حجم الأزمة التي يعاني منها تحالف القوى العراقية.. وشأنه شأن تحالف القوى الوطنية العراقية، فإن التحالف الكوردستاني ذهب مذهبا يدل على أنه يريد إستغلال مفاوضات تشكيل الحكومة، لتحقيق مكاسب حتى قبل تشكيلها! فبعد أن أكد التحالف الكردستاني في الـ18 من آب الجاري، أن مشاركته في الحكومة المقبلة مرهونة بموافقتها على شروطه الأساسية والدستورية، مبينا ان تلك الشروط تتضمن صرف مستحقات إقليم كردستان وتطبيق المادة 140 من الدستور وحل الخلافات المتعلقة بالنفط والغاز. فقد اشترط التحالف الكردستاني، السبت 23/ آب، لبدء مفاوضاته بشأن تشكيلة الحكومة الجديدة بصرف رواتب الإقليم المتوقفة منذ نحو ثمانية أشهر كنوع من التفاهم وصدق النوايا. فمع أن هذا المطلب الجديد ليس من صلاحيات السيد العبادي كونه ما زال لا يتمتع يأي صلاحيات تنفيذية، ومازال نائبا في مجلس النواب، وأن ذلك يقع ضمن صلاحيات رئيس الوزراء المنتهية ولايته السيد نوري المالكي، إلا أن القيادي في التحالف محما خليل قدم هذا المطلب الذي برره بقوله أن "قيادات التحالف الكردستاني رحبت بالمكلف بتشكيل الحكومة حيدر العبادي ووعدته بأنها ستدعم حكومته بما يتناغم مع بنود الدستور وإعطاء الحقوق وعدم التفرقة"، مشيرا الى أن "التحالف الكردستاني جاد بتشكيل الحكومة خلال المدة الدستورية التي حددها البرلمان". وأضاف أن "شعب الإقليم ضاق الأمرين في عهد حكومة نوري المالكي الذي كان أشدها هو قطع رواتب موظفي الإقليم الذي يعتبر قوت عيشهم اليومي ما جعل من حكومة الإقليم تعيد التفكير بأية مفاوضات مستقبلية". وتابع خليل انه "من اجل ثبات النية في بدأ المفاوضات اقترحت قيادات الإقليم أن يكون هنالك بوادر من قبل رئيس الحكومة المكلف كإطلاق رواتب موظفي الإقليم المتوقفة منذ نحو ثمانية أشهر ومن ثم يكون هنالك تفاوض في بنود الأوراق المقدمة من قبل التحالف الكردستاني". مطالب القوى السنية المتقدمة تعني وضع العصي في عجلة تشكيل الحكومة، وهي أعلى من الإستحقاق الوطني والانتخابي بكثير، ناهيك عن أن مسألة إطلاق سراح قادة جيش صدام ليست من صلاحيات أي مسؤول تنفيذي، بما فيهم رئيس الوزراء الحالي أو القادم، وهي مرتبطة بمسارين لا ثالث لهما، الأول أنها محكومة بالأحكام الصادرة عن القضاء العراقي، والثانية أنها مسالة تقع ضمن صلاحيات ممثلي الشعب في مجلس النواب، الذي هم أعضاء فيه، ويمكنهم الذهاب الى مجلس النواب لطرح الموضوع على شركائهم في العملية السياسية، مشفوعا بمبرراتهم الموجبة لإستصدار هكذا قرار أو توصية.. أما أن يوضع كشرط مسبق للمشاركة في الحكومة فمعنى ذلك أنهم أما لا يعرفون ماذا يريدون، أو أنه من ضمن مناورات رفع سقف المطالب بغية الحصول على مكاسب اللحظات الأخيرة.. وفيما يتعلق بمطلب التحالف الكوردستاني الذي طرحه النائب محما خليل، والمتعلق بصرف رواتب الإقليم المتوقفة منذ نحو ثمانية أشهر كنوع من التفاهم وصدق النوايا على حد نعبيره، لأنه يعني عمليا وضع مصير تشكيل الحكومة بيد السيد نوري المالكي مجددا لأنه هو الذي عطل صرف الرواتب وليس للسيد العبادي دخل بذلك، فهل يعي الأخوة في التحالف الكوردستاني ذلك؟!

البينة البغدادية - المحرر السياسي

4/5/140825

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك